اكتشاف آلية مقاومة البكتيريا لجهاز المناعة

  • 3/11/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يبحث العلماء منذ فترة في الطرق التي تستخدمها البكتيريا لحماية نفسها من جهاز المناعة، فمن المعرف أن البكتيريا يمكنها مقاومة المناعة والبقاء في جسم الشخص، ولكن الآلية التي تستخدمها في هذه الحماية لم تكن معروفة.إلا أن دراسة أمريكية حديثة نجحت في اكتشاف إنزيم تفرزه هذه البكتيريا، وهذا الإنزيم يساعدها على تفادي هجمات المنعة المستمرة، واستهدف الباحثون في هذه الدراسة نوعاً من البكتيريا يسمى المكورات العنقودية الذهبية، والتي تتواجد بشكل شائع في جسم الأشخاص وتتعايش بشكل طبيعي، ولكنها تتحول في بعض الأحيان إلى مسبب للالتهابات في الجسم عموماً.وفي هذه الحالة يتصدى لها جهاز المناعة ويدمرها، وينجح بعضها في الإفلات من المناعة بواسطة تطير وسائل دفاعية تحميها من الجهاز المناعي.يمنع جهاز المناعة العناصر الغذائية عن البكتيريا ومنها عنصر المنجنيز، الذي يحتاجه الإنزيم البكتيري المسمى بالإنزيم الفائق، ويمثل الدرع التي تحمي الخلية البكتيرية من التلف بفعل تعرضها للأكسدة.وفي حالة منع المنجنيز عن البكتيريا يضعف هذه الدرع الواقية وتتعرض للتلف والتدمير، وتصنف المكورات الذهبية على أنها من أكثر أنواع البكتيريا التي تتسبب في حدوث التهاب بالجسم.وتوصل الباحثون في هذه الدراسة إلى أن هذه البكتيريا يوجد بها نوعان من الإنزيم الفائق، والنوع الثاني من هذا الإنزيم هو الذي يعزز قدرتها على مقاومة المناعة الذاتية، مما يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات، وهذا الاكتشاف مفيد للغاية، ولكنه يحتاج إلى فهم دقيق لما يحدث، لأن كلا الإنزيمين يستعملان المنجنيز، ومن الطبيعي سوف يؤثر النوعان.يرجح الباحثون الاعتقاد بأن الإنزيم الأول يعتمد في عمله على المنجنيز والثاني على عنصر الحديد، وسعى الباحثون للتأكد من هذه الفرضية، وتبين أن الإنزيم الثاني يستطيع استخدام كل من المنجنيز والحديد، ما يدل على أن هذه الإنزيمات لها دور كبير في تسبب البكتيريا للالتهابات.ووجدت الدراسة أن قيام المناعة بمنع المنجنيز عن هذه البكتيريا، يجعل الإنزيم يعتمد على الحديد للحفاظ على الخلية البكتيرية من هجوم المناعة، مما جعل الباحثين يبشرون بالقدرة على تطوير علاج جديد، يقوم في الأساس على تدمير هذه الإنزيمات، ليصبح علاجاً مضاداً للبكتيريا في المستقبل، ويخلص الجسم من مشكلة مقاومة المضادات الحيوية المتصاعدة في الآونة الأخيرة، والتي أصبحت تمثل خطورة كبيرة على الصحة وانهيار أسلوب العلاج بالمضادات.

مشاركة :