لا حاضنة شعبية للإرهاب في تونس لكنها تبقى في دائرة الخطر

  • 3/10/2018
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - سعى جهاديون في مارس من العام 2016، إلى محاولة تركيز موطئ قدم لهم في تونس عبر شن هجمات كبيرة أحبطت في مدينة بنقردان، في أقصى الجنوب الشرقي للبلاد. وبعد سنتين من ذلك، ورغم إضعافهم في البلاد، لا يزال هذا التهديد قائما. وأحيى رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، الأربعاء، ذكرى إحباط الهجمات الثانية والتي تقول السلطات إنها شكلت “نقطة تحول” في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. وقال الشاهد من هذه المدينة، التي تبعد بضعة كيلومترات عن ليبيا، إنه يريد أن يكرس هذا التاريخ “يوما وطنيا للنصر على الإرهاب”.   ترفع التقارير التي تتحدث عن هجرة الجماعات المتشددة ومن بقي من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق إلى ليبيا ومنطقة والساحل والصحراء من قلق التونسيين وتزيد من حالة التأهب الأمني والنفسي، فعدم وقوع عمليات إرهابية كتلك التي هزت البلاد في السنوات الماضية، والانحسار الواضح للظاهرة الإرهابية الناشئة في البلاد لا يعنيان زوال الخطر، فالتهديد سيبقى قائما طالما وجد الخطاب المتطرف ثغرات يمكن أن يتسلل منها إلى عقول الشباب التونسي ويؤثر فيها، كما ستبقى تونس مطمع الجماعات الجهادية الشابة، التي تجد صعوبة في اختراق العمق الأفريقي الذي يعد مركزا تقليديا لتنظيم القاعدة وبعد سلسلة من الاعتداءات الدامية في 2015، أدى الهجوم الذي شنه العشرات من الجهاديين في السابع من مارس 2016 على منشآت أمنية في بنقردان إلى مقتل 13 عنصرا من قوات الأمن وسبعة مدنيين. وفشل الهجوم وقتلت قوات الأمن 55 من المهاجمين. ومنذ ذلك الحين، لم تشهد تونس، التي يعاني اقتصادها نتيجة انعدام الأمن، أي هجوم بهذا الحجم. ويقول دومينيك توماس، خبير الحركات الجهادية والباحث لدى معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية، إنه حتى الآن “مختلف المجموعات باتت ضعيفة جدا ومفككة”. ويعلق عبدالرحيم بأن “شن هجوم على بنقردان سيكون أكثر تعقيدا اليوم” فقد تم “تأمين الحدود”، كما خسر تنظيم الدولة الإسلامية معقله في ليبيا المجاورة، حيث تم التخطيط لهجومي متحف باردو في العاصمة التونسية (22 قتيلا في مارس 2015) ومرفأ القنطاوي (38 قتيلا في يونيو 2015). لكن القلق يبقى قائما ومشاهد العمليات الإرهابية التي صدمت التونسيين، مازلت ماثلة في مخيلتهم، ومازال السؤال يتردد كيف يمكن أن يحدث هذا في تونس؟ في ديسمبر، قتل جندي بانفجار لغم في جبل الشعانبي (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر، معقل كتيبة عقبة بن نافع الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وفي يناير، قتلت القوات التونسية في المنطقة نفسها، مقاتلين جزائريين قالت إنهما قياديان في تنظيم القاعدة أحدهما كان قياديا في تنظيم كتيبة عقبة بن نافع، ما يحمل على الاعتقاد بأن التنظيم يخضع لإعادة هيكلة في شمال أفريقيا. لكن قادر عبدالرحيم، مدير معهد الآفاق والأمن في أوروبا، يقول إنه لا توجد “عودة مؤكدة”. ويؤيده توماس الذي يضيف أن “حدة النزاع متدنية جدا”، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي “التواجد الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب محدود” خصوصا بعد مقتل مسؤول الدعاية الإعلامية في الجزائر في أواخر يناير. ويؤكد توماس أن “وضع الجهاديين في تونس أكثر هشاشة” بالمقارنة مع الجزائر، حيث يتمركز قياديو تنظيم القاعدة، مضيفا أن “كتيبة عقبة بن نافع معزولة ولا يبدو أنها تتمتع بالحد الأدنى من الكفاءات والمعدات للتواصل، ما يعني أنها تركز على البقاء”. ويتابع أن “العمق الاستراتيجي الفعلي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب هو في الواقع في الساحل”، حيث لديه مناطق آمنة أكثر مما لديه في تونس. وكان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري دعا الثلاثاء المسلمين إلى محاربة فرنسا في دول الساحل، حيث ينشر التنظيم نحو أربعة آلاف من جنوده.

مشاركة :