تشير نتائج دراسة نشرت حديثاً بمجلة «انفصام الشخصية» إلى أن تلك الحالة المرضية يمكن اعتبارها أثراً جانبياً غير محمود لتطور الدماغ البشري المعقد، وهي حالة يعانيها عدد لا يستهان به حول العالم.وجد علماء من قبل من خلال دراستين أن 79% من حالات الإصابة ناتجة عن الجينات، بينما ترى دراسات أخرى بأن الطفرات الجينية بالخلايا الدبقية بالدماغ ربما تكون المسؤولة عن الاضطراب.وفي الدراسة الحالية وجد الباحثون، أن التغيرات الجينية بمناطق الدماغ الأمامية ترتبط بصورة شائعة بسمات المرض، ما يعزز نظرية أن المرض ناتج كأثر جانبي سيئ عن تطور الدماغ البشري.قام الباحثون بقياس معدلات الرنا المرسال بالجزء الأمامي من الدماغ، وباستخدام معدلات الرنا المرسال تمكن الباحثون من توقع المسارات الجينية المتأثرة بتغيرات التعبير الجيني، ووجد لدى الأشخاص الذين يعانون انفصام الشخصية حوالي 566 حالة تغير بالتعبير الجيني بمنطقة بالدماغ الأمامي والمناطق المحيطة بها، وهي مناطق عرف عنها أنها تدخل في السمات المرتبطة بذلك الاضطراب. ويوضح أحد الباحثين أهمية تلك المنطقة قائلاً: أنها مهمة للحفاظ على مرونة الإدراك التي تشكل جزءاً أساسياً في مقدرات الإنسان على التفكير والتخطيط، وهما وظيفتان تضعفان لدى من يعاني انفصام الشخصية؛ واكتشف الباحثون من خلال الدراسة أيضاً مساراً جينياً بإحدى مناطق الدماغ المشتملة على التفاعل بين 97 جيناً.ويقول الباحثون: إن فهم المزيد عن التغيرات بذلك المسار يمكن أن يوصل إلى دواء جديد لعلاج انفصام الشخصية، والذي يعتقد بأنه يحدث عندما تهيج العوامل البيئية تلك التغيرات بالتعبير الجيني لدى الإنسان.خرج الباحثون من نتائج الدراسة بأن انفصام الشخصية نتاج غير محمود للتطور الذي يمر به الدماغ البشري، ويمكن اعتباره أثراً جانبياً غير مرغوب فيه، وربما يتمكن العلماء مستقبلاً من تطوير علاج مناسب لعلاج أسباب الحالة.
مشاركة :