آل طالب يرعى الندوة الدولية في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد

  • 3/12/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رعى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب، في إطار الزيارة الحالية التي يقوم بها إلى جمهورية باكستان الإسلامية؛ أعمال الندوة العلمية الكبرى التي عقدتها الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بعنوان "الوسطية في القرآن والسنة وتطبيقاتها في المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية". وشارك سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان نواف بن سعيد المالكي في الندوة التي نظمتها الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ممثلة بمعهد إقبال الدولي للحوار والبحوث، ومجمع البحوث الإسلامية، وأكاديمية الدعوة تحت إشراف راعي الجامعة الأستاذ الدكتور معصوم ياسين زئي، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش في قاعة "قائد أعظم" بمقر الجامعة في مبنى مسجد الملك فيصل. كما شاركت كوكبة من العلماء والوجهاء، وقادة الجمعيات الدينية، وسفراء الدول الإسلامية والعربية، وأعضاء مجلس الشيوخ والبرلمان، ورجال الدولة، وأرباب اللغة والإعلام، وذوي الاختصاص والريادة، وأساتذة الجامعة، وطلابها وطالباتها، وكافة منسوبيها. وقال رئيس الجامعة الإسلامية العالمية الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش: الجامعة الإسلامية بإسلام آباد التي تحتضن أكثر من 30 ألف طالب وطالبة من 50 جنسية في تسع كليات، تقدم أكثر من 140 برنامجًا في تخصصات شرعية وعلمية وتقنية مختلفة، وتعتمد الوسطية والاعتدال والبعد عن التشدد والغلو منهجًا لها في برامجها المتنوعة للمساهمة في إيضاح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف. وأضاف: دور المملكة العربية السعودية في تطبيق الوسطية ينبع من كونها تأخذ بمبدأ الوسطية والاعتدال والتيسير ورفع الحرج وتطبيقه قولاً وعملاً ومعتقداً؛ امتثالاً لما ورد في الكتاب والسنة والذي تنتهجه المملكة كمبدأ شرعي تسير عليه منذ تأسيسها. وأكد قدرة المملكة العربية السعودية وولاة أمرها على إدارة شؤون الحرمين بكفاءة واقتدار في كل المجالات الريادية والعلمية والإدارية والفنية. وأردف: للمملكة حق السيادة كاملة على الحرمين الشريفين ولا يسمح لأي أحد مهما كان من الداخل أو الخارج المساس بهما أو بأمنهما أو الدعوة إلى تدويلهما أو نحو هذا .. فكل هذه الدعوات دعوات باطلة ساقطة لا تستند على شرع ولا عقل ولا واقع، ونحن هنا في هذه الجامعة المباركة. من جانبه أشاد رئيس جمعية مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي بجهود الجامعة الإسلامية العالمية في نشر منهج الوسطية، معبراً عن مشاعره الجياشة تجاه بلاد الحرمين الشريفين. وقال: المملكة العربية السعودية تعتبر محور الأمة الإسلامية، واستقرارها مهم لجميع المسلمين، مشيداً بدور القوات المسلحة السعودية في الدفاع عن أرض الحرمين الشريفين والتضحية عنها بدمائهم. من جانبه قال "آل طالب": أشعر بالسعادة لوجودي في هذا الصرح العلمي الشامخ الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد؛ حيث أسست بهدف الوحدة والاتفاق والاتحاد وجمع كلمة المسلمين على التقوى؛ فجزى الله من أسَّسها خيراً، وبارك فيمن يعمل لنجاح الجامعة. وأضاف: مصطلح الوسطية من المصطلحات المحببة إلى كل الناس، حتى إن من يخوض في التشدد ينسب نفسه كذلك إلى الوسطية، فلا بد من تحديد هذا الضابط، والضابط هو أن الإسلام هو الوسط، وأن الله جعل لنا منهجاً وسطاً؛ حيث قال تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطًا"، وهذا الجعل تقديري وشرعي، أما من الناحية التقديرية فإن الله أراد لهذه الأمة أن تكون على منهج وسط، وليس معنى الوسطية أن أحكامها تدور بين الحق والباطل والعدل والظلم، إنما هي عدل محض وحق محض، وأما من الناحية الشرعية فالله عز وجل يطلب منا أن نكون على الوسطية. وأردف: دولة باكستان قوة لكل المسلمين، ورجالات باكستان من الأطباء والمعلمين والعلماء والجيش، وغيرهم من الذين يعملون لتقدم المجتمعات الإسلامية في العالم الإسلامي.. ولهم جهود مباركة في خدمة الإسلام والمسلمين.. وباكستان الدولة الوحيدة الحاملة على القنبلة النووية، ونحن نحس بهذه العلاقات التي تربط بين العالم الإسلامي والعربي وبين باكستان أخوة التلاحم والمحبة والألفة والاحترام المتبادل. وحثّ "آل طالب" الطلاب والطالبات على الجد والاجتهاد؛ لأن أمتهم بحاجة ماسة إليهم، ولعل الله يكتب على أيديكم الخير والفلاح والحفاظ على أمن باكستان. هذا وقد عبّر العلماء والسفراء والدبلوماسيون والضيوف خلال مشاركاتهم في الندوة عن تقديرهم لـ"آل طالب". وهدفت الندوة، بحسب البيان الصحفي الصادر عن الجامعة الإسلامية العالمية، إلى تحديد مفهوم الوسطية في ضوء نصوص الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة؛ ليكون منهجاً منضبطاً بعيداً عن الغلو والتطرف والإفراط والتفريط وإبراز جهود المملكة العربية السعودية من خلال مؤسساتها الدعوية والتعليمية، ودور علمائها في ترسيخ المنهج الوسطي المبني على الكتاب والسنة، وفهم سلف الأمة، ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب والإفساد وتحقيق الأمن المجتمعي. وركزت الندوة كذلك على إبراز جهود جمهورية باكستان الإسلامية من خلال علمائها ومؤسساتها العلمية، ولاسيما الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، ونشر المنهج الوسطي المعتدل، ومحاربة الفكر المتطرف والإرهاب والإفساد وتحقيق الأمن المجتمعي الإسهام في نشر المنهج الوسطي وترسيخه في أذهان الشباب والشابات وبيان دور الجامعة الإسلامية العالمية في نشر الفكر الوسطي المعتدل ومحاربة الفكر المتطرف والإرهاب والإفساد من خلال ما تقدمه من برامج وفعاليات متنوعة ومناشط غير صفّيّة. وبعد تقديم البحوث وأوراق العمل، خرجت الندوة بجملة من التوصيات المهمة المتمثلة في تقديم الشكر والعرفان لجمهورية باكستان الإسلامية حكومة وشعبًا على رعايتها للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ونصرتها للقضايا الإسلامية والعربية، وجهودها المستمرة في مكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة الحوار وترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع. وتم توجيه الشكر والتقدير والعرفان للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على اهتمامها ومتابعتها للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ورعايتها لها؛ حيث نمت هذه الجامعة كمّاً وكيفاً وتطورت تطوراً علمياً وأكاديمياً وبحثياً وخدماتياً وعمرانياً وإنشائياً بجهود متواصلة من المملكة؛ حيث تمثل رمزاً للعلاقات الأخوية الودية التاريخية بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية. وثمن المشاركون في الندوة دور المملكة العربية السعودية في توحيد الأمة، وأن قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يبذل جهودًا عظيمة لإيجاد روح الأخوة والتآلف والتآزر بين المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، وله دور ريادي قيادي في رفع شمل الأمة الإسلامية وجمع كلمتها وتوحيد رايتها ونشر الفكر الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال، وإتاحته الفرصة لجمهورية باكستان الإسلامية بصفة خاصة في الاستفادة والإفادة والاستزادة من أئمة الحرمين الشريفين؛ نظرًا لما يحظون به من مكانة خاصة في قلب كل باكستاني. وحذر المشاركون في الندوة من التدخل في شؤون الدول الإسلامية، وبث القلاقل والفرقة والتعصب بين الشعوب الإسلامية، ويشددون على ضرورة التصدي للإرهاب والطائفية والإقليمية والتطرف والغلو والتشدد، ويؤكدون على نشر منهج الاعتدال والوسطية كما جاءت في الكتاب والسنة. وأكد المشاركون رفضهم القاطع لأي مجادلة للتقليل من دور قيادة المملكة العربية السعودية في رعاية وخدمة الحرمين الشريفين، واستنكروا بشدة ما يتداوله البعض أفرادًا أو جهات أو دولًا حول ما يتعلق بتدويل الحرمين الشريفين، مشددين على أن خدمة الحرمين الشريفين وكل حاج ومعتمر وزائر ووافد ومقيم فيهما هو حق سيادي للمملكة ولا يقبل المساس به. وأكد المشاركون أن جمهورية باكستان الإسلامية دائمًا تؤيد وتقف مع المملكة العربية السعودية وتشيد بدور المملكة في نشر الوسطية والاعتدال في المجتمعات الإسلامية ومكافحة الإرهاب من خلال إنشاء تحالف إسلامي. وقدر المشاركون جهود الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد في نشر الوسطية والاعتدال من خلال مناهجها الدراسية، وإقامة الندوات والمؤتمرات حول هذا الموضوع، ومن خلال مؤلفات رئيسها الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش الذي منحه الرئيس الباكستاني ممنون حسين وسامَ التميز نظير جهوده العلمية في مجال التأليف والبحث، ولاسيما في الفقه المقارن، وكذا دراساته وأبحاثه المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف والدعوة إلى التوسط والاعتدال. وأكد المشاركون أن الخطاب الوسطي هو ما تتميز به الدعوة الإسلامية والرسالة المحمدية، وهو السياج المنيع الذي يصان به المجتمع من جميع الانحرافات العقدية والمنهجية والأخلاقية والاجتماعية، وقالوا: لا بد للأمة الإسلامية والقائمين بشؤونها والمهتمين بقضاياها أن يحققوا ويجسدوا هذا الخطاب في مناهجهم الدعوية والتعليمية، والتوعوية والإرشادية، والتربوية والإصلاحية، حتى ترفُل الأمة الإسلامية في ثوب العز والكرامة والتمكين، ويعود لها مجدها التليد المفقود. ونبه المشاركون إلى أن الأمة الإسلامية مستهدفة من الأعداء والإرهابيين، ومن أعمالهم إسقاط مرجعيات الأمة الإسلامية والاقتداء بمن ليس له خلفية علمية شرعية في الدين الإسلامي. وناشدوا العلماء والدعاة والمفكرين بتكثيف جهودهم لمواجهة دعوات التطرف والإرهاب التي تنشر سمومها مستغلة التقصير في بيان الموقف الشرعي من بعض القضايا الجدلية التي وظَّفها الطرف الآخر لخدمة أهدافه، ونظرًا لأهمية موضوع الندوة وحاجة المسلمين ولمساسها بحياتهم المعاصرة. وأوصى المشاركون بأن يُعقد مؤتمرٌ دولي تحت هذا العنوان تنظمه الجامعة الإسلامية العالمية في رحابها أو بالتعاون مع إحدى الجامعات أو المؤسسات العلمية المحلية أو الإقليمية أو العربية الإسلامية أو العالمية. جدير بالذكر أن رعاية الشيخ "آل طالب" للندوة في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، تأتي ضمن جدول أعمال زيارته الحالية لجمهورية باكستان الإسلامية، والذي شمل لقاء كبار القيادات السياسية والإسلامية وزيارة عدد من الجامعات والجمعيات الإسلامية، إضافة إلى إلقاء عدد من المحاضرات والندوات وإمامة المصلين في عدد من الجوامع الكبيرة في مدينتي إسلام آباد ولاهور.

مشاركة :