أفضل وجهة سياحية لعام 2018 تفتح أحضانها لمحبي الفن

  • 3/11/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

إشبيلية (إسبانيا) - يؤكد الخبراء والمهتمون بالأنشطة السياحية للمدن في العالم أنه لا توجد مدينة في إسبانيا تضاهي إشبيلية من حيث ظهورها في الأفلام العالمية الشهيرة والمسلسلات، حيث زارها الأمير دوران مارتيل لتصوير مسلسل “صراع العروش” ولورانس العرب، وزارها أيضا توم كروز كعميل سري، وقد يعود الفضل في ذلك إلى جوها المعتدل وشروق الشمس لساعات طويلة حتى في فصل الشتاء، لكن الأهم من ذلك كله هو المباني التاريخية الفريدة والمعالم السياحية الضخمة التي تسحر الأنظار. وتعتبر جولة بواسطة الدراجات من الوسائل المحبذة للعديد من الزوار  لاستكشاف مدينة سبال (أقدم اسم معروف لإشبيلية)، فالانطلاق في جولات الدراجات المصحوبة بمرشد سياحي، كالتي ينظمها مركز إشبيلية للدراجات، لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات، لكن تم توسيع مسارات الدراجات لما يقرب من 160 كلم لجعل الزيارة إلى المدينة أكثر استرخاء وجاذبية. ومن الضروري أن يشمل البرنامج السياحي لمدينة إشبيلية الواقعة جنوب إسبانيا زيارة ميدان بلازا دي إسبانيا، حيث لا يوجد مكان في إشبيلية يحظى بشعبية كبيرة لدى مخرجي هوليوود مثل المكان الواقع على حافة أكبر حدائق إشبيلية “ماريا لويزا بارك” البديعة. ويمكن الإشارة إلى أن الممثل البريطاني ساشا بارون كوهين كان قد حول مبنى بطول 200 متر تقريبا في هندسة المدجنون في كوميديا “الديكتاتور” قصرا صحراويا، فيما قصد المخرج الأميركي جورج لوكاس المدينة لتظهر معه الممرات العمدانية في الجزء الثاني من حرب النجوم. رائد الباروك لكن هذا السحر السينمائي ليس كل ما تقدمه المدينة لعشاقها حول العالم، فإشبيلية هذا العام تجتذب العديد من السياح بسبب فنانها وملهمها  بارتولومي إستيبان موريللو، فعلى مدار العام تحتفل المدينة بالذكرى السنوية 400 لرسامها الباروكي (عبارة عن فترة تاريخية في الثقافة الغربية نشأت عن طريق أسلوب جديد في فهم الفنون البصرية) الشهير عالميا مع إقامة ثمانية معارض فريدة.   بدأت مدينة إشبيلية الإسبانية الشهيرة في استقطاب نجوم ومشاهير العالم لتصوير أحدث الأفلام العالمية والمسلسلات لهذا العام ما أسهم في جذب المزيد من السياح وعشاق الفن لهذه المدينة خاصة أن كل هذا يتزامن مع الذكرى السنوية الـ400 لرسام بارتولومي إستيبان موريللو، التي يحتفل بها عبر إقامة فعاليات وعروض متنوعة وجولات تأخذ الزوار إلى أماكن ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة وعمل هذا الفنان يستهل متحف موريللو للفنون الجميلة عام يوبيل (اسم عبري يستخدم للاحتفال بمرور عدد من السنوات على ذكرى ما) بمعرض “موريللو وكبوشية إشبيلية” المفتوح حتى بداية أبريل القادم. وقال فالمي مونيوز روبيو، مدير المتحف، إن دورة الكبوشيين هي إحدى أهم سلاسل صور موريللو، وقد رممنا جميع اللوحات بالكامل. وبعد فترة طويلة من وفاته بقي موريللو حتى نهاية القرن التاسع عشر رسام الباروك الأكثر شعبية في إسبانيا، ويؤكد هذا أيضا معرض “آثار موريللو في إشبيلية” في دير سانتا كلارا. وتظهر في الوقت نفسه كاتدرائية إشبيلية القوية حتى أوائل ديسمبر المقبل “رؤية القداسة” لموريللو، وستكون التميمة الكبرى لسنة اليوبيل في نوفمبر المقبل في “متحف الفنون الجميلة” أكبر استرجاع لأعمال الرسام الإسباني الشهير على مدى ربع القرن الماضي.  وكان موريللو جنبا إلى جنب مع دييغو فيلاسكويز بطل الباروك الأكثر شهرة في إسبانيا، والذي ولد في الأيام الأخيرة من ديسمبر عام 1617، ويمكن زيارة حوض وشهادة المعمودية في كنيسة ماجدالينا. ونظمت المدينة بمناسبة يوبيل موريللو العديد من الجولات التي تأخذ الزوار إلى الأماكن التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة وعمل الفنان. ويتم على مدار العام تنظيم العروض المسرحية وسلسلة أفلام وحلقات نقاشية للمساعدة في إعادة اكتشاف رائد الباروك الإسباني وعصره، وتقوم مؤسسة باست فيو سيفيلا مثلا بتنظيم جولات سياحية في المدينة، حيث يمكن للزوار بواسطة نظارات “دي 3” التعرف على إشبيلية في عصر الباروك. ويعتبر موريللو والتراث الثقافي للمدينة سبب اختيار مجلة “لونلي بلانت” الأميركية، الرائدة في السياحة والسفر، لإشبيلية كأفضل وجهة سياحية لعام 2018، وستتبع المطاعم أحدث صيحات المذاق هذا العام دون التخلي عن التقاليد الأندلسية. فيما تعد الهندسة المعمارية أيضا مزيجا من التراث والحداثة، وكمثال على هذا التباين بين الكاتدرائية و“ميتروبول باراسول”، وهي مظلة ضخمة على خمسة أعمدة على شكل فطر. الفلامنكو من بين الأشياء المميّزة للمدينة الإسبانية تمتعها بأشياء فريدة مثل رائحة أشجار البرتقال في الشوارع والتي تنبعث منها مشاعر الحماس والعاطفة واللوعة، والتي يجسدها مغنيو وراقصو الفلامنكو على المسرح في العديد من أماكن الفلامنكو “تابلاوس” في المدينة. وتعتبر إشبيلية مهد الفلامنكو فيما زيارة الحفل المخصص لهذا النوع من الموسيقى أمر لا بد منه، وهناك العديد من التابلاوس الجيدة مثل كاسا دي لا ميموريا أو كاسا دي لا غيتارا، أين قدم عازف الغيثار السابق خوسيه لويس بوستيغو أكبر مجموعة من قيثارات الفلامنكو في العالم، حيث يصل عمر بعض الآلات الموسيقية إلى أكثر من 300 سنة.

مشاركة :