الجيش السوري يعزل دوما أبرز مدن الغوطة الشرقية المحاصرة

  • 3/10/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت (أ ف ب) - عزل الجيش السوري السبت مدينة دوما عن باقي الغوطة الشرقية قرب دمشق إثر تقدم جديد ضيق من خلاله الخناق أكثر على الفصائل المعارضة والمدنيين المحاصرين في هذه المنطقة. وبعزله مدينة دوما، تمكن الجيش السوري وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وباقي المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب. وتُعد الغوطة الشرقية أحدى بوابات دمشق وتشكل منذ 2012 معقل الفصائل المعارضة قرب العاصمة ما جعلها هدفاً دائماً لقوات النظام. وفي إطار عملية عسكرية برية بعد حملة قصف عنيف، سيطرت قوات النظام السوري مؤخراً على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية. وكانت الفصائل المعارضة شنت خلال اليومين الماضيين، وفق المرصد هجمات مضادة ضد قوات النظام تمكنت خلالها من عرقلة تقدمه وإن بشكل محدود قبل أن يستعيد زمام الأمور السبت. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "عزلت قوات النظام دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، بعد سيطرتها على الطريق التي يربطها بحرستا غرباً وعلى مدينة مسرابا إلى الجنوب منها". وتعد مدينة دوما معقل فصيل "جيش الإسلام" الأكثر نفوذاً في الغوطة الشرقية. وأفاد مراسل فرانس برس في مدينة دوما عن قصف جوي ومدفعي على المدينة التي يختبئ سكانها في الأقبية وبدت شوارعها خالية من الحركة، وهي التي استقبلت أصلاً نازحين فروا من المعارك. وأشار المراسل إلى أن سيارات الاسعاف الذي تذهب لاجلاء الجرحى تجد صعوبة في العودة إلى المستشفيات جراء القصف. وأورد المرصد أن "ثلاثين غارة جوية استهدفت دوما كما تنهال عليها عشرات القذائف الصاروخية منذ ساعتين". وأوضح عبد الرحمن أن "بعزل دوما، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصال الغوطة الشرقية". ومن شأن هذا التقدم أن يضيق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة كما على 400 ألف مدني محاصرين منذ العام 2013. وتدور اشتباكات عنيفة أيضاً بين قوات النظام وفصيل "فيلق الرحمن" في محيط بلدة مديرا (غرب) وقرب بلدات حمورية وسقبا وافتيريس (جنوب). وأورد التلفزيون السوري الرسمي أن "الجيش يكثف عمليات (...) ويتقدم على ثلاث محاور رئيسية هي مديرا ومسرابا وسقبا". - 975 قتيلاً مدنياً - تتزامن الاشتباكات مع هدنة انسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الاعمال القتالية لخمس ساعات يوماً. ويتخللها فتح "ممر انساني" لخروج المدنيين. ولم يسجل منذ بدء تطبيق هذه الهدنة قبل عشرة أيام خروج أي من المدنيين وفق المرصد. وتحدث الاعلام الرسمي السوري عن استحداث معبرين جديدين منذ الخميس، الأول جنوب الغوطة الشرقية قرب بلدة جسرين، والثاني في مدينة حرستا التي تسيطر قوات النظام على أجزاء منها. ومع انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء قوات النظام حملته العسكري في 18 شبا/فبراير إلى أكثر من 975 مدنياً بينهم مئتين طفل. كما أصيب أكثر من 4300 آخرين بجروح. ويعيد ما يحصل في الغوطة الشرقية الى الاذهان معركة مدينة حلب، التي حاصرت قوات النظام أحياءها الشرقية قبل أن تشن هجوماً برياً تخلله عدة هدن مؤقتة، إلى أن انتهت المعركة بإجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين إلى مناطق تسيطر عليها الفصائل المقاتلة شمال غرب سوريا. وعلى هامش تقدم الجيش السوري، تجري مفاوضات محلية بين قوات النظام ووجهاء من الغوطة الشرقية للتوصل إلى حل "لوقف سفك الدماء، إما عبر إخراج المدنيين أو إخراج المقاتلين"، وفق عبد الرحمن. وإلى جانب تلك المبادرة، خرج 13 مقاتلاً من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) كانوا معتقلين لدى "جيش الإسلام" من الغوطة الشرقية أثر مشاورات بين هذا الفصيل والأمم المتحدة. وكانت الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية أعلنت إلتزامها بإجلاء مقاتلي هيئة تحرير الشام من الغوطة الشرقية بعد قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف للاعمال الحربية "من دون تأخير" لمدة 30 يوماً، مستثنياً تنظيمي الدولة الاسلامية والقاعدة وجبهة النصرة في اشارة الى هيئة تحرير الشام وكل المجموعات والاشخاص المرتبطين بها. إلا أن الحكومة السورية تصنف كافة الفصائل التي تقاتلها بـ"الارهابية". وفاقمت الحملة العسكرية معاناة نحو 400 الف شخص تحاصرهم قوات النظام في الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013. ودخلت الجمعة 13 شاحنة تحمل مواد غذائية الى مدينة دوما بعدما تعذر افراغ حمولتها جراء القصف الاثنين، حين كانت في عداد أول قافلة مساعدات دخلت المنطقة منذ بدء التصعيد. ولم تحمل قافلة المساعدات الجمعة أي مستلزمات طبية. وكانت السلطات السورية منعت القافلة الاثنين من ادخال بعض المواد الطبية الضرورية. وتحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "مؤشرات ايجابية" لإرسال قافلة أكبر تتضمن مواد طبية الاسبوع المقبل. - عفرين - وعلى جبهة أخرى في سوريا، باتت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها السبت على بعد أربعة كيلومترات من مدينة عفرين في شمال سوريا وسط استمرار للمعارك العنيفة مع المقاتلين الأكراد، وفق ما أفاد المرصد السوري. ويأتي ذلك غداة تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيه إن قواته تستطيع أن تدخل "في أي لحظة" مدينة عفرين في اطار الهجوم الذي تشنه أنقرة وفصائل سورية موالية لها منذ نحو شهرين ضد المنطقة ذات الغالبية الكردية. ويتصدى المقاتلون الأكراد الذين أثبتوا فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، للهجوم التركي لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية عسكرية واسعة بهذا الشكل يتخللها قصف جوي.حسن محمد © 2018 AFP

مشاركة :