اقتصاد المعرفة يفتح للمرأة أبواب الأعمال المغلقة

  • 3/10/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: ممدوح صوان كثيراً ما يكون التغيير أسهل في الساحات الجديدة التي لم تترسخ فيها مبادئ وقواعد تحكم طبيعة الأعمال، وككل شيء في الحياة فإن البناء على أسس جديدة أسهل من تعديل أساسات قديمة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ وفي أعماق وعينا الإنساني، وفي عالم الأعمال كثيراً ما تصطدم النساء ببنى اجتماعية أو أفكار ومفاهيم مقولبة وجاهزة تحول بينهن وبين حرية الأعمال، وتتطلب منهن بذل مزيد من الجهود للنجاح في مساحات اعتادت المجتمعات الإنسانية أن يتسيدها الرجال، لكن اليوم ومع تغير نماذج الأعمال ثمة فرص جديدة للنساء، خاصة في مجالات اقتصاد المعرفة الذي يتلاشى فيه دور قوة العضلات، ويتساوى الرجال بالنساء، وأحد هذه المجالات صناعة ريادة الأعمال وهي بالمعنى العريض بيئة ابتكارية تتيح تحول الأفكار والمعارف إلى فرص عمل خلاقة.تتلقى بيئة ريادة الأعمال دعماً من نماذج أعمال مربكة للصناعات والخدمات القديمة، فهي تغير جذرياً طريقة تقديم الخدمة أو المنتج وتفتح أسواقاً جديدة لقطاعات قائمة، وتعتمد النماذج الجديدة على تقنية المعلومات من أجل تزويد الأفراد والمؤسسات الحكومية وغير الربحية بالمعلومات التي تساعد على توزيع البضائع والخدمات ومشاركتها وإعادة استغلال الطاقات المهدورة والفائضة؛ حيث ثمة اعتقاد بأن مشاركة المعلومات المتعلقة بالبضائع والخدمات، يزيد من قيمتها على مستوى المؤسسات والأفراد والمجتمع. ولعل أفضل مثال ما يدعى بالاقتصاد التشاركي؛ وهو نظام اقتصادي يقوم على مشاركة الأصول البشرية والمادية، ويشمل الإبداع والإنتاج والتوزيع والاستهلاك التشاركي للبضائع والخدمات بين الأفراد والمنشآت التجارية. تجارب مهنية وترى زينب سقا مؤسسة موقع «نيو شيفتس» أن قدرة المرأة على الحراك الاجتماعي والتطور في المسار المهني يختلف اعتماداً على نوع الصناعة التي نعمل بها، وتقول: بالنسبة لي أتيت من عالم أعمال البناء ولي فيها خبرة 10 سنوات حيث شغلت منصباً تنفيذياً وكان لدي فريق عمل من 50 شخصاً وأتعامل بميزانية تبلغ ملياري دولار، وفي ذلك المكان كان من الصعب حقاً أن تجد كثيراً من النساء يعملن في هذا المجال، وكان يجب علي أن أتصرف بطريقة ليس وكأنني امرأة حتى أستطيع أن أجد لي مكاناً في بيئة العمل تلك، ولكن الأمر لم يعد كما كان منذ تخليت عن الراتب العالي الذي كنت أتقاضاه وانخرطت منذ سنة 2016 في بيئة ريادة الأعمال، حيث تحظى المرأة بدعم كبير وهي أكثر من مرحب بها في الإمارات، وهناك الكثير من الأنشطة والفعاليات والموارد المخصصة للنساء، ويبدو الأمر وكأننا نستفيد من فرصة تشكيل هذه الصناعة الناشئة، والتي تخلو من المواقف المسبقة تجاه المرأة كما في بعض مجالات أخرى أرست أساساتها منذ أمد بعيد.ولا بد من ذكر أنني حامل بشهري السادس وذلك لم يمنعني من العمل بجد مدفوعة بالرغبة في تطوير مشروعي NewShifts، والطريف أنني ألقى الكثير من التشجيع فيما كنت في مجال العمل السابق لا أحظى بمثل هذا. بيئة الأعمال حول بيئة الأعمال التي تمارس فيها عملها، تقول إن مركز الابتكار «إن5» يوفر باقة تتناسب مع طبيعة مشروعنا وتوجهاته الاستراتيجية، فبداية يوفر لنا المكان رخصة الأعمال المناسبة تماماً لعملنا كمنصة تشبيك إلكتروني في مدينة دبي للإنترنت، كما يمكن لنا تطبيق المفهوم الذي نعمل من خلاله وهو خلق صلة بين الاختصاصيين الراغبين بتغيير مسارهم المهني مع المشاريع الصغيرة والمتوسطة الراغبة بالاستفادة من خبراتهم، كما نحظى بعدد من ورش العمل والأحداث والتي تساعدنا على صوغ ما نريده بالطريقة المثلى، وبالمحصلة فإننا محاطون بالفئة التي نستهدفها من رواد الأعمال، كما أن بيئة الأعمال مريحة وداعمة والجميع من الإدارة إلى أسفل الهرم تعمل بشغف للإبداع والابتكار. فرص مبتكرة وتعتبر كيرا جين مؤسسة موقع «ذا دريم وورك كوليكتيف» وهو أحد المشاريع المحتضنة في مركز الابتكار «إن5» أن النساء في عالم الأعمال بالمنطقة يشكلن الجزء الأهم لضمان استقرار المستقبل الاقتصادي، وأنه في هذا العصر الرقمي تتوفر للنساء فرص عديدة لتشكيل حياتهن المهنية بالطريقة التي يردنها، وبما يحقق لمن ترغب منهن توازناً أكثر بين الحياة المهنية والشخصية.وأضافت: ننمو سريعاً بعالم الأعمال وأحد التحديات التي نواجهها هو ضمان الاستدامة عبر تماشيها مع الأنظمة وهياكل العمل الموجودة لدعم نمو الأعمال. وتحدينا التالي هو أن نوزع مطبوعاتنا في العالم كله، وبالنسبة لمشروعي الإعلامي «ذا دريم وورك كوليكتيف» كانت لدي أسباب عدة لتكون دبي مقراً له، فقد وجدت أن «ان5» في مدينة دبي للإنترنت توفر الدعم الكثير لمشروعي الريادي الأول، كما أن فريق العمل لديهم وكذلك رواد الأعمال الآخرين في المكان ساعدوني لأتمكن من النمو سريعاً والشعور بأن هناك من يدعمني دائماً.

مشاركة :