تترك بعض الأدوية والعلاجات آثاراً جانبية شديدة في الشخص، رغم أنها أدوية فعالة في القضاء على المرض الأصلي، ولكنها قد تؤدي إلى إتلاف وتدمير عضو آخر داخل الجسم، وفي هذه الحالة يجب الابتعاد عن هذا الدواء واستخدام البديل الأقل ضرراً على أعضاء الجسم.هذا ما كشفته دراسة أمريكية حديثة، حيث توصل الباحثون من خلال متابعة الملفات الطبية لعدد من الأشخاص المصابين بمرض التليف الكيسي إلى حدوث أضرار بالغة لحاسة السمع، نتيجة تناول المضادات الحيوية، والتي يصفها الأطباء المعالجون لهذا المرض، رغم فاعلية هذه المضادات على إنقاذ حياة الأشخاص المصابين بهذا المرض.تشير الدراسة إلى أن تناول المضادات الحيوية لعلاج مشكلة التليف الكيسي لمدة طويلة أدى إلى حدوث ضعف دائم في سمع المريض، وتطالب الدراسة الأطباء بوضع خطط علاج بديلة لعلاج مشكلة الالتهابات التنفسية المتعلقة بهذا المرض، وخاصة إذا كان المريض يتحسن مع الأنواع المختلفة الأخرى من المضادات الحيوية. وتوصل البعض إلى أدوية جديدة أخرى فعالة في علاج التليف الكيسي، ولها تأثير جانبي سلبي أقل في الأذن والكليتين، وهذا أفضل من العلاج السابق لأن حماية سمع المصاب بالتليف الكيسي مهمة، لعدم إضافة أعباء مرضية جديدة عليه، واكتشف الباحثون هذه النتيجة بعد متابعة الملفات الطبية لـ 88 مريضاً بالتليف الكيسي وتتراوح أعمارهم بين 17إلى 65 عاماً، وقسّم الباحثون المرضى إلى 4 مجموعات طبقاً لجرعات المضادات الحيوية التي يتناولها المريض بواسطة الحقن الوريدي.تبين من النتائج أن المجموعتين أصحاب الجرعة الكبرى ارتفعت لديهم فرص الإصابة بفقدان السمع 5 مرات أكثر من المجموعتين اللتين لديهما تراكم أقل، ويعمل هذا المضاد الحيوي على علاج المرض من خلال تثبيط تكوّن بروتين بكتيري، وذلك لمنع حالة الالتهاب التنفسي الذي يهدد حياة المصاب، وفي نفس الوقت يدمر حاسة السمع بالأذن الداخلية ويؤثر أيضا في وظيفة الكلى.وتنصح الدراسة بأهمية قيام الطبيب المعالج بالكشف الدوري على وظائف السمع لدى مرضى التليف الكيسي، الذين يعتمدون على العلاج بهذه المضادات الحيوية الوريدية، لكي يتمكن الطبيب من عمل التعديلات الضرورية لطريقة العلاج، واستخدام أنواع بديلة من المضادات تفيد المصاب وتجنب حدوث هذه المضاعفات.
مشاركة :