لاجئ سوري في مخيم الزعتري يصنع نماذج آلية من البقايا المعدنية والأخشاب

  • 3/12/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على رغم أن فرص العمل متاحة للاجئين السوريين في الأردن، بتسهيلات حكومية ودعم دولي، كشرط من الدول المانحة لإنشاء مدن صناعية مؤهلة في المملكة، وفقاً لمؤتمر لندن العام الماضي، إلا أن فرص العمل في هذا البلد الصغير شحيحة أصلاً، كما أن الدول المانحة لا تتوانى عن المماطلة في تقديم مساعداتها الموعودة. وبالإضافة إلى واقع اللجوء المستمر منذ 7 أعوام, جاءت الظروف الاقتصادية الصعبة على مدخرات كثيرين، ما اضطرهم إلى ابتكار مهن منزلية إبداعية، خصوصاً إذا كانوا لا يقوون على مواجهة صعوبة العمل في قطاعي الزراعة والإنشاءات غير المغلقين على العمالة السورية. فقد بات البحث عن بدائل للمهن التقليدية ضرورياً، لا سيما أن العودة ستستغرق وقتاً طويلاً ولا بد من تطوير أفكار وقدرات، واجتراح الحلول. اللاجئ في مخيم الزعتري في محافظة المفرق الأردني (70 كلم شمال شرق العاصمة عمان) إحسان الصقر أبو حمزة، هو أحد المبدعين الذين قادتهم أفكارهم إلى ابتكار مصدر رزق يدر عليه دخلاً وهو في كرفانه، بعد تمكنه من تدوير المخلفات المعدنية والبلاستيكية والخشبية، التي يجمعها من أرجاء المخيم في شكل مجاني، ويحولها إلى مجسمات وأشكال جميلة، تباع بأثمان تعينه على مواجهة صعوبات الحياة في المخيم. ولا تنفك السيارات الشاحنة الصغيرة التي تأتي من خارج المخيم لحساب تجار أردنيين، عن التوقف أمام كرفانه الذي حول جزءاً منه إلى مشغل، لتحميل المجسمات وفلاتر المياه التي ينجزها بمفرده. ولا يعمل مع أبو حمزة في مشغله المتواضع سواه، لأن المكان صغير ولا يتسع لحركة غيره، في الوقت الذي يكون فيه المجسم الذي يصنعه كبيراً بعض الشيء، خصوصاً الآليات مثل الحفارات والجرافات وعربات الحصان وغيرها. ويقول أبو حمزة الذي يعيل أسرة من أربعة أفراد إن الفكرة في تطوير إبداعاته وابتكاراته بدأت، عندما شاهد آلية حفر كبيرة تعمل على النظام الهيدروليكي في أعمال حفر في المخيم، فقرر صناعة مجسم صغير لها يعمل بالطريقة التي تعمل بها هذه الآلية الكبيرة، مشيراً أن القيام بتنفيذ هذه الأفكار، بالإضافة إلى أنها مصدر رزق وهوايته، هي نوع من التخفيف من الهموم والحزن لديه على فراق بلاده وأقاربه، وتحد للمعاناة التي يعيشها. وأبو حمزة لم يكمل دراسته المهنية التي كان ينتظم بها في درعا قبل اللجوء إلى الأردن، لكنه يقول إن الأفكار والابتكارات تتوالد من رحم المعاناة، لافتاً إلى ضنك الحياة في مخيم الزعتري. ويضيف أنه وعلى رغم الصعوبات التي تواجهه في عدم توفر العديد من الأدوات اللازمة في عمله، إلا أنه مصمم دائماً على تقديم أفكار جديدة تخدم عمله، وتساهم في إنجازه بالسرعة الممكنة والحرفية المطلوبة. ويؤكد أبو حمزة أنه استطاع صناعة مجسمات صغيرة لسيارات وآليات من مواد بسيطة، هي بقايا أخشاب وقطع معدنية ملقاه في أرجاء المخيم. ويشير إلى أنه تمكن من صنع آليات ثقيلة وسيارات تعمل بالطريقة التي تعمل فيها السيارات والآليات بمعدات وإمكانات بسيطة. ويقول إن إبداعاته لم تقتصر على صناعة المجسمات، بل أيضاً على تطوير وإعادة إصلاح فلاتر المياه في الكرفانات، ما يؤمن مياه شرب نقية ومضمونة. وأنشأت السلطات الأردنية مخيم الزعتري الذي يقيم فيه حوالى 75 ألف لاجئ سوري، فوق أرض صحراوية تبعد حوالى 10 كلم عن نقطة إلتقاء الحدود السورية الأردنية في نهاية تموز (يوليو) عام 2012، لاستيعاب آلاف الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم. وتتولى إدارة المخيم كل من «الهيئة الخيرية الهاشمية» بدعم من منظمات الإغاثة المحلية والدولية، وفي طليعتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ومنذ إنشائه ظلت مساحة المخيم تتسع باطراد، حتى أصبح أشبه ما يكون بمدينة مترامية الأطراف تعد رابع أكبر تجمع سكاني في الأردن، وذلك على شكل حارات منتظمة أقامتها وكالات الإغاثة العالمية، ولا يزال مستقبل سكانها مجهولاً بعد سبع سنوات من الحياة الموقتة.

مشاركة :