أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا أن قافلة المساعدات التي دخلت الغوطة الشرقية، أمس، أفرغت كل حمولتها في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في دوما، وعادت إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام رغم استمرار النظام لقصف المدينة، فيما دعت الأمم المتحدة لانهاء الصراع المدمر في سوريا لأجل البشرية فيما أعلن الفصيل السوري المعارض «جيش الإسلام» في وقت لاحق في بيان موافقته على إجلاء مقاتلي جبهة النصرة المحتجزين لديه في الغوطة الشرقية إلى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقال البيان إن القرار جاء بالتشاور مع الأمم المتحدة وعدد من الأطراف الدولية وممثلي المجتمع المدني من الغوطة الشرقية. وبعد وقت وجيز على إعلان الفصيل عن قراره ذكر التلفزيون السوري أن عدداً من المسلحين وأسرهم بدؤوا يغادرون الغوطة الشرقية. وأضاف التلفزيون أن 13 مسلحاً وأسرهم وصلوا إلى نقطة العبور دون أن يتبين إن كان هؤلاء ينتمون لجبهة النصرة. وتتكون القافلة من 13 شاحنة تحمل إمدادات غذاء لم يتسنَ إيصالها الاثنين الماضي عندما أوقفت قافلة سابقة إيصال المساعدات وغادرت بسبب استمرار القتال. وأفاد الصليب الأحمر في سوريا أن قافلة المساعدات غادرت الغوطة الشرقية بعد إفراغ كل حمولتها. وحذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من يوم أمس من أن قافلة المساعدات الإنسانية، التي دخلت إلى الغوطة الشرقية المحاصرة «معرضة للخطر» جراء تجدد القصف على المنطقة رغم «ضمانات»، قدمتها الأطراف المعنية وبينها روسيا، كما أعلنت الأمم المتحدة عدم تمكن قافلتها الإنسانية من العودة كما كان مقرراً إلى دوما لعدم حصولها على ترخيص من النظام السوري لأسباب أمنية. وقال الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا ومنسق الشؤون الإنسانية علي الزعتري في بيان مقتضب: «يعرض القصف قرب دوما في الغوطة الشرقية قافلة المساعدات المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري للخطر، على رغم ضمانات السلامة من الأطراف وبينها روسيا». قصف مستمر وتعرضت أطراف دوما، أكبر وأضخم مدينة مأهولة بالسكان في الغوطة، لخمس غارات ع وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد وقت قصير من دخول قافلة المساعدات إلى الغوطة الشرقية، بينما اعتبر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن الظروف التي يواجهها المدنيون في سوريا أسوأ من أي وقت مضى. وأضاف غراندي «تسببت هذه الحرب التي بدأت منذ سبعة أعوام بمعاناة إنسانية هائلة. لقد حان الوقت لإنهاء هذا الصراع المدمر لأجل البشرية. لم يحقق أي طرف فوزاً واضحاً من الحل العسكري العقيم، ولكن الخاسر هو بكل وضوح الشعب السوري». كارثة شنيعة وأوضح المدير الإقليمي للصليب الأحمر، روبرت مارديني، أن القافلة «تفاجأت بتجدد العنف» بينما حذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من كارثة شنيعة وطويلة المدى بسبب استمرار استهداف مرافق طبية عديدة بالقنابل والمدافع، الأمر الذي يجعلها خارجة عن الخدمة لتلبية حاجيات سكان المدينة. وفي سياق متصل، تحدثت منظمة الصحة العالمية عن 67 استهدافاً لمنشآت طبية وعاملين فيها خلال الشهرين الأخيرين، وهو ما يعادل نصف الهجمات في العام الماضي بأكمله. وقال الناطق باسم المنظمة كريستيان ليندمير، في ندوة صحافية في جنيف ان المنظمة تلاحظ تصعيدا خطيراً في هذه الحوادث خلال الشهرين الماضيين. وبالتزامن، أفاد المرصد السوري أن ضربات جوية استهدفت دوما في الوقت الذي كانت قافلات الإغاثة تتجه لتسليم مساعدات غذائية للمدينة. من جهتها، وصفت «اليونيسيف» الوضع في الغوطة بأنه «جحيم على الأرض»، منذ بدء الهجوم البري والجوي الذي شنه النظام السوري. ادعاءات النظام إلى ذلك، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية أطلقوا القذائف والرصاص على معبر الوافدين لمنع المدنيين من مغادرة الجيب المحاصر. ونفى مقاتلو المعارضة مراراً استهداف المدنيين الذين يحاولون مغادرة الغوطة.
مشاركة :