اسطنبول - انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد بغضب حلف شمال الأطلسي، متهما التحالف العسكري الغربي بعد دعم الحملة العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا. وهذه أقسى تصريحات تصدر مؤخرا عن أردوغان ضد الحلف الأطلسي الذي انضمت إليه أنقرة في العام 1952 حين سعت الولايات المتحدة لضمان عدم وقوع تركيا في فلك النفوذ السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية. وقال أردوغان أمام جمع من أنصاره في بولو في شرق اسطنبول "أيها الحلف الأطلسي، بالنسبة لما يحدث في سوريا، متى ستأتون وتقفون إلى جانبنا؟". وتابع "نحن نتعرض باستمرار للمضايقات من جانب الجماعات الإرهابية"، لكن "للأسف حتى الآن، لم يكن هناك كلمة أو صوت إيجابي". وبدأت القوات التركية في 20 يناير/كانون الثاني عملية غصن الزيتون التي تقول إنها تهدف لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة عفرين في شمال سوريا، وتقف قواتها الآن على بعد كيلومترات قليلة من قلب مدينة عفرين. وأثارت العملية ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المدعومين من الولايات المتحدة، توترا مع واشنطن وبعض القوى الأوروبية وعلى رأسها فرنسا. ويتصدى المقاتلون الأكراد الذين أثبتوا فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، للهجوم التركي، لكنها المرة الأولى التي يتعرضون فيها لعملية عسكرية واسعة بهذا الشكل يتخللها قصف جوي. وبعد بدء العملية التركية، قال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبيرغ إن تركيا لديها الحق في الدفاع عن نفسها، لكنه أكد أن ذلك يجب أن يتم "بشكل متناسب ومحسوب". وانتقد أردوغان واشنطن لتسليحها الوحدات الكردية، مشيرا إلى أن المقاتلين الأكراد حصلوا على 5000 عربة و2000 شحنة أسلحة محمولة جوا. وفي خطاب منفصل، تساءل أردوغان "هل هذه هي الصداقة؟ هل هذه هي وحدة حلف الأطلسي؟"، مذكرا بالدعم التركي للحلف الأطلسي في عملياته العسكرية في أفغانستان ومناطق أخرى. وأعلن أردوغان أن القوات التركية والفصائل السورية المتحالفة معها تقف على بعد أربعة أو خمسة كيلومترات من عفرين وهي تستعد للانقضاض على المدينة. والسبت، توعد الرئيس التركي بتوسيع الهجوم في سوريا ضد المقاتلين الأكراد ليشمل بلدات حدودية رئيسية يسيطرون عليها وصولا إلى الحدود العراقية. ولطالما هددت أنقرة بتوسيع عمليتها شرقا لإخراج وحدات حماية الشعب من أراض يسيطر عليها الأكراد وصولا إلى العراق. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي شن حملة تمرد مسلحة في تركيا خلال ثلاثة عقود، وهي تعتبرهما "تنظيمين إرهابيين". وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني "تنظيما إرهابيا" لكنهما لا تعتبران وحدات حماية الشعب الكردية كذلك.
مشاركة :