أبوظبي – طالبت الإمارات تركيا السبت باحترام سيادة الدول العربية وقالت ان دعم الجماعات الاسلامية الساعية الى تغيير الأنظمة بالعنف لا يمثل توجها عقلانيا نحو دول الجوار. وتدعم تركيا خصوصا الحركات التي تدور في فلك جماعة الاخوان في الدول العربية كما تتدخل عسكريا في سوريا والعراق. وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تويتر ان "أنقرة مطالبة بمراعاة سيادة الدول العربية و إحترامها"، مؤكدا على ان "التعرض للدول العربية الرئيسيّة ودعم حركات مؤدلجة تسعى لتغيير الأنظمة بالعنف لا يمثل توجها عقلانيا نحو الجوار". وأضاف في تغريدة ثانية "لا يخفى على المراقب أن العلاقات العربية التركية ليست في أحسن حالاتها، ولعودة التوازن على أنقرة أن تراعي السيادة العربية وأن تتعامل مع جوارها بحكمة وعقلانية". وشاب التوتر والحذر مؤخرا علاقات الخليج مع تركيا. وحين قاطعت الإمارات الى جانب السعودية ومصر والبحرين، قطر في يونيو/حزيران بسبب تورطها في دعم جماعات متطرفة في المنطقة، سارعت أنقرة الى تقديم الدعم السياسي وارسلت جنودا الى القاعدة التركية في قطر. وتسود قطيعة ايضا بين مصر وتركيا منذ الإطاحة بحكم الاخوان قبل خمس سنوات وعزل الرئيس السابق محمد مرسي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاما واحدا. وشهدت الأيام الاخيرة حملة إعلامية ضد الرياض في تركيا بسبب وقف بث المسلسلات التركية المدبلجة الى العربية على قنوات مجموعة "ام بي سي" السعودية. وفي ديسمبر/كانون الأول، افتعلت تركيا توترا مع الامارات بسبب تغريدة اعاد نشرها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وتتناول قائدا عثمانيا كان متهما على نطاق واسع بارتكاب انتهاكات ضد سكان المدينة المنورة في اوائل القرن العشرين. ومنذ وقوف انقرة الى جانب الدوحة في أزمتها مع محيطها العربي، قال متابعون ان السعودية والامارات تبنت سياسة الصبر على الموقف التركي لكن تركيا تتوغل الان عسكريا في سوريا وسبق ان شنت هجمات داخل العراق لملاحقة الاكراد. وفي حين تقوم تفاهمات بين تركيا وايران حول سوريا، توثق انقرة علاقاتها مع الدوحة، وكلاهما داعم رئيسي لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة السعودية والامارات ومصر. وفتحت ايران وتركيا اسواقهما التصديرية لقطر منذ بدات المقاطعة الاقتصادية من قبل الدول الاربع واغلاق المجال الجوي والحدود البرية الوحيدة مع السعودية. وكتب قرقاش ايضا على تويتر السبت ان "العالم العربي لن يقاد من جواره، وظروفه الراهنة لن تبقى دائمة، وعلى دول الجوار أن تميّز في التعامل مع العرب بين الحقائق والأساطير".
مشاركة :