نورهان البطريق تكتب : قائمة المنقولات الزوجية

  • 3/9/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

هي ورقة يقوم الشاب المقبل على الزواج بالتوقيع عليها بصفة إقرار للعروسة بملكيتها لأثاث المنزل وفق مبلغ مادي، وفي حالة وقوع طلاق تسترد الفتاة كامل حقوقها استنادًا لهذه الوثيقة.ويبقي السؤال :هل هذه الوثيقة الضمان الذي يكفل للبنت حياة كريمة في بيت زوجها ؟!أيهما يستحق الخوف أكثر : الأمانة التى ستذهب إلي بيت آخر لا تعلم عنه شيئا وتجهل كل الجهل بسلوكيات أصحابه أم الأثاث الذي لا ينطق ولا يتحرك من مكانه؟ !أما عن الطرف الآخر فإنه يري دائما هذه الوثيقة الحبل الذي يلتف حول رقبته وبعتبرها وسيلة من وسائل التوريط، ولذلك أصبحنا لا نتعجب عندما نسمع عن انفصال شخصين قبل موعد الزواج بأيام قليلة ،فكلا الطرفين يحمل مشاعر خوف ممزوجة بالشك تجاه الطرف الآخر، فالشاب يعتبر ذلك خنجر مسموم قد يقتله حال وقوع الخلاف، أما الثانية فقد تعتبر رفضه تعبيرا عن عدم حبه لها،فهي تظن أن هذه الورقة مقياس التقدير والاحترام حال قبوله بها أما دون ذلك فهذا يعنى أنه ليس لديه الرغبة الجادة في الارتباط بها . الإثنان يحملان فكر ساذج قد يصل إلي حد الغباء الذي ينتج عنه نهاية الزواج قبل أن يبدأ.العادات والتقاليد لها دور كبير في صنع هذه الوثيقة التي لا معنى لها كي تهدم بيوتنا المصرية ،فالمغالاة في كتابة بنود هذه الوثيقة من جانب بعض أهالي البنات -ظنا منهمً زيادة شعور الأ مان والاطمئنان حيال ابنتهم - قد يضاعف الخلافات بين العائلتين الذي يؤدي في نهاية الأمر إلي فرار الشاب من هذا القيد الذي شكلته الأعراف المصرية العقيمة.المغالاة في تجهيز البنات ،فقد تجهز الأم ابنتها منذ ولادتها إلي أن تصبح عروس، فضلا عن المقارنات السخيفة بين ما جهزته العروسة وبين بنت عمها -مثلا-و كأنه سباق يحاول الفريقان إحراز أكبر عدد من المشتريات ليعلن الفريق الآخر خسارته التى قد تكون بفارق ملعقة واحدة . ومن هنا بات جهاز العروس يحوي علي مائة منشفة و خمسين طقم صينى ،أما عن مايسمى ب"النيش " فقد يتكلف عشرات الآلاف من أجل استخدامه حال وجود ضيوف فقط لا غير ،ومازلنا نتساءل عن سبب وجود الغارمات وراء القضبان ،لاشك أن الجهل والمبالغة الجنونية سببان كافيان لوقوعها في السجن،فما أسهل من أن تذيل إسمها على الورقة من أجل تحصيل الأجهزة الكهربائية ،وما أصعب من أن تتراكم الديون التى سيحين لها موعد السداد لا محال.انحرفت البيوت المصرية عن حديث رسول الله "صل الله عليه وسلم " "من جاءكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه " إلي من ترضون بسيارته و رصيده بالبنك ومنصبه ،مما أدي إلي زيادة نسبة الطلاق وحلول الخراب علي زيجات قد تكون حديثة عهد لطرفين في منتصف عقدهما الثانى.عندما يستحيل العشرة بين اثنين لن تجدي قائمة الزواج نفعًا ولن تعرقل أحدهما عن العزوف عن قرار الانفصال ،من يتمسك بالفراق لن يحيد عنه من أجل الأواني أو الكراسي، فقد يفضل أن ينام في العراء من أجل الخلاص من الطرف الآخر.ليت البيوت البيوت المصرية تعود إلي سالف عهدها التى كانت تحض الزوج علي احترام زوجته وتقديرها، وتحث الزوجة علي الاهتمام ببيتها وتوفير كل سبل الراحة والسكينة بداخله،لأنها في نهاية الأمر شراكة بين اثنين تقوم علي حسن المعاملة والعشرة والتى علي أساسها يتكون دفء أسري يخلو تماما من الحسابات المادية والأرقام.

مشاركة :