حسب معلومات المرصد السوري فإن جيش النظام طوق مدينتي دوما وحرستا، مقسماً بذلك المنطقة المحاصرة في الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً، حرستا غرباً، وباقي المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب. قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض اليوم السبت (10 آذار/مارس 2018) إن الجيش السوري طوق فعلياً مدينتي دوما وحرستا بالغوطة الشرقية بتقدمه في المنطقة التي تربط بينهما وبين بقية أجزاء الجيب الخاضع لسيطرة المعارضة. وكان التلفزيون الرسمي قد قال في وقت سابق اليوم إن الجيش السوري كثف عملياته في الجزء الأوسط من الغوطة الشرقية بعد ثلاثة أسابيع من بدء هجوم قوات الحكومة. وتعد مدينة دوما معقل فصيل "جيش الإسلام" الأكثر نفوذاً في الغوطة الشرقية. وكانت الفصائل المعارضة شنت خلال اليومين الماضيين، وفق المرصد هجمات مضادة ضد قوات النظام تمكنت خلالها من عرقلة تقدمه وإن بشكل محدود قبل أن يستعيد زمام الأمور السبت. وقال كل من المرصد السوري لحقوق الإنسان ووحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع قوات النظام السوري إن الجيش السوري سيطر على مسرابا ويتقدم صوب مزارع محيطة بها. وتقع مسرابا إلى الجنوب مباشرة من مدينتي دوما وحرستا الكبيرتين على طول الطريق الذي يربطهما بالجزء الجنوبي المتبقي من الغوطة. وأضاف المرصد أن الطرق التي تربط بين المدن تتعرض لإطلاق نيران كثيف من جانب قوات النظام. ولم يتسن الحصول على تعليق من جماعتي جيش الإسلام وفيلق الرحمن المعارضتين الرئيسيتين في الغوطة الشرقية. وكانت الجماعتان قد قالتا إنهما وجهتا هجمات مضادة في الأيام الأخيرة أسفرت عن استعادة بعض المواقع. وأشار المرصد إلى أن العملية المستمرة منذ ثلاثة أسابيع على آخر معقل رئيسي للمعارضة قرب دمشق أسفرت عن سقوط نحو نصف المنطقة في يد قوات النظام ومقتل 976 شخصاً. ويشار إلى أنه وفي ساعة متأخرة أمس الجمعة، غادر عدد قليل من مقاتلي الجماعة التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة، والتي كانت تابعة لتنظيم القاعدة، الغوطة الشرقية بموجب اتفاق من هذا النوع. ولكن هذه الجماعة لا تمثل إلا جزءا صغيرا من وجود مقاتلي المعارضة في الجيب، وقالت مجموعتا جيش الإسلام وفيلق الرحمن إنهما لا تتفاوضان على اتفاق مشابه. والجدير ذكره أن الحملة العسكرية فاقمت معاناة نحو 400 الف شخص تحاصرهم قوات النظام في الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013. ودخلت الجمعة 13 شاحنة تحمل مواد غذائية إلى مدينة دوما بعدما تعذر إفراغ حمولتها جراء القصف الاثنين، حين كانت في عداد أول قافلة مساعدات دخلت المنطقة منذ بدء التصعيد. ولم تحمل قافلة المساعدات الجمعة أي مستلزمات طبية. وكانت السلطات السورية منعت القافلة الاثنين من إدخال بعض المواد الطبية الضرورية. وتحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "مؤشرات إيجابية" لإرسال قافلة أكبر تتضمن مواد طبية الأسبوع المقبل. خ.س/ه.د (رويترز، أ ف ب)
مشاركة :