خطيب المسجد النبوي: استصغار الخطايا سبب للشقاء والهلاك

  • 3/9/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الإصرار على الذنب، والاسترسال في المعاصي، والاستغراق في السيئات، والفرح بها والجرأة عليها، والأمن من مكر الله، واستصغار الخطايا، مؤذن بالغفلة والسخط، وسبب للشقاء والهلاك.واستشهد البعيجان، خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي، بما ورد عَنْ عبداللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: “إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بِأَرْضٍ فَلاةٍ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ، وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُوَيْدِ حَتَّى جَمَعُوا مِنْ ذَلِكَ سَوَادًا، ثُمَّ أَججوا نَارًا فَأَنْضَجَتْ مَا قُذِفَ فِيهَا“.وأضاف أن خطر المعاصي ليعظم ويُفجع، وبلاؤها ومصيبتها تكبر وتفزع، إذا أصبحت معروفة، وأقرها الناس، فلا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، منوهًا بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الأمان من نزول البلاء، والعصمة من كيد الأعداء والسفهاء.وأوصى: "يا أمة محمد مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر بالمعروف، ومن رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، إنكم مسؤولون عن بيوتكم ورعيتكم، فاتقوا الله في نسائكم وأبنائكم، علموهم شرع الله، وكفوهم عن محارم الله، ربوهم على القيم ومكارم الأخلاق.وتابع: إنكم ستسألون عنهم غدًا بين يدي الله، وهم شهداء عليكم، وستكتب شهادتهم ويسألون في يوم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه، وصاحبته وأخيه، وفصيلته التي تؤويه، ومن في الأرض جميعًا ثم ينجيه، فارعوا رعيتكم، وما من راعٍ استرعاه الله رعية فأمسى غاشًا لهم إلا حرم الله عليه الجنة.وأوضح أن من اجتهد في إصلاح أهل بيته، وقام بشرع الله في رعيته، وغرس الإيمان في نفوسهم، كان له من الأجر مثل أجور أعمالهم، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، لافتًا إلى أن المد التغريبي اقتحم البيوت، والأجهزة ووسائل الاتصال هدمت القيم، وأفسدت الأخلاق، فما كان منكرًا بالأمس أصبح اليوم معروفًا، وما كان معروفًا بالأمس أصبح اليوم بالتخلف والشذوذ والرجعية موصوفًا.

مشاركة :