وجه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بتشكيل لجنة استشارية من المهتمين والمسؤولين من منطقة عسير ليكونوا جنبًا إلى جنب مع مسؤولي الهيئة والشركة المتخصصة في اختيار عروض متحف عسير، حرصًا على إظهار المتحف بالشكل الذي يرغب الجميع به وبما يحقق هويته الثقافية والحضارية. صرح بذلك مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة، آملًا أن يسهم بتحقيق نقلة ثقافية وسياحية نوعية للمنطقة تضاف إلى ما حبا الله المنطقة به من إرث حضاري وطبيعي. من جانبه، أبان مدير إدارة التراث الوطني بهيئة السياحة والتراث بالمنطقة سعيد بن علي القرني أنه يجري العمل حاليًا على إعداد عروض المتحف من خلال إحدى الشركات المتخصصة، وفق الأساليب الحديثة المتبعة في هذا المجال ليقوم المتحف بدوره في إبراز العمق الحضاري للمنطقة بشكل خاص، ويسهم في تعزيز التنمية الثقافية والتعليمية بالمنطقة، ويعزز الجذب السياحي في المنطقة. بدوره، قال مدير عام المتاحف بهيئة السياحة والتراث الوطني محمد بن عبد الرحمن الأحمري، "إنه منذ أن تولت هيئة السياحة والتراث الوطني مسؤولية قطاع الآثار والمتاحف، وضعت ضمن خطتها الاستراتيجية لتطوير القطاع برنامجًا طموحًا لتطوير المتاحف الحكومية القائمة التي أصبحت تابعة لها في مناطق المملكة، وقد شمل البرنامج العمل على تطوير (٦) متاحف قائمة في كل من: تيماء، ونجران، وجازان، والأحساء، والعلا، والجوف، لتطوير المباني والعروض المتحفية بها، يضاف إلى ذلك إنشاء (٥) متاحف إقليمية جديدة في كل من: الدمام، والباحة، وأبها، وحائل، وتبوك". وشدد على أنه ومع إقرار مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، والذي يؤسس لمرحلة جديدة في العناية بالتراث الوطني ودعمه، تحقق للمتاحف مكتسبًا جديدًا، فهذا المشروع الوطني الكبير الذي يتضمن (٧) برامج رئيسية تحتوي على عشرات المشروعات الفرعية. وخصص من بين تلك البرامج برنامجاً للمتاحف يتعلق بإنشاء وتطوير وتشغيل المتاحف في المناطق والمحافظات، ويتضمن مشروعات تأثيث وتجهيز وتنفيذ العروض المتحفية بالمتاحف في مناطق: عسير، والباحة، وتبوك، وحائل، والشرقية، والقصيم، ونجران، والجوف، والحدود الشمالية، وفي محافظات: العلا، وتيماء، والهفوف، وصبيا، والأحساء، وإنشاء متحفين في منطقة القصيم، ومنطقة الحدود الشمالية، وتطوير متحف مكة المكرمة بقصر الزاهر، ومتحف المدينة المنورة بمحطة سكة حديد الحجاز. ويتضمن برنامج المتاحف إنشاء متحف واحة القرآن الكريم بالمدينة المنورة، وتنفيذ عروض متحفية في (٢٠) مبنى تاريخيًا في عدد من محافظات المملكة، إضافة إلى تشغيل وصيانة المتاحف في جميع مناطق المملكة، وتنفيذ معارض مؤقته للآثار الوطنية، وتضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة مشروع تطوير القصور التاريخية للدولة في عهد الملك عبدالعزيز يشمل تطوير قصر الملك عبدالعزيز بجدة (خزام) وتحويله إلى متحف للتراث الإسلامي، وتطوير قصر الملك عبدالعزيز بالبديعة والمنطقة المحيطة به وتحويله إلى متحف وطني للصور التاريخية، وتأهيل قصور الملك عبدالعزيز بالمعابدة بمكة المكرمة، إضافة إلى تأهيل قصر الملك عبدالعزيز بالخرج والمنطقة المحيطة به وتحويله إلى مركز تاريخي. وأكد الأحمري أن المتاحف الإقليمية بالمناطق ستسهم باستعراض العمق الحضاري للمملكة من خلال تقديم وعرض مجموعة من القطع الأثرية والتراثية التي تمثل المنطقة، فعلى الرغم من كون النسيج الثقافي والتاريخي والحضاري المتماسك والمتشابه إلى حد كبير بين مناطق المملكة، إلا أن هناك هوية ثقافية وتاريخية لكل منطقة، وموروث غني يختلف عن المناطق الأخرى؛ حيث إن توافق العروض المتحفيه في متاحف المملكة من حيث الإطار العام مع تنوع الكبير في التفاصيل الحضارية والتاريخية للعروض المتحفيه بين كل متحف وآخر في مناطق المملكة، خصوصًا تلك المرتبطة بمراحل العصور الحجرية، مرورًا بالفترات التاريخية ثم عصور ما قبل الإسلام، ثم الفترة الإسلامية حتى قيام الدولة السعودية بمراحلها الثلاث، وصولًا إلى عصرنا الراهن، ومع ذلك يظل لكل متحف خصوصيته وتفرده في عرض الإرث التاريخي والحضاري للمنطقة التي يقع فيها، ومساهمة كل منطقة في التراث الحضاري لها.
مشاركة :