«طيران الإمارات للآداب».. منصة للتعاطي الفكري الخلاق

  • 3/11/2018
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: عثمان حسن يؤكد مهرجان طيران الإمارات للآداب فعل الثقافة ودورها في التنوير، حيث إن الرهان على الثقافة هو سبيل الإنسان للعيش في أجواء من الراحة والسكينة، مسلحاً بقدرة العلم والمعرفة، على أرضية قوة التسامح والحب والسلام.لقد أدرك المهرجان على امتداد دوراته العشر، أهمية تعزيز القواسم المشتركة بين شعوب الشرق والغرب، فاستضاف مثقفيهم وشعراءهم ومبدعيهم في كافة أشكال التعاطي الفكري الخلاق، وكان لمفهوم الطاولة المستديرة وحلقات النقاش الكثيرة في المهرجان، دوره في تمهيد الطريق للأخذ بالرأي الآخر، فتضافرت في برامجه وفعالياته ألوان لثقافات جمعت بين التراث والمعاصرة، ومستجدات الواقع الجديد.الراهن السياسي والاجتماعي، وانعكاسه في وعي المثقفين والضيوف كان حاضراً بقوة في هذه الدورة من خلال عناوين بارزة درست مستقبل الرواية، وأدب الحرب، جنباً إلى جنب مع أدب المهجر والمنفى، غير أن ما هو مهم في المهرجان اهتمامه بجيل الكتاب الشباب، وهم في أغلبيتهم من مستخدمي الثقافة الرقمية - إن جاز التعبير- باعتبار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت اليوم وسيلة رئيسية وفعالة من وسائل التعاطي الثقافي.هذا الحضور، لم يغب عنه، ما بات يشكل أرقاً مزمناً لسكان المعمورة التي أصيبت بداء التطرف والإرهاب، وهو الذي شكل تحدياً للكتاب والمبدعين للخوض في أسباب هذا الطارئ الجديد الذي يهدد الأمن والسلم الاجتماعي في العالم.حضرت الرواية الإماراتية في المهرجان مع الرواية العربية والعالمية التي تستشرف المستقبل، للبحث عن كتابة جديدة تجنب الكاتب الوقوع في فخ النمطية وهو يباشر مشروعه الروائي، وذلك شكل محفزاً لاكتشاف أدوات وصيغ ومفردات جديدة ومبتكرة للمبدع، وفي الإطار ذاته، فقد حضرت الترجمة بوصفها معطى ثقافياً، لا يقل أثراً، وهو الذي يحتم على جهات النشر قبل شروعها في إصدار الكتب المترجمة أن تنتقي الأفضل من هذه الترجمات، وأن تفسح المجال لترجمة المنشورات التي لم يسبق أن اطلع عليها القارئ العربي، مع ضرورة تنشيط الترجمة المعاكسة من العربية إلى اللغات الأجنبية، لإضاءة ما يكتنزه الأدب العربي من خزائن معرفية وفكرية، مازالت مجهولة بالنسبة للقارئ الأجنبي.إن الخط البياني لمجمل فعاليات وبرامج المهرجان، يشكل في مجموعه ما يمكن أن نطلق عليه التأسيس لجبهة ثقافية جديدة تواجه العنف والتطرف، انطلاقاً من الدور الحيوي للثقافة، وتأسيساً لنهضة وتنمية واعية تطرح البديل الموضوعي من أوعية الثقافة والفنون.أدب الهجرة والمنافي، ذلك الموضوع القديم، لبس حلة جديدة في المهرجان، من خلال تسليط الضوء على أدب بنكهة جديدة، يعكس ما شهدته البلاد العربية خلال العقود الثلاثة الماضية، بدءاً من الحرب الأهلية في بيروت، مروراً بقضايا ومستجدات الواقع السياسي العربي، الذي شهد هجرات للعقول والكتاب المبدعين خارج أوطانهم، وإذا كانت الحرب والتطرف أحد الأسباب الرئيسية في موجات الهجرة الجديدة للكتاب، فقد كان المهرجان معنياً بمعرفة آفاق هذا الأدب الذي استفاد من ثقافة البلدان التي عاش فيها، فقد حفلت جلسات المهرجان بحديث ثقافي مستفيض مع كتاب هاجروا حديثاً من بلدانهم، تحدثوا عن تحديات الكتابة والفنون في صياغة وعي عالمي، يبرز المحنة التي يتعرض لها المبدع خارج وطنه، فالمبدع لا يترك وطنه بمحض اختياره، غير أن ظروف الهجرة، تحتم عليه من جانب آخر أن يستوعب واقعه الجديد ويتكيف مع حاضره، ليكتب أدباً ووعياً جديداً، وهذا الأدب الذي نتج في المنفى، في جزء كبير منه كتب بلغات أخرى، وهو الذي فتح باب النقاش على مصراعيه للبحث في أسباب الهجرة كالعنف والتطرف ودوامة الحروب التي لا تنتهي.أهمية ثقافة الطفل، هو الموضوع الذي خصص له المهرجان فعاليات وورشاً عديدة، تناقش مستجدات هذا الأدب في هذا العصر - المتفجر معرفياً - إن جاز التعبير، وهو الذي جرى تداوله على طاولة النقاش انطلاقاً من البحث عن آليات تشكل أساساً لتنمية مهارات الطفل وشخصيته بعيداً عن النمطية والتكرار، وتلك الكتب التي تفيض بها المكتبات العربية، ولا تخرج على أطر التلقين والحفظ، التي ملها الطفل، وكره ما فيها من نصوص لا تضيف جديداً لوعيه وثقافته. إعلان الفائزين بمسابقة «دار جامعة أكسفورد» تم تكريم الفائزين في مسابقة «دار جامعة أكسفورد» للطباعة والنشر لكتابة القصة في مهرجان طيران الإمارات للآداب ومنحهم كتباً تحتوي على قصصهم القصيرة الأصلية ودروعاً خاصة.تنظم المسابقة باللغتين العربية والإنجليزية للفئات العمرية: 11 سنة فأقل، و(12- 14)، (15-17) و(18-25). وقد قام بتقديم الجوائز هذا العام، آلي سباركس مؤلفة «ثاندرستراك»، والمؤلف رودريك هنت، والرسام ألكس بريكتا مبتكرا الشخصيات المشهورة في سلسلة «شجرة أكسفورد للقراءة»، وكاتبة الأطفال الإماراتية إيمان اليوسف.وفاز عن فئة اللغة العربية، (11 سنة وأقل): بشاير محمد إسماعيل العلوي ويارا محمود حسونة ومروان شرف، (12- 14): حنايا خميس قلم الهنائي ومريم أنيس بوزويتة ومحمد وليد عليان، (18-25): حصة حسن الياسي وفاطمة محمد العامري ومرام بسام محمد، (15- 17): جورج فرنسيس وغالية زكريا المرموم ورغد محمد الأشقروفاز عن فئة اللغة الإنجليزية (11 سنة وأقل): روبي ليبرتي فلينى وميسي روز بوتشر وأفا كلارا إشراقي، (12- 14): جوزيف توماس ليدستون وبراندون هاموند وميجان بريدجيت سيجالوس، (18-25): عائشة ديب وسلمى عبد السلام ومريم عبد اللطيف الشواب، (15- 17): جون لي وميهيكا أنوشري براشانت وشوريا تشاندرافانشي.

مشاركة :