تظاهر مئات اليهود المتشددين دينياً في القدس الخميس، احتجاجاً على قانون الخدمة العسكرية الإلزامية، وأغلقوا طريقاً رئيساً يربط القدس وتل أبيب، ما دفع الشرطة للاشتباك معهم من أجل تفريقهم وإعادة فتح الشريان المروري الحيوي. وتأتي التظاهرة غداة توقيف شاب عجز عن المثول أمام السلطات لطلب إعفاء من التجنيد. لكنها ليست الأولى من نوعها، إذ نظم اليهود المتدينون سلسلة احتجاجات في الأشهر الأخيرة بسبب توقيف شباب من المتشددين متهمين بالتحايل على أداء الخدمة العسكرية. وتفرض السلطات الإسرائيلية التجنيد على معظم الإسرائيليين اليهود عند بلوغهم 18 سنة (يخدم الرجال لعامين وثمانية أشهر والنساء لعامين)، إلا أنها تعفي اليهود الأرثوذكس (يشكلون نحو 10 في المئة من سكان الدولة العبرية)، إذا كانوا يتابعون دروساً دينية، شرط تقدمهم بطلبات للجيش للحصول على إعفاء، ما يرفضه الكثير من هؤلاء الطلاب. وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، أسقطت المحكمة العليا إعفاء هؤلاء الطلاب من الخدمة في الجيش، لكنها أجلت تنفيذ حكمها لمدة عام مفسحةً المجال أمام الحكومة لتقديم قانون جديد. غير أن خلافاً حكومياً نشب في هذا النطاق، بعدما اشترط حزب المتدينين أن يصوت نوابه إلى جانب الموازنة العامة للعام المقبل بعد إقرار الكنيست نهائياً مشروع قانون إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية، فيما هدد وزير المال موشيه كحلون بالانسحاب وحزبه «كلنا» من الائتلاف في حال لم تُقرّ الموازنة قبل نهاية العام الجاري. ونقلت وسائل إعلام عن أوساط زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» العلماني وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قولها إنه لن يدعم هذا القانون حتى بثمن تفكيك الائتلاف.
مشاركة :