تطلق مؤسسة الشارقة للفنون في شهر مارس الجاري برامجها التعليمية والمجتمعية لفصل الربيع، متضمنة ورش عمل وجولات تصوير وجلسات حوارية ودورات تدريبية، استوحي بعضها من المعارض الفنية التي تنطلق في مارس الجاري للفنانين منى السعودي، وزينب سديرة، ولطيف العاني، وآنا بوغيغيان، ومحمد أحمد إبراهيم. وصمم البرنامج الذي يستمر طيلة ثلاثة شهور، لمختلف المراحل التعليمية والشرائح الاجتماعية من الكبار والصغار وذوي الإعاقة، وذلك بالتوزاي مع البرنامج التعليمي والمجتمعي لمراكز الفنون والمدارس، في مسعى إلى إثراء التجربة الثقافية للمجتمع المحلي في ضوء التجارب الفنية التي تقدمها المؤسسة.وحول انطلاق البرامج قالت ريم شديد نائب رئيس مؤسسة الشارقة للفنون: "تتسم مختلف البرامج التي تقيمها المؤسسة بالتكامل فيما بينها، وذلك لإغناء التجربة الفنية والمعرفية، فقد عمدنا إلى تصميم البرامج التعليمية بحيث تحاكي مختلف الفعاليات الأخرى، وتستلهم التجارب الفنية والعروض البصرية التي تقيمها المؤسسة ضمن برنامج الربيع". وأضافت شديد: "إننا نسعى بشكل دائم إلى تطوير هذه البرامج ومواكبة المشهد الفني المحلي ومتطلباته الخاصة." تقدم البرامج التعليمية الموجهة للصغار والكبار وذوي الإعاقة ما يزيد عن 40 ورشة عمل تتضمن ورشًا للتصوير الفوتوغرافي والنحت والعروض الأدائية والخط العربي والرسم والنسيج. حيث تقدم في فئة التصوير الفوتوغرافي ورشة للصغار بعنوان "صنع الثقوب" والتي سيتعرف المشاركون خلالها على وظائف الكاميرا ذات الثقب ويصنعون كاميراتهم الخاصة، ودورة "السرد القصصي من خلال التصوير الفوتوغرافي" للكبار والتي تتمحور حول تطوير قصة صغيرة وسردها من خلال الصور، إلى جانب ورشة "مقدمة في تصوير البورتريه" لذوي الإعاقة والتي سيتعرف من خلالها المشاركون على أساسيات تصوير البورتريه باستخدام الكاميرا التناظرية والرقمية بعد قيامهم بجولة في منطقة المريجة.أما في فئة النحت فيقدم برنامج الصغار ورشة بعنوان "الصخور الرخامية" لتعلم أساليب الرسم الرخامي على الصخور، بالإضافة إلى ورشة أخرى ضمن برنامج الكبار بعنوان "النحت الهيكلي" والتي سيصنع المشاركون فيها منحوتاتهم الخاصة في ضوء دراستهم منحوتات للفنانين المشاركين في لقاء مارس 2018. كما يقدم برنامج ذوي الإعاقة ورشة "تماثيل الطين الصغيرة" تتيح التعرف على كيفية استخدام الصلصال كوسيلة فنية.وفي سياق متصل يقدم البرنامج المجتمعي للمؤسسة لهذا الفصل ورش عمل مجتمعية وجولات مستوحاة من المعارض الفنية المقامة، وعوالم الحي المحيط بالمؤسسة ومساهمات الفنانين والباحثين الحضريين والثقافيين. وتسعى المؤسسة من خلال هذا البرنامج إلى تطوير مجتمعها الإبداعي المحلي، وتقديم الفرص للمشاركين للالتقاء والتواصل، ومعاينة التراث الغني والمناظر الطبيعية في إمارة الشارقة. ويتضمن البرنامج عدة ورش أبرزها: "استكشافات الطهي: ثقافة الكرك" التي تعاين أحد أشهر المشروبات في دولة الإمارات العربية المتحدة ألا وهو الكرك، حيث سيتم استكشاف أهميته التاريخية وطرق تحضيره المختلفة. وورشة "الفن من خورفكّان" المستوحاة من معرض الفنان محمد أحمد إبراهيم والتي سيصطحب خلالها المشاركين إلى خورفكان لصناعة منحوتاتهم الخاصة من خلال المواد الطبيعية في المدينة. بالإضافة إلى ورشة تصوير فوتوغرافي بعنوان "مصنع كلباء للثلج والمنغروف" والتي تتضمن جولة تصوير في "مصنع كلباء للثلج"، الذي بني في السبعينات على أشجار المنغروف، كما سيتسنى للمشاركين زيارة محمية أشجار المنغروف لمشاهدة بعض الأحياء البرية المهددة بالانقراض في كلباء.ويوفّر آخر البرامج والموجه إلى المدارس ومراكز الناشئة مجموعة متنوعة من ورش العمل والرحلات التعليمية التي يشرف عليها فنانون محترفون. ويمكن للمدارس والمراكز التعليمية اختيار الرحلات، وورش العمل، والأوقات والتواريخ المناسبة لها. وقد صمم هذا البرنامج لتحفيز الإبداع لدى المشاركين، وتطوير مهاراتهم التواصلية، وإثراء معارفهم الفنية. وتتيح مراكز الفنون المتواجدة في الذيد، والحمرية، والمدام، وكلباء، ودبا الحصن، وخورفكان، والشويهين، برنامجين للكبار والصغار يشتملان على ورش عمل ودورات تدريبية تسلط الضوء على جوانب مختلفة من ممارسات الفن المعاصر، في فئات عدة مثل: الخط العربي، والرسم، والخزف. تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفًا واسعًا من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل "بينالي الشارقة" و"لقاء مارس"، وبرنامج "الفنان المقيم"، و"البرنامج التعليمي"، و"برنامج الإنتاج" والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.
مشاركة :