الشارقة: فدوى إبراهيم رغم أنه لا يفصلنا عن شهر رمضان سوى ما يقارب الشهرين، إلا أننا نقف متسائلين حول ما إذا كانت جعبة القنوات التلفزيونية المحلية تحمل أعمالاً إماراتية تواصل مسيرة ما سبقها أم لا؟ هدوء في الحركة الدرامية، رؤية غير واضحة حول ما يتم تصويره من مسلسلات إماراتية، في الوقت الذي يتناقل البعض اسمين لعملين لا نعلم إذا كان من نصيب المشاهد أن يتابعهما في السباق الرمضاني المقبل. من هنا ننطلق في هذا التحقيق لمعرفة ماذا في جعبة القنوات وصناع الدراما المحلية لهذا الموسم، ولماذا يتراجع الإنتاج؟ لم تكشف إدارات التلفزة في القنوات المحلية عن حضور أي عمل درامي إماراتي، وقد يكون السبب في ذلك عدم الاستقرار على عرضها في شهر رمضان، في حين أكد بعض الفنانين مشاركتهم في أعمال محلية وعربية دون إبداء رغبتهم في الكشف عنها، باعتبارهم غير مخولين لذلك، قبل أن تكشف عنها إدارات القنوات، وهي صاحبة القرار في ذلك.الفنان والمنتج الدكتور حبيب غلوم، صاحب شركة «سبوت لايت»، بدأ التحضير لدوره في مسلسل «هارون الرشيد» وهو من إنتاج سوري، ويؤدي فيه شخصية تاريخية. أما عن العمل محلياً فيجيب قائلاً: «لم نجد عملاً محلياً حتى الآن يمكننا الحديث عنه، ولا أخفي أنني كمنتج وغيري من المنتجين حملنا مشاريع أعمالنا وتوجهنا لإدارات المحطات، ولكن للأسف لم نلق الموافقة عليها حتى الآن، ودون أن نعرف الأسباب، رغم جودة تلك المشاريع التي تقدمت بها وقيمتها الفنية على كافة الأصعدة، والالتزام بكافة المعايير التي تطلبها تلك القنوات».ويشير غلوم إلى أن «المنتج في الإمارات لا يمكنه تنفيذ أي عمل درامي دون أن يحصل على موافقة التلفزيون بشرائه وبثه، فالقنوات هي المنتجة لتلك الأعمال، ولو أقبل أي منا على إنتاج العمل بنفسه مادياً فلن تشتريه أي قناة محلية أو خليجية، إذاً فالأمر هو أكبر من مغامرة على حساب المنتج». مضيفاً أنه بعد عمله «خيانة وطن»، الذي يتشرف بإنتاجه، لم يرض لنفسه أن يتقدّم بأي عمل لا يكون بنفس الثقل أو أكثر.من جهته يؤكد الفنان والمنتج منصور الفيلي صاحب «ستارشيب إنترتيمنت»، أنه لم يتم الإعلان عن أي عمل محلي حتى اليوم، وأنه تقدم بعدة مشاريع درامية للقنوات المحلية، حيث طلب منه إنجاز جزء ثانٍ بعد نجاح مسلسل «على قد الحال»، لكنه لم يرغب في تكرار التجربة أو الاعتماد على نجاح العمل.ويتابع الفيلي: «أشارك بعمل يتم تصويره حالياً لصالح إحدى القنوات المحلية، ويضم نخبة كبيرة من الفنانين الإماراتيين، ولكن لم يتم الإعلان عنه رسمياً، لذا لن أعلن عن اسمه، كما عرض عليّ العمل في مسلسل كويتي لكنني لم أحسم الأمر فيه حتى أتأكد من ملاءمة موعد تصويره مع العمل المحلي وعدم تضاربهما في التوقيت، وأعتقد أن أزمة الدراما الإماراتية هذا العام ستزول مع الوقت، حيث يبدو أن هناك بعض الظروف الخاصة بأيديولوجيا القنوات في إنتاج الأعمال المحلية، ولا أظن أنه من الجيد أن نروّج لفكرة أن «الدراما الإماراتية في خطر»، لأننا لم نجد عملاً معلناً عنه حتى الآن، بل علينا أن نتريث وننتظر ما ستكشف عنه المرحلة المقبلة». ولا ينكر الفيلي أهمية أن يكون هناك أعمال محلية تستقطب المشاهدين خارج السباق الرمضاني، فوجودها أمر صحي ومنعش للدراما وللتلفزيون، وهو ما حصل مع تجارب شارك فيها مثل مسلسل «أنيسة الونيسة» و«حياة ثانية»، حيث نجحت تلك الأعمال في وقت لا يكون المشاهد فيه بحالة ضغط من كثرة عدد المسلسلات الرمضانية.الفنان ياسر النيادي يعتبر أن عدم ظهور أي عمل محلي معلن عنه حتى اللحظة، «نذير سيئ بحق الدراما الإماراتية، خاصة أنه لا يفصلنا عن شهر رمضان سوى ما يقارب الشهرين، بينما نقرأ ونسمع كل يوم عن أعمال عربية تصور وحجزت مكانها على الشاشة، وأتمنى أن يكون للدراما المحلية حظ في المنافسة هذا العام، مع أن الأمل في ذلك ضعيف جداً».ويشير النيادي إلى أنه يكرر دائماً القول: نحن نبحث عن النوع لا الكم في الدراما المحلية، ولا نقف أمام عدد المسلسلات، بل جودتها وما تطرحه من قضايا، ولا يعني وجود عدد من المسلسلات في السنوات الماضية أن الدراما بخير، بل يكفي أن يكون هناك عمل واحد يطرح قضايا متميزة وجريئة، تناقش مستجدات اللحظة، فهذا يرضينا تماماً وسيشكل بصمة في الدراما المحلية، كما سبق وفعل مسلسل «خيانة وطن».عن غيابه عن الدراما وتوجهه في الفترة الأخيرة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، رغم تميزه الكبير في الشخصيات الإماراتية الأصيلة التي أداها، يحدثنا الفنان خلف الأحبابي قائلاً: «ظروف خاصة منعتني لفترة من المشاركة في الدراما الإماراتية، إلا أنني كنت دائماً أحاول وضع بصمة متميزة في أدواري، كما أن أحد أسباب غيابي هو وضعي من قبل المخرجين والمنتجين في قالب درامي واحد تميزت فيه، وهي شخصية البدوي الأصيل الذي لا يقبل الخطأ والحازم لكن بروح كوميدية خفيفة، وهي شخصية أفتخر بشدة أنني أتقنتها، لأنها تعبر عن روح الإماراتي الأصيل، لكنني أرغب في تقديم شخصيات مختلفة تبرز طاقاتي، ولو قدم لي أي دور فسأوافق عليه دون تردد، إلا إذا كان لا يتوافق مع القيم أو يشوّهها، فمثلاً في مسلسل «شبيه الريح» قدمني الكاتب الذي أكن له كل احترام وامتنان جمال سالم بشخصية تحمل بعض الاختلاف عن المعتاد وكانت بداية الخروج من قالب البدوي وبما يتعارض وقيمنا».وحول توجهه للحضور عبر التواصل الاجتماعي أكثر وخصوصاً «إنستجرام»، يقول الأحبابي: «أن أكون فناناً أو واحداً من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، عليّ أن أقدم ما أؤمن به، أنقل رسالتي بما أرتضي من طيب، فإن قدمت السيئ فهو يعبر عني، وأنا محاسب على ما أقدمه أمام نفسي أولاً، وبالتالي أحاول تقديم النصيحة أحياناً، والطرفة أحياناً أخرى بما لا يتعارض وقيمنا، بل ويصحح بعض السلوكيات، لكن بطريقة كوميدية خفيفة، فالنصيحة عبر الكوميديا أكثر حظاً في القبول منها في قالب جامد».الفنان أحمد عبد الرزاق يقول: «عرض علي أحد الأدوار الصغيرة في مسلسل محلي يتم العمل عليه حالياً، لكنني رفضته لعدم ملاءمته ومسيرتي الفنية، وهو ما ينطبق على عمل سوري آخر، ورفضي جاء من مبدأ احترامي لذاتي وفني والمجتمع والمشاهد، ورغبتي بأن أحافظ على سمعتي في المجال أكبر من رغبتي في الظهور لمجرد الظهور».ويشير عبد الرزاق إلى اعتقاده بأن القنوات المحلية متريثة لحين وجود العمل الذي يعبّر عن القضايا المهمة محلياً وخليجياً، وهو سبب عدم إعلانها حتى الآن عن قبولها أي عمل محلي وعرضه في رمضان، منوهاً بأن قضايا الحب والرومانسية والحقب التراثية ونقد الظواهر المحلية والسلوكيات وما إلى ذلك من قضايا سواء في قوالب تراجيدية أو كوميدية، سبق وطرحت في الدراما، لذلك لا بد من الوقوف على قضايا ساخنة تتعلق بالتطرف والإرهاب على سبيل المثال لا الحصر، بما يشكل إضافة حقيقية للدراما المحلية في الوقت الراهن والمستقبلي.في المقابل لا ينكر عبد الرزاق أن الكثير من المسلسلات تميزت وتركت بصمة في الدراما الإماراتية مثل «حاير طاير» و«طماشة» والأعمال التراثية، لكن جاء وقت المسلسلات على غرار «خيانة وطن»، والتي تنتمي لطراز مختلف لم نعتده محلياً. ويتابع: «للأسف لدينا بعض المنتجين الذين لا يمنحون الفنان حقه المادي سوى منقوص رغم أن أعمالهم ممولة من قبل إدارات التلفزيون، ومن المنصوص عليه أجور الفنانين، وهو الأمر الذي يجعلني أقف حائراً أمام ما يحدث، فإن كانت الدولة قد منحت من ميزانيتها أي ميزانية التلفزيون أجراً للفنان، لماذا لا نجد المنتج المنفذ الذي يحرص على منحها بالكامل، أو حتى ينكر أنه قد استلم مالاً من الجهة المنتجة للعمل، رغم علمي بأنه قد تقاضى ميزانية المسلسل كاملة؟ هذا ما لا أقبله في التعامل ورفضت أدوراً بسببه، في الوقت الذي أدعم فيه أعمالاً سينمائية لشباب، ولا أناقش أجري المادي فيها لكوني أعلم أن هؤلاء الشباب ينتجون أفلامهم من حسابهم الخاص». علماً أن عبد الرزاق شارك مؤخراً في الفيلم الإماراتي «وصلنا ولا بعدنا» وآخر بعنوان «علي وعليا من ذكريات الماضي»، دعماً منه للشباب الإماراتي في السينما. حيدر محمد.. حضورمختلف وكرتون جديد أكد المخرج الإماراتي حيدر محمد، صاحب سلسلة المسلسل الكرتوني الأشهر محلياً «شعبية الكرتون» بأجزائه ال 12، أن شهر رمضان المقبل سيشهد حضور مسلسل كرتوني لم يكشف عن هويته، إلا أنه سيكون بديلاً لسابقه، وسيحمل كذلك طابعاً كوميدياً خفيفاً. الجدير بالذكر أن حيدر محمد ذكر سابقاً أنه لن يستمر في إنتاج «شعبية الكرتون» رغم نجاحه موسماً بعد موسم عبر القضايا الاجتماعية التي يطرحها بأسلوب مميز، لا ينتقص من أهميتها بل يشعها في قالب معين.
مشاركة :