كشف عميد كلية الصحة العامة هاري فاينيو، أن هواء الكويت يتسم بوجود تركيز عالٍ من الجسيمات ذات الحجمين 2.5 و10 والتي من شأنها تقليل جودة الهواء، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العامة، أوصت بألا يزيد حجم جسيمات 2.5 عن 10 ميكروغرام لكل متر مكعب، و20 ميكروغرام لكل متر مكعب لجسيمات 10، فيما تجاوز تركيز الجسيمات في الكويت هذا المستوى بنسبة 3 إلى 7 أضعاف، في حين أن تقليل التركيز جسيمات 10 pm في الهواء من 70 إلى 20 ميكروغرام، من شأنه تقليل الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء بنسبة 15 في المئة.وتحت رعاية مدير جامعة الكويت الدكتور حسين الأنصاري وعمداء كليات مركز العلوم الطبية وكليات جامعة الكويت ومجموعة من المهتمين والمختصين، نظمت الكلية امس، مؤتمرها السنوي الثالث في فندق الريجنسي، تحت شعار «تأثير التلوث الهوائي والتغير المناخي على صحة الانسان».وفي الجلسة الأولى للمؤتمر ذكر فاينيو، أن تركيز الجسيمات PM يعد مؤشرا رئيسيا لنوعية الهواء، إذ يعد أكثر ملوثات الهواء شيوعا وذا تأثير قصير وطويل الأجل على الصحة، مبينا أنه يتم استخدام حجمين وهما 2.5 و 10 ميكرون للجسيمات الدقيقة والخشنة على التوالي، علما بأن جسيمات 2.5 تعد مصدر قلق على الصحة، نظرا لحجمها الذي يمكنها من التغلغل في الجهاز الرئوي.وأضاف أن الزيادة السريعة في النمو السكاني وعدد المركبات وحرق الوقود الاحفوري في محطات توليد الطاقة ومصافي النفط، ساهم في انخفاض نوعية الهواء، ناهيك عن طبيعة الكويت الجغرافية المتمثلة بالصحراء و العواصف الرملية المتكررة، على غرار دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى في المنطقة.وأشاد فاينيو بجهود الهيئة العامة للبيئة في التخفيف من حدة ارتفاع مستويات ملوثات الهواء التي يتم تصريفها بانتظام من السيارات، واتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ عمليات التفتيش الصارمة للحفاظ على الامتثال الصارم لمعايير جودة الهواء.وعن طرق خفض مستويات تلوث الهواء، أوصى فاينيو بتنظيم سياسات النقل والتخطيط الحضري وتوليد الطاقة والصناعة التي من شأنها تقليل مستويات تلوث الهواء، من خلال إعطاء الأولوية للنقل الجماعي السريع، واعتماد التكنولوجيا النظيفة للتقليل من انبعاثات المدخنات، وأن تعطي الأولوية للنقل الجماعي الحضري السريع، وأن تتحول إلى مركبات أنظف للخدمة الشاقة للديزل ومركبات وقود منخفضة الانبعاثات وعمل استراتيجيات للحد من النفايات، وفصل النفايات، وإعادة التدوير وإعادة الاستخدام أو إعادة معالجة النفايات هي بدائل للحرق المفتوح للنفايات الصلبة.من جهته، قال الأستاذ بكلية لندن الإمبراطورية بالمملكة المتحدة الدكتور باولو فينيس، إن ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي يتزايد طرديا مع التنمية الاقتصادية، مبينا أن البلدان الغنية تساهم بارتفاع هذه النسبة بشكل أكبر بكثير من البلدان الفقيرة مثل بنغلاديش وغيرها والتي تعتبر الضحايا الرئيسية لتغير المناخ.وأضاف أن تغير المناخ يتفاوت تأثيره من بطيء إلى الكارثي السريع، كما حدث بعشرات آلاف الوفيات في أوروبا، مبينا أن هناك استنتاجات غير مؤكدة للآثار الصحية غير المباشرة لهذه الظاهرة مثل تفشي الأمراض المعدية، أو التغيرات بنوعية الأغذية وتوافرها أو ملوحة المياه في بعض البلدان.وعرف فينيس مفهوم «إكسبوسوم» بقوله إنه مقياس محتمل لآثار التعرض على مدى الحياة على الصحة. وهو يتألف من مجموع التعرضات التي يتعرض لها الفرد من الحمل حتى الموت، بما في ذلك تلك الناجمة عن العوامل البيئية، والظروف الاجتماعية والاقتصادية، ونمط الحياة، والنظام الغذائي، والعمليات الذاتية. من جهته، كشف المستشار بوزارة الصحة القطرية الدكتور روبرتو بيرتوليني، أن الاحصائيات الأخيرة تبين أن الوفيات الناجمة عن التلوث والتغيرات المناخية تزيد على الوفيات التي تسببت بها أمراض الايدز والسل والملاريا مجتمعة، الأمر الذي يجعله في المرتبة الخامسة عالميا من عوامل الخطر في عام 2015، مشيرا الى أن تأثيره على الأطفال يفاقم المشكلة.وقال ممثل وزارة الصحة الدكتور محمد السعيدان، إن الوزارة تعمل على مبادرة بالتعاون مع الهيئة العامة للبيئة والأمم المتحدة لدراسة الآثار الصحية الناجمة عن التغير المناخي، مستعرضا الوضع الحالي لتقييم الآثار الصحية الناتجة عن العواصف الترابية و حالات الربو في الكويت، مشيرا الى أن وزارة الصحة على تواصل دائم مع الجهات المعنية لتوثيق علاقة التعاون بهذا الشأن.واستعرض الباحث في مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية بمعهد الكويت للأبحاث الدكتور مفرح الرشيدي، أهمية تقييم المردود البيئي في الكويت كأحد الأسس التي يرتكز عليها التخطيط البيئي السليم، لتحقيق الأهداف والخطط التنموية للدولة، والتي تكفل تحقيق التنمية المستدامة.وأشار الرشيدي إلى الدور الكبير للهيئة العامة للبيئة بهذا الشأن، من خلال اصدار الدليل الإرشادي لنظام تقييم المردود البيئي والاجتماعي والذي تم تطبيقه بعد صدور القانون رقم 2 لسنة 2015 أخيرا، والذي يهدف إلى تحسين الأداء البيئي في الكويت. كما أوضح الخطوات العلمية المطلوبة لإجراء دراسة تقييم المردود أو الأثر البيئي وخبرات معهد الكويت للأبحاث العلمية في هذا المجال من خلال عرض بعض دراسات تقييم المردود البيئي والتي قام بها المعهد للمشاريع التنموية والحيوية لدولة الكويت.وناقشت الباحثة بالهيئة العامة للبيئة دلال العجمي، في محاضرتها التي تحمل عنوان «آثار تغير المناخ على دولة الكويت والصحة العامة» التحديات البيئية التي تواجهها دولة الكويت من ارتفاع درجات الحرارة وندرة مصادر المياه وتناقص هطول الأمطار وارتفاع منسوب مياه البحر وزيادة شدة وتواتر العواصف الغبارية على الدولة إضافة إلى أثر تغير المناخ على الصحة العامة، كما استعرضت جهود دولة الكويت في اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ والجهود المحلية لمكافحة هذه الظاهرة. العوضي: إطلاق البكالوريوس والماجستيرقال القائم بأعمال نائب مدير الجامعة للعلوم الطبية الدكتور عادل العوضي، إن كلية الصحة العامة استقبلت الدفعة الأولى من الطلبة في سبتمبر الماضي، في برنامج بكالوريوس الصحة ودراسات المجتمع والذين يعول عليهم الكثير في هذا المجال من خلال تلبية احتياجات سوق العمل و إجراء الأبحاث العلمية والتي تنطلق من رسالة كلية الصحة العامة وقيمها الأساسية، خاصة مع تعطش سوق العمل لمثل هذه الكفاءات بهذا المجال، إضافة إلى اطلاق برنامجي الماجستير في الإدارة والسياسات الصحية، والصحة البيئية والمهنية في فبراير الماضي.
مشاركة :