يعاني مريض الزهايمر من مشاكل كبيرة في الإدراك، ما يسبب له الكثير من المشاكل ويحتاج إلى رعاية كبيرة من المحيطين حوله، ولا يمكن أن يخرج بمفرده من المنزل، لأنه يمكن أن يصاب بحالة من «التيه» أو ما يعرف بـ «التوهان» ولا يعرف كيفية العودة مرة أخرى.ويعد «التيه» مشكلة متفشية للغاية بين الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر، ورغم ذلك لم يتعرف العلماء إلى الأسباب وراء هذه المشكلةولكن دراسة جديدة اكتشفت أن تراكم البروتين المتعلق بمرض الزهايمر يحدث تشويش في منطقة الدماغ المسؤولة عن اختيار الاتجاهات، وهو ما يجعل خروج مريض الزهايمر بمفرده خطراً.اكتشف الباحثون بهذه الدراسة أن حالة «التيه» سببها تراكم بروتين «تاو»، وهو البروتين الذي يسبب مرض الزهايمر وعلامة مميزة تدل على هذا المرض، ويعمل هذا البروتين على تدمير الخلايا العصبية داخل الدماغ، بما فيها المنطقة التي يتعرف من خلالها إلى الاتجاهات والأماكن المحيطة حوله.ودراسة سابقة بينت أن مشكلة نسيان الشخص المصاب بالزهايمر لمكان منزله والمناطق التي يعرفها، ينتج عن حدوث تغيرات في القشرة المخية الأنفية الداخلية، والموجودة في تركيبة الدماغ والمسؤولة عن حالة الذاكرة وتحديد الاتجاهات.ويصنف الباحثون هذه المنطقة كأول أماكن الدماغ تضرراً بتراكم البروتين «تاو» ولم يتم التعرف إلى كيفية تأثير هذا البروتين في مشاكل الاتجاهات والتعرف إلى البيئة المحيطة إلى الآن.ركزت الدراسة الحالية على معرفة الكيفية التي يؤثر بها هذا البروتين على الخلايا العصبية الشبكية في منطقة القشرة المخية الأنفية الداخلية، وهي خلايا تعمل مثل جهاز ملاحي لتحديد الاتجاهات، يعمل على نقل الإشارات الكهربية من خلال خريطة داخلية، تساعد الشخص في معرفة الاتجاهات وما يحيط به، وذلك أثناء وجودنا خارج البيت.لاحظ الباحثون هذه الخلايا لدى مجموعتين من الفئران الكبيرة في السن وهي تؤدي مجموعة من المهام الإدراكية، وكانت مجموعة منهم تعاني من إنتاج هذا البروتين بالقشرة المخية الأنفية الداخلية، والمجموعة الثانية من فئران سليمة كمجموعة ضابطة.وبينت النتائج أن الفئران التي لديها هذا البروتين، أصبحت أقل قدرة على التحرك الصحيح في المكان، وهو ما يدل على أن هذا البروتين أضر وظائف الخلايا العصبية الشبكية الموجودة في هذه المنطقة من المخ.
مشاركة :