علقت الكاتبة الأمريكية ترودي روبين، على لقاء مرتقب تم الإعلان عنه مؤخرا بين الرئيس ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم يونج أون، وتساءلت عما إذا كان ترامب يعرف ما هو بصدد الإقدام عليه؟ أم أنها محاولة لتشتيت الأنظار عن مشكلات أخرى يواجهها ترامب؟.ونوهت روبين في مقالها بصحيفة (فلادلفيا إنكوايرر) بأن المحادثات بين ترامب وكيم ستكون مباشرة حول البرنامج النووي لبلاد الأخير وأنها ستعقد في غضون شهرين.واعتبرت الكاتبة الإعلان عن هذا اللقاء بمثابة (وضْع نهاية مؤقتة) للتهديدات والإهانات المتبادلة بين الرئيسين وأثارت قلق العالم من إقدام ترامب على توجيه ضربة استباقية ضد شبه الجزيرة الكورية. وحذرت من أن ترامب لا يقيم وزنا للخبرة ويظن في نفسه امتلاك زمام المعرفة بما يتركه عرضة لتلاعب نظيره الكوري الشمالي؛ كما أن تغريدات ترامب على (تويتر) تفضح سطحيته المعرفية بنوايا وحِيَل بيونج يانج، وعليه فعندما يلتقي ترامب وكيم، يمكننا أن نتوقع كمًّا هائلا من التقاط الصور التذكارية لرجلين بقَصّتَي شَعر ملفتتين للأنظار؛ فضلا عن ذلك، إذا ما غلبت (الأنا) في ترامب على الكياسة فإن القمة قد تنقلب مُنقلبا سيئا. وأوضحت روبين، أن المشكلة الأساسية ليست في انعقاد القمة بسرعة مذهلة؛ فلو كان ترامب يمتلك فريقا قويا ويستمع إليه، ولو كان ترامب يضع نصب عينيه أهدافا واضحة عملية، إذن لكان بإمكانه إدارة الخطر، على الأقل كان الرئيسان سيتمكنان من التفاهم فيما بينهما.لكن لسوء الحظ، فإن ترامب لا يقيم وزنا للخبرة، كما أن فريقه المعني بالشؤون الكورية مستنزف في وقت تتطلب فيه قمة رفيعة المستوى كتلك إعدادا عالي المستوى تضطلع به بعثة خاصة. ولفتت الكاتبة إلى أن ترامب حتى لم يكترث بإطلاع وزير خارجيته على أمر هذه القمة مسبقا؛ وقد انكشف ذلك عبر تصريحات أدلى بها تيلرسون قبل سويعات من الإعلان عن القمة، مستبعدا إجراء أية محادثات من هذا القبيل.وتساءلت روبين في هذا الصدد، عمّن يمكنه بعد الآن في آسيا أن يتعامل مع تصريحات تيلرسون بجدية وقد أحرجه رئيسه على هذا النحو غير المكترث؟، وأكدت أن ترامب لا يلقي بالا لأي من ذلك؛ وهو الذي صرح من قبل بأنه الوحيد المعني بتقرير سياسات الولايات المتحدة، لدى سؤاله في نوفمبر الماضي عن المناصب الشاغرة في وزارة الخارجية.ورجحت الكاتبة أن يعتمد ترامب على ثقته في معرفته الشاملة وأن يتجاهل الإعدادات لهذه القمة، وفي هذا ما لا يخفى من الخطورة بحسب باحث معهد بروكينجز روبرت إينهورن، المتخصص في الشأن الكوري الشمالي، والذي يؤكد أن الأمور في قمة كهذه لا يمكن أن تسير ارتجاليا، ولابد أن الكوريين الشماليين ستكون لديهم خطة مسبقة لا يعرف ترامب أيا من تفاصيلها.وعليه، بحسب روبين، "فمن الضروري جدا، أن يدخل ترامب هذه القمة وهو مدرك آفاقها وحدودها بشكل واقعي، ولو كان ترامب رئيسا عاديا، لأمكن للمرء افتراض أن يستهدف (ترامب) نتائج محددة: مثل قراءة ما يدور برأس نظيره كيم؛ وتبادل وجهات النظر؛ ومعرفة ماذا يعني كيم بقوله "سننزع السلاح النووي حال ضمان أمن كوريا الشمالية"؟ وعندئذ يمكن لترامب أن يقيّم ما إذا كان النزع التام للسلاح النووي الكوري الشمالي هو هدف واقعي يمكن تحقيقه؟ وبعد ذلك يمكن للمفاوضات الجادة أن تبدأ.لكننا، بحسب الكاتبة، لسنا بصدد رئيس عادي؛ ذلك أنه (ترامب) يظن الدبلوماسية تعني الجلوس وجها لوجه مع حكام أقوياء – بغض النظر عن تلاعب رئيسَي روسيا والصين به وقد عرفا طبيعة شخصيته. ونوهت روبين عن إعلان ترامب بشكل واضح عن عدم رغبته في محادثات مطولة مع بيونج يانج؛ ومع ذلك فقد فشل في إظهار أي نجاح في إبرام صفقات دولية سواء فيما يتعلق بسوريا أو عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.وعليه، فإننا في أحسن الأحوال إزاء لقاء ترامب وكيم، يمكننا أن نتوقع جلسة تصوير تذكارية رائعة؛ وفي أسوأ الأحوال قد يقدّم ترامب- في غمرة من المداهنة والتملق- تنازلات جمة بلا مقابل؛ أو قد ينزلق الحديث إلى مباراة جديدة لتبادل الإهانات.واختتمت الكاتبة قائلة: "لو حالفنا الحظ، فإن الرئيس ترامب قد يتعقل، ويستمع لمستشاريه، ويشرع في مفاوضات جادة، لكن يبدو أن ذلك للأسف بعيد المنال تماما كتوقف ترامب عن التغريد على تويتر".
مشاركة :