تطل قضايا "عدم تكافؤ النَّسَب" من جديد، حيث أيدت محكمة الاستئناف حكم فسخ عقد زواج فتاة "العيينة" في قضية "تكافؤ النسب" الشهيرة. وتقضي الجهات العدلية أحيانا بالفصل بين زوجين لعدم تكافؤ النَّسَب، وأحيانا أخرى ترفض الفسخ وتبقي على صحة الزواج. "سبق" تواصلت مع المستشار القانوني يعقوب المطير للوقوف على الأسباب التي تدفع القضاء أحيانا للفصل بين الزوجين. انعدام أحد أركان عقد الزواج أكد المستشار القانوني لـ"سبق" على تطور ومتانة القضاء الشرعي بالمملكة العربية السعودية ومقدرته على عدم التفريق بين الأزواج بسبب عدم تكافؤ النسب، وذلك وفقاً للشريعة الإسلامية وكذلك للتوجيهات الصادرة من وزارة العدل فإن الأصل في كفاءة النكاح تكون في الدين وليس النسب، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه). وأضاف: لكن يجب أن نضع في الاعتبار أن عقد النكاح كبقية العقود من حيث اشتراط توافر أركان العقد من متعاقدين ورضاء ومحل وسبب ، فإذا إنعدم أحد تلك الأركان في عقد النكاح وجب على القاضي فسخ عقد النكاح والتفريق بين الزوجين لانعدام أحد أركان عقد الزواج، والجدير بالذكر أن محاكم المملكة تستند في أحكامها على الأدلة الشرعية. جهل وعنصرية من جهة أخرى تقول الأخصائية الاجتماعية فاطمة القحطاني لـ"سبق": جميعنا يعلم أن الناس جميعًا سواسية كأسنان المشط لأنهم من أب واحد وأم واحدة، ولا فضل بينهم إلا بتقوى الله كما قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، الناس من آدم، وآدم من تراب". وتابعت: برأيي فإن البعد عن الشريعة الإسلامية وما تحث عليه وتنهى عنه من أخطر ما تقع فيه البشرية، فكلنا يعلم بحديث الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما كان يخاطب بلال بقوله صلى الله عليه وسلم «حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام؛ فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة»، فقال بلال: «ما عملت عملاً أرجى من أني لم أتطهر طهورًا تامًا في ساعة من ليل ولا نهار، إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي»، حيث تزوج من هالة بنت عوف أخت الصحابي عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهم جميعًا. وتضيف: كما أن الخوض في الأنساب دليل جهل وعنصرية يجب أن تنقرض من المجتمعات لأن النظرة الفوقية لأصحاب النسب لن ترفع من شأنهم عند الله ولا عند من يعظمون شعائر الله حيث أن الأفضلية لمن هم على صلة قوية بالله . وختمت حديثها بالقول إن الدور الأساسي يقع على عاتق الأفراد فلو نبذ الجميع ذلك الفكر لاختفى وتلاشى فقد خلقنا الله شعوبًا وقبائل لنتعارف والتعارف اختلاط وزواج ونسب واخوَه وصله، وقد أختم رأيي بحديثه صلى الله عليه وسلم "إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، والناس بنو آدم، وآدم من تراب، لينتهين أقوام عن فخرهم برجال، أو ليكونُن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن".
مشاركة :