تعمل شرطة خدمة المجتمع على خلق تلاحم بين المواطن والشرطة في المحافظة على أمن واستقرار المجتمع، من خلال المبادرة في التحرك أمنيا وليس التصرف بأسلوب رد الفعل، وعندما يصبح المجتمع والشرطة شريكين من خلال التعاون والاتصال الدائم، تعمل شرطة المجتمع في أجواء إيجابية فاعلة ومنتجة، ومن بين معالم هذا التفاعل برنامج «معًا» لمكافحة العنف والإدمان الذي يحقق نجاحات متوالية ويُطبق حاليا في مدارس مملكة البحرين، وتنفذه شرطة خدمة المجتمع؛ بهدف وقاية الطلبة من السلوكيات والتصرفات الخاطئة، وتوعيتهم وتثقيفهم وجعلهم قادرين على مواجهة التحديات بشكل سليم.في هذا السياق، أكد الدكتور محمد مبارك، وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون الموارد والخدمات، أن الأجهزة المختصة في وزارة الداخلية المتمثلة في شرطة خدمة المجتمع تقوم بدور مهم وفعال في تأمين المدارس من المحيط الخارجي والمناطق المحيطة بشكل عام، كما تحرص شرطة خدمة المجتمع على سلامة الطلبة والطالبات لضمان وصولهم إلى المدرسة والانصراف منها بشكل آمن، عبر تسهيل وتذليل الحركة المرورية والوقاية من الجريمة بمعرفة أسباب ومسببات وقوعها؛لخلق بيئة آمنة مستقرة، مشيرا إلى أن شرطة خدمة المجتمع تسهم عبر برنامج «معًا» لمكافحة العنف والإدمان بالتنسيق مع الإدارات المعنية في وزارة التربية والتعليم في تنفيذ محاضرات توعوية للطلبة والطالبات في جميع المراحل على مدار العام، وتتناول تلك المحاضرات المواضيع الآتية: السرقة (محاضرات مخصصة للمراحل الأولى وغيرها للإعدادي والثانوي)، تجنب المخدرات، السلوكيات غير السوية، كيف أكون تلميذا مثاليا؟، كيف تحمي نفسك؟، الكتابة على الجدران، سوء استخدام وسائل الاتصال الحديثة، التدخين ومضاره، تجنب الغرباء، اللعب بأمان، العنف، المواطنة، التعريف بشرطة خدمة المجتمع، أخلاق الفتاة المسلمة، وغيرها.وأضاف وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون الموارد والخدمات أن برنامج «معًا» لمكافحة العنف والإدمان من أنجح البرامج التوعوية الذي تقدمه شرطة خدمة المجتمع من منظور الأمن والسلامة، إذ يُلاحظ تأثيره جليا على سلوكيات الطلاب بالمدارس في الفترة الماضية بعد تطبيق البرنامج، من خلال انخفاض ملحوظ في المشاجرات والاعتداءات وارتفاع روح التعاون مع حراس المدارس ورجال الأمن بشكل خاص، مضيفا أن وجود شرطي خدمة المجتمع في المدرسة طوال العام الدراسي يشكل حلقة وصل بين أولياء الأمور والمعلمين من خلال هذا البرنامج الإرشادي والتوعوي، والتركيز المباشر بتغليب مبدأ التسامح على العنف وتوعية الطلبة حول مخاطر العنف والإدمان والسلوكيات الخاطئة.وأوضح أن أهداف البرنامج تحققت من خلال انخفاض مؤشرات السرقات والمشاجرات في المدارس بنسبة كبيرة نتيجة للدورة التوعوي بأهمية دور الجهات الأمنية، وخاصة شرطة خدمة المجتمع في المدارس التي طُبق البرنامج فيها، مؤكدا أن شرطة خدمة المجتمع أسهمت في تطبيق برنامج «معًا» لمكافحة العنف والإدمان بالشكل الصحيح وعلى درجة عالية من الاحترافية، فدورها متميز من خلال الحضور المستمر المؤثر في المدارس بمختلف المحافظات، إضافة إلى الدور الفعال في مجال التثقيف والتوعية والتواصل المباشر مع الطلبة وأولياء أمورهم والهيئات التعليمية والإدارية، بما يخدم أمن وسلامة الجميع والممتلكات بالمدارس.تطوير الخدمات الشرطيةمن جهتها، أكدت الدكتورة خلدية بنت محمد آل خليفة أستاذ الإعلام السياسي بجامعة البحرين أنه عندما استحدثت وزارة الداخلية شرطة خدمة المجتمع عام 2005، كان الهدف تطوير الخدمات الشرطية وأجهزتها الأمنية لمواكبة متطلبات مرحلة الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد، وهو النظام الذي يعد الأول من نوعه على المستوى العربي والخليجي، ويقوم هذا النظام على فلسفة توسيع المشاركة في أعمال الشرطة لخلق تلاحم بين المواطن والشرطة للمحافظة على أمن واستقرار المجتمع.وأضافت أن تفعيل شرطة خدمة المجتمع يؤثر إيجابا على العلاقة بالجمهور، وتنمية إحساس المواطنين بأنهم جميعا رجال أمن، يشاركون في حفظ الأمن في البلاد.وأوضحت أن نظام شرطة خدمة المجتمع يسهم في منع وقوع الجرائم بطريقة فعالة ومؤثرة، من خلال تقليل هاجس الخوف تجاه الجرائم بواسطة تكثيف دوريات المراقبة والمتابعة، وتحسين نوعية أساليب وأنماط الحياة وتعزيز خدمات الشرطة بالاعتماد على الموارد الخاصة بالمجتمع بطريقة استباقية وآمنة، كما تسعى هذه الخدمة إلى تغيير الظروف التي تعد سببا في وقوع الجرائم.وتابعت أن جميع ما سبق ينم عن رغبة أمنية حكيمة في تفعيل أهداف تحقق مبدأ الشراكة بين أفراد المجتمع للوقاية من الجريمة وتحصين المجتمع منها، وهو نظام يعزز مراقبة أي سلوك خاطئ في المجتمع من أجل التعاطي معه بشكل وقائي وقانوني وآمن للجميع.وختمت أستاذ الإعلام السياسي بجامعة البحرين بالتأكيد على أن برنامج «معًا» لمكافحة العنف والإدمان الذي ينفذه أفراد شرطة خدمة المجتمع يعد تجسيدا حقيقيا للشراكة المجتمعية، وهو برنامج فاعل وحيوي لتنفيذ الجانب التوعوي والتربوي للشرطة لمعاونة المؤسسات التعليمية في حفظ المجتمع من مخاطر السلوكيات والعادات الدخيلة، وذلك من خلال تعزيز مهارات التواصل البناء والآمن مع مختلف المراحل العمرية من الأطفال والمراهقين، لافتة إلى أن أهداف البرنامج ترمي إلى تعزيز التوعية ضد العنف والإدمان وتعزيز الشراكة المجتمعية بين وزارة الداخلية وأفراد المجتمع المدني، وهو برنامج يكمل خدمات وزارة الداخلية بشكل عام، ولعل مرتكزات البرنامج الثلاثة، وهي (الناشئة وأولياء الأمور والشرطة) تحقق رؤية التكامل في الشبكة التواصلية التي من شأنها مراقبة ومعالجة أي سلوك غير مرغوب في المجتمع.تحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية في سياق متصل، أوضح المواطن عبدالله المناعي أن لشرطة خدمة المجتمع مبادئ تسعى من خلالها إلى تحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية بين أفراد المجتمع ووزارة الداخلية، عبر التواصل والتفاعل مع المجتمع، ووجود الشرطة الدائم في الأماكن العامة والمدارس يكسر الحاجز الذي قد ينشأ بين الشرطة وأفراد المجتمع، مضيفا أن دورهم مهم جدا؛ كونهم يسعون إلى الوقاية من الجريمة والتحصين منها عبر مكافحتها قبل وقوعها، كما أن لهم دورا في مكافحة الظواهر السلبية والعمل على القضاء عليها من خلال رصد هذه الظواهر ووضع الحلول الجذرية لمعالجتها، والعمل فعليا على تطبيق هذه الحلول.وأشار عبدالله المناعي إلى دور رجال شرطة خدمة المجتمع المهم في محيط المدارس وداخلها، إذ يرى الجميع عملهم في تنظيم الحركة المرورية في فترتي الحضور والانصراف، وتأمين سلامة الطلبة من خلال العبور السليم، كما أن لهم دورا داخل المدارس عبر تطبيقهم لبرنامج «معًا» لمكافحة العنف والإدمان الذي يهدف إلى مكافحة الظواهر السلبية التي قد يتأثر بها الطلبة والعمل على توعيتهم بالمخاطر كافة المحيطة بهم، بالإضافة إلى توعيتهم بالطرق السلمية لمواجهة التحديات التي قد تتطلب منهم التصرف.من جهته أشار المواطن شمسان عبداللطيف إلى أن دور رجال شرطة خدمة المجتمع لا يخفى على أحد، وهو محوري ومهم جدا في المجتمع، إذ يلاحظ الجميع حضورهم في الأماكن العامة، كالأسواق والمجمعات والمهرجانات؛ للتدخل في حال وقوع أي مشكلة والعمل على حلها واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.وأوضح أن دورهم لا يقتصر على ذلك، فهم يقومون بالحملات التوعوية والتثقيفية التي تهدف إلى تعزيز الأمن المجتمعي، بالإضافة إلى التعريف بدورهم وعملهم الذي يتركز على معالجة السلوكيات الخاطئة والقضاء عليها، مضيفا أن عملهم يعزز الدور المشترك بينهم وبين أفراد المجتمع للتصدي للجريمة، والعمل على ضمان أمن واستقرار المجتمع وحماية السلم الأهلي.
مشاركة :