الربع الخالي: كنوز أثرية تستقطب مشاريع استثمارية وسياحة واعدة

  • 3/12/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا تخلو ثاني أكبر صحراء في العالم، وتحتل الثلث الجنوبي الشرقي من الجزيرة العربية، وهي أكبر صحراء في المملكة، من مشاريع الاستثمار المتنوعة، إذ تعد إحدى أهم الوجهات السياحية لزوار السعودية من الخارج، لكونها تمتلك كنوزاً لم يتم الكشف عنها حتى الآن. وبما أن المملكة أطلقت عنان التجربة في الاستثمار السياحي؛ فإن الربع الخالي إحدى أهم المناطق المستهدفة سياحياً، ولا سيما في ظل ما يمتلكه سكان هذه الصحراء من تطلعات وآمال، كونهم لم يستسلموا لنقص بعض الخدمات عنها، وبالتالي يرون أن تنظيم الفعاليات والبرامج واستمرارها سيجعل بوصلة الاستثمار تميل إليهم مع مرور الوقت، وبالتالي بدؤوا برامج سباق الهجن وسباق السيارات والاستعراض. وقال سليمان مسعد رميدان الصيعري: «إن من أبرز المقومات في المنطقة سباقات الهجن، إذ بدأنا في ذلك منذ وقت مبكر ووجدنا دعماً كبيراً من كل من إمارة منطقة نجران، ومحافظة شرورة، ومجلس الفروسية في نجران، والاتحاد السعودي للهجن»، لافتاً إلى أن الاهتمام الإعلامي في الربع الخالي «محدود، لكننا على ثقة بأن برامجنا وفعالياتنا ستصل إلى القطاعات كافة، ليتم توجيه الاستثمار إلى محافظات ومراكز الربع الخالي، لما تمتلكه هذه الصحراء من كنوز سياحية واقتصادية وتاريخية وثقافية». وتعد الربع الخالي من أهم الصحاري في المملكة، ويقع الجزء الأعظم منها داخل الأراضي السعودية. وتفوق مساحتها 600 ألف كيلومتر مربع، فتمتد ألف كيلومتر طولاً، و500 كيلومتر عرضاً. وترتفع فيها كثبان رملية 300 متر وتتحرك باستمرار جاعلة الربع الخالي منعدم المعالم الثابتة. وتشتهر عمق الصحراء بعدد من المعالم التاريخية والطبيعية من شرورة حتى نجران، ومن نجران حتى يدمة إلى وادي الدواسر إلى بيشة، وهو امتداد كبير لصحراء لم يتم اكتشاف 20 في المئة مما تمتلكه من مقومات طبيعية هائلة، وتقع على بحر من الماء الذي قامت أخيراً فيه وزارة البيئة والمياه والزراعة باستثمار مياه الخور، وتحويلها إلى مياه محلاة تسقي عدداً من المدن على أطراف هذه الصحراء. وأشار الباحث المصور سياف الشهراني إلى أن صحراء الربع الخالي أحد أهم المقومات الطبيعية التي تجذب الزوار والباحثين والإعلاميين، مبيناً أنه في كل يوم يستطيع أن يجمع عدداً من الصور المبهرة والتي يشارك بها من خلال المسابقات المحلية والعالمية، معتبراً كثبان الربع الخالي «أحد أجمل المشاهد التي تحقق مادة إعلامية هائلة في جميع الأقسام الإعلامية بما في ذلك الأفلام». ويجسد مشروع حقل شيبة، وهو واحد من أكبر المشاريع الفريدة من نوعها، واقعاً على رمال صحراء الربع الخالي؛ فالمنطقة صعبة المِراس إذ تعزلها كثبانها الرملية الشاهقة عن العالم، وتقل فيها فرص الحياة، بل تكاد تكون معدومة، إلا أن الحقل بدد تلك النظرة، وأوجد انسجاماً رائعاً بين تناقض بساطة البداوة وطبيعة الصحراء؛ وبين زخم التقدُّم الصناعي والتقني المعقَّد راسماً بذلك لوحة جميلة مشرقة تستحق أن تخلّد سيرتها. ولا تتوقف الرؤية عند مدّ البصر في حقل الشيبة، بل تمتد متوازية مع الطموحات المشروعة لاقتصاد بلد ينطلق الآن إلى آفاقه المستقبلية محملاً بأهداف «رؤية 2030» التي ستنقله إلى اقتصاد مستدام ومتنوع، وعملت «أرامكو السعودية» بكل ما أوتيت من ثقة ودعم، وبما تفخر به من قدراتٍ موظفيها على إطلاق برنامجٍ يهدف على المدى البعيد لجعل المملكة قادرة وبمرونة على مواجهة تحديات الطاقة في المستقبل على الصعيدين الوطني والعالمي، وعلى الوفاء بالتزاماتها تجاه عملائها وعلى إيجاد مزيدٍ من القيمة مقارنة بأي وقتٍ مضى.   قرية الفاو تجتذب السياح والمهتمين بالتاريخ والآثار تقع أطلال قرية الفاو الأثرية في جنوب المملكة، وتحديداً على أطراف الربع الخالي، مبتعدة 700 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من العاصمة الرياض، و100 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من محافظة السليل، و150 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من وادي الدواسر، و280 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة نجران. ويُنتظر أن تتحول القرية إلى مكان جاذب للسياح والمهتمين بالتاريخ والآثار في المملكة، بعد أن بدأت جامعة الملك سعود مشروع تأهيل موقع الفاو الأثري، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في مذكرة التفاهم التي وقت بين الجامعة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، في إطار اهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالآثار وتنميتها وترويجها والمحافظة عليها وإتاحتها للزوار. وبدأ الاهتمام في القرية بوصفها موقعاً أثرياً في الأربعينات، حينما أشار إليها موظفون في «أرامكو»، وفي العام 1372هـ (1952) زارها كل من جون فيلبي، وجاك ريكمانز، وكونزاك ريكمانز، وفيليب ليبنز، وفي 1389هـ (1969) زارها ألبرت جام موفداً من وكالة الآثار والمتاحف في وزارة المعارف آنذاك، لدرس مجموعة من كتاباتها المنتشرة على سفح جبل طويق المطل على قرية الفاو من ناحية الشرق. وفي 1387 (1967) قام فريق بحثي من جامعة الملك سعود ممثلا في جمعية التاريخ والآثار في قسم التاريخ بزيارة القرية بدرس الموقع علمياً وتحديد المنطقة الثرية، ثم بدأت أعمال التنقيب في موقع القرية منذ العام 1392هـ (1972) لثلاثة مواسم، وبعد إنشاء قسم الآثار والمتاحف في الجامعة في العام 1398هـ (1978)، انتقل نشاط التنقيب إليها، واستمر إلى 1423هـ (2002)، في حين كانت عمليات التنقيب في القرية منذ بدايتها حتى العام 1415هـ (1995)، برئاسة الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري.

مشاركة :