أبوظبي:«الخليج» ناقش الدكتور أحمد عبد الله بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، سبل تعزيز أوجه الشراكة الاستراتيجية مع الجانب الياباني في مجال التعليم، خلال زيارته للعاصمة اليابانية طوكيو، الأسبوع الماضي، وشمل الحوار نقاشات بين الطرفين حول برامج تبادل الطلبة، والتعاون في مجال الأبحاث العلمية، والشراكة بين مؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات وكبريات الجامعات في اليابان في تصميم ووضع المناهج الأكاديمية المشتركة.عقد خلال الزيارة سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين اليابانيين في مجال التعليم، حيث التقى يوشيماسا هاياشي وزير التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا، كما زار عدداً من أبرز المؤسسات التعليمية في اليابان، والتي شملت كلاً من جامعة طوكيو، والمعهد الوطني للعلوم وتكنولوجيا الصناعة المتقدمة الواقع في مدينة تسوكوبا للعلوم، بالإضافة إلى جامعة تسوكوبا والمعهد الوطني لأبحاث السياسة التعليمية.وقال: تحرص وزارة التربية والتعليم على إيجاد فرص التطوير وتعزيز التعاون في مجال التعليم العالي، سواء داخل دولة الإمارات أو خارجها، وتكمن أهم أهداف تعزيز سبل التعاون مع جهات دولية في انعكاسها الإيجابي على صقل قدرات طلبتنا وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لمواكبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة واحتياجات سوق العمل المستقبلي، وعن طريق بناء مثل هذه الشراكات الفاعلة في الداخل والخارج، نضمن رفع جاهزية طلبة التعليم العالي للوظيفة، وبالتالي نمكنهم من المشاركة في استدامة النمو الاقتصادي لدولة الإمارات.وأوضح أن اليابان تأتي على رأس قائمة وجهات الابتعاث ذات الأولويّة التي أعلنت عنها الوزارة خلال العام الماضي لطلبة التعليم العالي المقبلين على الدراسة في الخارج قائلاً: تُعتبر اليابان إحدى الدول التي تهتم الوزارة بتعزيز التعاون والنقل المعرفي معها لما حققته من إنجازات عالمية في مؤشرات التنافسية والتعليم والابتكار، ولما يُعْرَف عن التجربة اليابانية وتركيزها على الاستثمار في الإنسان، ليس فقط عبر الحرص على تنمية مهارات الأفراد وتزويدهم بالعلوم والمعرفة التي يحتاجونها في الحياة والتعليم والعمل، بل تجاوزتها لتشمل ترسيخ القيم الأخلاقية والمهنيّة العالية والسلوكيات الإيجابية لدى الطلبة بشكل خاص في جميع المراحل الدراسية، إيماناً منهم بأهمية نقل القيم الراقية والحميدة التي سادت في أسمى حقبات ماضي التاريخ الياباني.وأضاف: «يتماشى ذلك مع الفكر الإماراتي المتطلّع دوماً لاستشراف المستقبل ومواكبة آخر التطورات التي تأتي كنتيجة للتقدّم التقني في كافة المجالات، مع المحافظة على قيم الثقافة والهويّة الإماراتية التي نشأنا عليها والحرص على غرسها في نفوس الأجيال المتعاقبة. والأمثلة هنا كثيرة، وأوضحها هو إدراج مادة التربية الأخلاقية في المناهج الدراسية ولكافة المراحل بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم وبقية المؤسسات المعنية».والتقى البروفيسور ماكوتو جونو كامي، رئيس جامعة طوكيو التي تعد أعرق جامعة وطنية في اليابان ويتجاوز عدد الطلبة بها 30 ألف طالب، وجرت مناقشة تعزيز أوجه الشراكة القائمة منذ عام 2012 بين كل من جامعة طوكيو وجامعة خليفة وجامعة الإمارات، وتم التركيز خلال الاجتماع على تعزيز التعاون في مجالات الأبحاث والتطوير، وبرنامج تبادل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، فضلاً عن بحث فرص التدريب العملي.وتأتي الزيارة ضمن رحلة عمل موسّعة شملت مشاركته في فعاليات الدورة الثانية للمنتدى الدولي لاستكشاف الفضاء، حيث تحدث في حلقة نقاشية بعنوان «مغزى وفوائد استكشاف الفضاء» سلّط خلالها الضوء على أهمية الاستثمارات التي تقوم بها دولة الإمارات على صعيد استكشاف الفضاء في هذا القطاع الحيوي، والأهداف الكامنة خلف هذه الجهود بالنسبة لتطوير تقنيات مختلف القطاعات التي تتأثر به على صعيد خاص، وإثراء المعرفة البشرية على صعيد آخر، لا سيما في مجال الاستكشافات العلمية والأنشطة التجارية والتنمية الاقتصادية، إضافة إلى بعد آخر من الأثر الإيجابي الذي يتمثّل في تحفيز تطلعات الأجيال المقبلة وتعميق اهتمامهم بالمجالات العلميّة.كما شارك في أول حلقة شبابية تم عقدها في اليابان لطلبة الجامعات الإماراتيين المبتعثين، وذلك بالتعاون بين مجلس شباب الإمارات والسفارة الإماراتية في اليابان حيث عُقدت الحلقة في إطار «عام زايد»، وجاءت تحت عنوان «قيم المؤسّس» حيث ركّزت على أربعة جوانب من شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي: الحكمة والاحترام والاستدامة والتنمية البشرية، والشفافية مع الشباب الإماراتي.
مشاركة :