لندن - قالت صحيفة "فايننشال تايمز" الاثنين إن طرح أسهم في شركة "أرامكو" السعودية للاكتتاب العام هذه السنة كما كان مقررا في السابق أمر مستبعد، مرجحة أن يتم تأجيل هذا الطرح التاريخي لعملاقة النفط حتى 2019. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بريطانيين أنهم ابلغوا من قبل مسؤولين سعوديين بإمكانية التأجيل حتى بداية العام المقبل على أقل تقدير بينما تستمر عملية تقييم الشركة الأكبر في العالم. وذكر هؤلاء أن القيمة التي يجري التدقيق فيها حاليا ومحاولة تثبيتها هي ألفي مليار دولار، وكان حددها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيرين إلى أن لبورصة لندن فرصة في الحصول على الاكتتاب الذي تحاول استقطابه كبرى بورصات العالم. من جهتها، قالت "أرامكو" في رد مكتوب على أسئلة فرانس برس إنها "تواصل التدقيق في الخيارات حيال دخولها إلى البورصة". وفي مسعى لمواجهة تراجع أسعار النفط، تنوي المملكة الغنية التنازل عن أقل من خمسة بالمئة من حصصها في "أرامكو"و عبر إدراجها في البورصة، في إطار خطة لإعادة هيكلة الاقتصاد الذي يعتمد على النفط بشكل كبير. وكانت حددت النصف الثاني من 2018 موعدا لهذا الطرح. ومن المقرر أن تؤدي عملية طرح الأسهم التي ستكون الأكبر في التاريخ، إلى عائدات ضخمة يمكن أن تصل إلى مئة مليار دولار للسعودية التي تعاني من صعوبات اقتصادية نتيجة تراجع أسعار النفط منذ 2014. وقال معهد "كابيتال ايكونوميكس" المالي تعليقا على إمكانية التأجيل أن هذه الخطوة "لا تنم عن مفاجئة كبرى إذا ما نظرنا إلى التعقيدات المحيطة بالعملية"، معتبرا أن هذا الأمر قد يساعد أيضا على تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط بين الدول المصدرة. وتتنافس بورصة نيويورك (الولايات المتحدة)، وبورصة ناسداك (الولايات المتحدة)، بورصة لندن (بريطانيا)، بورصة طوكيو (اليابان)، بورصة هونغ كونغ (الصين) ، بورصة تورنتو (كندا)، وبورصة سنغافورة، على حصة من طرح "أرامكو" بعد أن أعلن مسؤولون حكوميون استهدافهم طرح جزء من أسهم الشركة في البورصة المحلية، إضافة إلى بورصات عالمية أخرى. و "أرامكو السعودية" هي أكبر شركة نفط في العالم، تنتج برميلاً من كل 8 براميل نفط في العالم، وتسهم بـ12.5 بالمائة من إنتاج النفط العالمي، بحسب تقرير الشركة السنوي لعام 2015، ولديها 261.1 مليار برميل نفط من الاحتياطي المؤكد.
مشاركة :