أعلنت السعودية وبريطانيا في بيان مشترك أنهما وقعتا اتفاقات تجارية تزيد قيمتها على ملياري دولار أثناء زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى لندن التي انتهت أمس، ووقع البلدان اتفاقاً لبيع السعودية 48 مقاتلة «يوروفايتر». وأصدرت السعودية وبريطانيا بيانا مشتركا أشادت فيه بريطانيا بجهود السعودية في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. وأعلن البلدان عزمها على تكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف من خلال تبادل المعلومات. كما تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم لتعميق أوجه التعاون وتعزيز قدرات السعودية الدفاعية. وحول الشأن الإيراني، أكد البلدان على ضرورة التزام طهران بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة، وإنهاء الدعم الإيراني لميليشيات الحوثي وانسحاب العناصر الإيرانية وحزب الله من اليمن. كما أعرب البلدان عن دعمها للحكومة اللبنانية وضرورة تمكينها من بسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية ونزع سلاح ميليشيا حزب الله، والتصدّي لدورها المزعزع للاستقرار. ووقعت بريطانيا بروتوكول اتفاق مع السعودية لبيعها 48 مقاتلة من طراز «يوروفايتر تايفون»، على ما أعلنت مجموعة الصناعات الجوية والدفاعية البريطانية «بي إيه إي سيستمز» أمس. واعتبرت الشركة التي تنتمي إلى كونسورسيوم «يوروفايتر» الأوروبي مع إيرباص والإيطالية فينميكانيكا، أن بروتوكول الاتفاق يشكل «مرحلة إيجابية» نحو إنجاز العقد مع المملكة العربية السعودية، مؤكدة عزمها على «دعم تحديث القوات المسلحة» في المملكة. وقال وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون «فتحت زيارة ولي العهد فصلاً جديداً في العلاقات التاريخية التي تربط بلدينا». وأضاف «اتخذنا خطوة حيوية صوب وضع اللمسات النهائية على طلبية أخرى لشراء طائرات تايفون من شأنها أن تعزز الأمن في الشرق الأوسط وتدعم الصناعة البريطانية والوظائف في قطاع الطيران البريطاني الذي لا يبارى». واجتمع الأمير محمد بن سلمان، مع وزير الدفاع البريطاني، وذلك في القاعدة الجوية «نورث هولت». وتناول الاجتماع، تنسيق جهود مكافحة الإرهاب والتطرف. وفور وصول ولي العهد حلقت في سماء القاعدة طائرات التايفون ترحيباً بالضيف، ثم عُزف السلامان الوطنيان، وتم استعراض حرس الشرف. بعد ذلك عقد الاجتماع، حيث تم خلاله استعراض العلاقات الثنائية ومجالات التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، وسبل تطويرها، خاصة في الجانب الدفاعي والعسكري، والفرص الواعدة وفق رؤية المملكة 2030، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، والجهود المبذولة بشأنها بما فيها جهود محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف. وأبدى الجانبان ارتياحهما حول القضايا والملفات التي تمت مناقشتها، وآليات التنسيق المشترك بشأنها. بعد ذلك وقع ولي العهد السعودي ووزير الدفاع البريطاني على مذكرتين وترتيبات خاصة بتعزيز القدرات الدفاعية وتعميق أوجه التعاون والشراكة من خلال نقل وتوطين التقنية، والشراكة الصناعية والتدريب والبحث والتطوير والاستشارات الفنية وفق رؤية المملكة 2030. كما تم التوقيع بعد ذلك على مذكرات تفاهم وترتيبات تتعلق بتعزيز التعاون العسكري في عدد من المجالات. عقب ذلك تفقد ولي العهد السعودي عدداً من منتجات شركة «بي أي إي سيستميز» البريطانية بمساهمة الشركات السعودية العاملة في المجال العسكري، من خلال أيادٍ سعودية متدربة، واطلع على خطط الشركة المستقبلية لمزيد من نقل وتوطين التقنية، وتدريب وتوظيف المواطنين السعوديين. وحضر الاجتماع الوفد العسكري المرافق لولي العهد السعودي، وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع البريطانية. هدية كشفت صحيفة «​الإندبندنت​» البريطانية عن كواليس عشاء العمل الذي جمع ولي العهد السعودي، ورئيسة الوزراء البريطانية، مشيرة إلى أن «ماي قدمت للأمير محمد بن سلمان هدية غير تقليدية، وهي وثيقة تاريخية نادرة تظهر شجرة عائلة ​آل سعود​». ولفتت الصحيفة إلى أن «الوثيقة التي كانت موضوعة في إطار إعدادها في الأصل من قنصل الملكة فيكتوريا في جدة عام 1880». ونقلت عن ناطق إعلامي باسم مكتب ماي قوله: «اعتقدت رئيسة الوزراء أنها ستكون هدية لطيفة ومناسبة». مخطوطة قديمة تسلم ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، «مخطوطة القرآن ببرمنغهام» وهي واحدة من أقدم السجلات الباقية للقرآن الكريم، وذلك خلال لقائه رئيس الأساقفة جاستن ويلبي، أمس. والنسخة النادرة مكتوبة بالخط الحجازي، وتحتوي على آيات من السور القرآنية. وجرى خلال اللقاء، التأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس). وحضر اللقاء الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، ووزير الخارجية عادل الجبير، والسفير البريطاني لدى المملكة سايمون كوليز.