كشف الدكتور إبراهيم أحمد الحجي، استشاري أول بوحدة أمراض الدم وزراعة الخلايا الجذعية في قسم طب الأورام بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، عن إجراء 38 حالة زراعة خلايا جذعية ذاتية في ثلاث سنوات، أي من عام 2015 وحتى الآن، مشيداً بالدعم المتواصل من الدولة ممثلة في وزارة الصحة العامة ومن مسؤولي «حمد الطبية». وقال الحجي، في حوار مع «العرب»، إنه تم إجراء أول جراحة زراعة خلايا جذعية غير ذاتية في أكتوبر الماضي، وإنه يجري الاستعداد لإجراء الحالة الثانية لزراعة خلايا جذعية غير ذاتية. ولفت إلى أن نسبة نجاح زراعات الخلايا الجذعية عالية، وأن نسبة نجاح زراعات الخلايا الجذعية الذاتية تتجاوز 90 %، لافتاً إلى أن العمل في الوقت الحالي على إعداد سجل فريد من نوعه للتبرع بالخلايا الجذعية داخل قطر.. وإلى نص الحوار.نود التعرف على آخر المستجدات المتعلقة بزراعة الخلايا الجذعية في قطر. ¶ زراعة الخلايا الجذعية تعدّ أفضل علاج لبعض أمراض الدم السرطانية وغير السرطانية. فمن خلال السنوات الست الماضية، وضعت أساسيات برنامج زراعة الخلايا الجذعية في قطر، وشُكل فريق العمل، الذي لا يقتصر على الأطباء فحسب، بل يمتد إلى كوادر التمريض والمختبرات، ومركز نقل الدم، وقسم الصيدلة في مؤسسة حمد الطبية؛ وذلك من أجل الحصول على أفضل النتائج. وماذا عن الزيارات الأخيرة بخصوص هذا الموضوع؟ ¶ حرصاً من وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية على تطوير العمل على الخلايا الجذعية في قطر، نظم المسؤولون زيارات للمختصين إلى ألمانيا وكندا وبريطانيا وفرنسا؛ وذلك للتعرف على آخر المستجدات في هذا المجال، تمكناً من وضع الإرشادات والقواعد التي نسير عليها، وفقاً لما هو متبع عالمياً في هذا المجال، ومن ثم وضعت خطة مستقبلية لزراعة الخلايا الجذعية، بحيث تجرى زراعة الخلايا الجذعية الذاتية أولاً «وهي مأخوذة من الشخص المريض نفسه»، والحمد لله؛ نجحنا بجهد كل الفريق بكامل أعضائه، واستطعنا أن نجري 38 حالة زراعة خلايا جذعية ذاتية تقريباً منذ 2015. وماذا عن الخطة الثانية للعمل في زراعة الخلايا الجذعية؟ ¶ بعد ترسيخ قدراتنا في التعامل مع زراعة الخلايا الجذعية الذاتية، وضعت الخطة الثانية للعمل على زراعة الخلايا الجذعية غير الذاتية، أي أنها من متبرع، وبجهد الفريق كله، والدعم المتواصل من الدولة ومن الوزارة ومن مسؤولي مؤسسة حمد الطبية، أجريت أول جراحة زراعة خلايا جذعية غير ذاتية في أكتوبر العام الماضي، والمريض، والحمد لله، بخير، وما زال تحت المتابعة. وفي الوقت الحالي نعمل على إجراء الحالة الثانية لزراعة خلايا جذعية غير ذاتية. للعلم، فإنه مع زيادة عدد الزراعات التي نقوم بها تزداد خبرات وقدرات وكفاءة الفريق على إجراء المزيد من الزراعات. حدثنا أيضاً عن الجهد البحثي للقسم. ¶ نحن، والحمد لله، مستمرون بالجهد البحثي والتعليمي بصورة دائمة، ولدينا مختبر يساعدنا على تطوير الأبحاث، وحالياً هناك بحث يجرى للتعرف على الخلايا المناعية ضد بعض الفيروسات وتطويرها في المختبر، بحيث يتم إعطاؤها بعد زراعة الخلايا الجذعية إذا لزم ذلك، ونحن حريصون بصورة مستمرة على تطوير عملية الأبحاث بما يخدم الرعاية الطبية في قطر. وما نسبة النجاح في عمليات زراعة الخلايا الجذعية الذاتية؟ ¶ نسبة نجاح زراعات الخلايا الجذعية الذاتية التي أُجريت حتى يومنا هذا تتجاوز 90 %، وفقط ثلاثة حالات عاودها المرض مجدداً. أما بالنسبة لحالتي الزراعة غير الذاتية، فنحن متفائلون جداً بنتائجها. وماذا عن مستوى التجهيز في وحدة زراعة الخلايا الجذعية؟ ¶ التجهيز تم حسب المواصفات العالمية، ويمكن أن ننافس أفضل المراكز في العالم، ونشهد تعاوناً كبيراً من المسؤولين؛ حيث يمهدوا الطرق دائماً للحصول على الأفضل. هل من أدوية تمت إضافتها مؤخراً؟ ¶ نعم.. الدولة حريصة دائماً على جلب أفضل وأنجع العلاجات في العالم، فكل ما يُطرح في السوق العالمي ونرى فائدة كبيرة لمرضانا منه، يحرص المسؤولون على توفيره. والعلاج الإشعاعي يأتي ضمن العلاجات المتقدمة التي نحتاجها في زراعة الخلايا الجذعية ونقدمها لمرضانا، بحيث يتلقى المريض -إذا لزم ذلك- جرعة إشعاع كامل، ومؤسسة حمد الطبية لم تقصّر أبداً في توفيره. ما أبرز التحديات التي تواجهونها؟ ¶ من أبرز التحديات التي نواجهها في عملنا هي توافر المتبرعين، فعملية تسجيل المتبرعين تواجهها الكثير من المعوقات، ووزارة الصحة ومؤسسة حمد الطبية لهما دور كبير في تذليل هذه المعوقات من خلال طرح أساسيات التسجيل للتبرع بالخلايا الجذعية في قطر، وتوفير المتبرعين المناسبين. هل المتبرعون من داخل قطر فحسب؟ ¶ لا.. لذا حرصنا على توطيد علاقات خارجية للتعاون والمشاركة والمساعدة على حصول متبرع من خارج قطر؛ لأن المتبرع يمكن أن يكون من العائلة أو من خارج العائلة، ومن الأفضل أن يكون المتبرع من العائلة، فإن لم يكن متاحاً تواجهنا بعض التحديات؛ لأن نسبة الحصول على المتبرع المناسب تكون قليلة جداً من الخارج، وذلك لأن المتبرعين من أوروبا ومن أميركا تكون نسبة تطابقهم قليلة. ونحرص من خلال جهودنا في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان على أن نعمل بأن يكون لدينا سجل فريد من نوعه داخل قطر بما يفيد المجتمع، من خلال التعاون الداخلي مع المؤسسات الصحية في قطر وخارجها. وفي هذا الصدد لا بدّ أن نقدم الشكر للهلال الأحمر القطري على ما يبذله من جهود، فأول زراعة غير ذاتية كان بمساعدتهم؛ حيث أحضروا المتبرع بعد التأكد من تطابق الأنسجة بين المتبرع والمريض، وتحمل تكاليف استقدام المتبرع. كلمة أخيرة تتعلق بجهودكم في هذا المجال؟ ¶ لا بدّ أن نقدم الشكر للمسؤولين في دولة قطر، ووزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، على ما قدموه ويقدمونه من جهود من أجل صحة كل من يعيش على أرض قطر الحبيبة، تماشياً مع رؤية قطر 2030. وندعو الله الشفاء لجميع مرضانا، والحياة الصحية لكل من يعيش على هذه الأرض.;
مشاركة :