ساهمت التحضيرات التي تنفذها وزارة الآثار المصرية تمهيداً للافتتاح الجزئي للمتحف الكبير نهاية العام الحالي، فيما يمكن وصفه بـ«لم شمل» لعائلة فرعونية. وقد نُقل العمود الأثري المعروف باسم عمود الملك مرنبتاح إلى مقر عرضه الدائم في بهو المتحف الكبير ليجاور تمثال والده الملك رمسيس الثاني.مرنبتاح هو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وقد حكم مصر ما يقرب من 10 سنوات في الفترة من عام 1213 قبل الميلاد، وحتى عام 1203 من الحقبة ذاتها.واستقر العمود في قلعة الناصر صلاح الدين في القاهرة لمدة 10 سنوات خضع خلالها للترميم، إلى أن جرى اختياره من قبل لجنة المتحف الكبير ضمن المعروضات.واكتُشف العمود داخل معبد مرنبتاح في مدينة أون القديمة بمنطقة المطرية في القاهرة، وهو مزين بنقوش من الحفر الغائر وكتابات باللغة الهيروغليفية توضح الألقاب الخاصة بالملك مرنبتاح التي تُخلّد ذكراه وانتصاراته على القبائل الليبية التي قامت بالاعتداء على مصر من ناحية الشمال الشرقي في العام الخامس من حكمه.وأوضح الدكتور شريف عبد المنعم، المشرف على إدارة تطوير المواقع الأثرية، أنّ معبد مرنبتاح اكتُشف في عام 1970 أثناء إزالة بعض الأتربة جنوب غربي تل عرب الحصن في المطرية على بعد 200 متر جنوب غربي معبد رمسيس الرابع، و1.50 كم شمال غربي مسلة سنوسرت الأول.يُعدّ عمود مرنبتاح واحداً من آثار عدة خلّفها الملك تخليداً لذكرى انتصاراته، وكان منها نقوش مرنبتاح بالكرنك ولوحة المتحف المصري، وما يسمى بـ«عمود القاهرة»، وغيرها من آثار أخرى خُصّصت لهذا الغرض.يحمل العمود نقوشاً على الجزء السفلي منه تشير إلى الحرب التي شنّها مرنبتاح على الليبيين و«الشاسو» (إحدى قبائل شعوب البحر) في السنة الخامسة من حكمه، وانتصاره عليهم، والغنائم التي حصدها المصريون من أسرى وماشية وسيوف وأقواس.وقال الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف المصري الكبير، إنها المرة الثانية التي يُنقل فيها العمود، فقد نُقل سابقاً من موقعه الأصلي في منطقة المطرية إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي عام 2008 لحمايته من ارتفاع منسوب المياه الجوفية تحته، ولإبعاده عن المباني السكنية المحيطة به.يبلغ طول العمود 5.60 متر، ووزنه 17 طناً، وجسمه مصنوع من مادة الغرانيت الوردي، بينما صنعت قاعدته من الحجر الرملي. ويعد القطعة الثانية التي تستقر في بهو المتحف الكبير بعد تمثال رمسيس الثاني، ومن المقرر أن تنضمّ لهما قطع أخرى.
مشاركة :