وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب أول من أمس، في إعلان مفاجئ، على عقد قمة تاريخية للمرة الأولى مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون. ولم يحدد مكان وموعد اللقاء بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي. وأقر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون نفسه بأن الأمر شكل مفاجأة قليلاً بالنسبة إلينا، مضيفاً: ينبغي الآن الاتفاق على توقيت لقائهما الأول، وسيستغرق الأمر بضعة أسابيع لتسوية كل الأمور. وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إن الولايات المتحدة لم تقدم «أي تنازلات» و«كثفت الضغط باستمرار» على زعيم كوريا الشمالية. وقال بنس في بيان صادر عن البيت الأبيض إن دعوة كوريا الشمالية للمحادثات «دليل على أن استراتيجية الرئيس ترامب الخاصة بعزل نظام كيم تحقق نجاحاً». من جهته، رحب الاتحاد الأوروبي بـ«تطور إيجابي» فيما اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه «بصيص أمل». وتمنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يفضي هذا الإعلان إلى «تقدم ملموس» في الملف النووي وإلى استئناف محتمل لعمليات التفتيش في كوريا الشمالية. وفي خطاب مقتضب امام الجناح الغربي للبيت الأبيض، أعلن شونغ اوي يونغ مستشار الأمن القومي للرئيس الكوري الجنوبي أن ترامب قبل الدعوة إلى هذه القمة التاريخية. وقال إن الزعيم الكوري الشمالي «عبر عن رغبته في لقاء الرئيس ترامب في أسرع وقت ممكن». وأضاف ان ترامب «قال إنه سيجتمع مع كيم جونغ أون بحلول مايو المقبل لتحقيق نزع دائم للسلاح النووي». وأاكد البيت الأبيض ان الرئيس ترامب (71 عاماً) قبل اقتراح الزعيم الكوري الشمالي الثلاثيني. وفي تغريدة، رحب الرئيس الأميركي بـ«التقدم الكبير» الذي أحرز في ملف كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن الزعيم الكوري الشمالي ناقش مسألة «نزع الأسلحة النووية» مع ممثلي كوريا الجنوبية، وليس فقط مجرد «تجميد» للأنشطة النووية. وأكد ترامب انه «تم إحراز تقدم كبير لكن العقوبات ستبقى إلى حين التوصل إلى اتفاق». ورحبت روسيا والصين بالإعلان عن القمة فقالت موسكو إنه «خطوة في الاتجاه الصحيح» فيما تحدثت بكين عن «إشارة إيجابية». أما رد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، فكان أكثر تحفظاً إذ أكد أن «لا تغيير في السياسة» من قبل طوكيو وواشنطن، مضيفاً «سنبقي على أقصى ضغط ممكن إلى أن تتخذ كوريا الشمالية تدابير ملموسة في اتجاه نزع الأسلحة النووية». وقال شونغ ان كيم جونغ اون تعهد العمل على «إخلاء (شبه الجزيرة الكورية) من الأسلحة النووية» ووعد بالامتناع عن إجراء «أي تجربة نووية أو صاروخية جديدة» خلال أي مفاوضات محتملة. وقال رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، أمس، إن «الاجتماع في مايو سيسجل على انه حدث تاريخي يحقق السلام في شبه الجزيرة الكورية». واعتبر بعض المحللين ان القمة الأميركية الكورية الشمالية المرتقبة ستشكل انتصاراً لكيم. وقال ايفان ميديروس من مجموعة الأبحاث «يوراسيا» والمستشار السابق للرئيس الأميركي السابق باراك اوباما حول شؤون آسيا، ان «القمة تعطيه مكانة مساوية للرئيس الأميركي وتعزز محاولاته للاعتراف بكوريا الشمالية على انها قوة نووية بحكم الأمر الواقع». أسواق المال ارتفعت أسواق المال الآسيوية خلال تعاملات أمس، مع تراجع حدة التوترات الجيوسياسية بعد عرض كيم يونغ أون وقف التجارب النووية والصاروخية، وإعلان ترامب عن لقاء قمة مرتقب مع أون، واستيعاب المستثمرين لقرار الرئيس فرض رسوم جمركية على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم، واتضاح أن تداعيات القرار أقل حدة مما كان يعتقد.
مشاركة :