العين: منى البدويقد يكون التفكير في إنشاء حديقة حيوانات في مدينة العين وفي عام 1968 ضربا من الأحلام في واحة صحراوية تفتقر لأبسط مقومات الحياة وينشغل أهلها بتأمين رزقهم، لكن كان للقائد المؤسس، طيب الله ثراه، رؤية بعيدة المدى تنظر للمستقبل قال عنها غانم مبارك الهاجري مدير عام المؤسسة العامة لحديقة الحيوان والأحياء المائية بالعين، إنها رؤية ثاقبة أدركت في وقت مبكر أهمية الحياة البرية والطبيعة وأهمية الحفاظ عليها وصونها، مشيرا إلى أن تزامن عام زايد والاحتفال في حديقة الحيوانات بالعين بيوبيلها الذهبي ومرور خمسين عاما على تأسيسها مناسبة جميلة جمعت الحديقة مع هذا العام المميز «عام زايد» للحديقة التي أنشأها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله، ثراه عام 1968.وذكر أن حديقة الحيوانات بالعين استطاعت طوال هذه السنين ومن خلال إيمانها بهذه الرؤية أن تقطع أميالا وأشواطا في هذا المجال، فمنذ تأسيسها لم تكن الحديقة وجهة سياحية وترفيهية فحسب، بل لعبت هذا الدور إضافة إلى الدور الذي أقره زايد لها عندما قرر أن يجعل منها مأوى لقطيع صغير من المها العربي الذي انقرض من بيئته الطبيعية خلال فترة الستينات، وها هو المها العربي اليوم يحظى برعاية منقطعة النظير في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفق أسس علمية، والتي ساهمت من خلال حديقة الحيوانات بالعين وشركائها في إكثار المها العربي وإعادة إطلاق أعداد كبيرة منه في موائله الطبيعية في محميات محلية وأخرى في مناطق مختلفة من شبه الجزيرة العربية.يقول الهاجري: حققت الحديقة إنجازا عالميا بإكثار أول طائر حبارى في الأسر من خلال برنامج إكثار الحبارى الذي انطلق في حديقتنا عام 1977، وتوالت منذ ذلك الحين الإنجازات حتى شهدت الحديقة قفزة نوعية بافتتاح مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء عام 2016 الذي يهدف إلى نقل الحياة الطبيعية والثقافية والتاريخية لدولة الإمارات.كما تم افتتاح أكبر سفاري من صنع الإنسان في العالم «سفاري العين»، والتي أصبحت مأوى طبيعيا للعديد من الحيوانات الإفريقية التي تواجه تهديد الانقراض في بيئاتها الطبيعية لتسهم الحديقة بذلك مع شركائها الدوليين الذين انضمت إليهم لترك بصمة تاريخية للإمارات في مجال صون الطبيعية والحياة البرية من خلال شراكات متميزة مع الرابطة العالمية لحدائق الحيوان والأحواض المائية في العالم، وكذلك الرابطة.