يؤدي الوالدان دوراً أساسياً في مساعدة أولادهما على تعلّم الكلام. فيما يلي نصائح الخبراء لمرافقة الطفل بأفضل طريقة في مختلف المراحل العمرية. ما هي المواقف والتصرّفات التي يجب اعتمادها وسط جو من العطف والرعاية؟ 1 تواصلي معه منذ ولادته يجب أن تتكلمي مع طفلك حتى لو كان لا يتكلم! استغلّي مواقف من الحياة اليومية لتطبيق هذه القاعدة، مثل فترة تغيير الحفاض والاستحمام ووجبات الطعام والنزهات. أخبري طفلك بما تفعلينه، أو علّقي على تصرفاته عبر تسمية الأغراض المحيطة به. كذلك احرصي دوماً على وضع نفسك بمستواه وعلى جذب نظره إليك. توضح اختصاصية النطق فرانسواز غارسيا: “اللغة وحدها لن تكون مفيدة. التواصل هو الأهم». تتعدد الوسائل التي تسهم في تطوير التفاعلات بين الجهتين، من بينها الابتسامة والعناق وحركات التدليك. 2 غِّني له لتشجيع الصغار على التكلم، لا شيء أفضل من الأغاني! تساعد الأغاني القصيرة والبسيطة والإيقاعية الطفل في المقام الأول على فهم طبيعة الأصوات والمقاطع الصوتية التي تتشكل منها الكلمات، ما يعني تحسين طريقة اللفظ أيضاً. بفضل الأغاني، سيتعرّف الطفل تدريجاً إلى البنية النحوية للغة وسيكتسب مفردات جديدة تزامناً مع تشغيل ذاكرته بطريقة مُسلّية للغاية! ألا تحبين الموسيقى؟ اختاري بعض أغاني الأطفال واحرصي على تنويع نبرة صوتك قدر الإمكان. لا تترددي في دمج الحركات مع الكلمات وأشركي الطفل في ما تفعلينه. حين يقلّدك، سيُحسّن مستوى تنسيق حركاته وسيكتشف جسمه. 3 استعملي كلمات مفهومة قد تقومين بهذه الخطوة بشكل تلقائي، لكنك لن تُشجّعي طفلك على إحراز التقدم عبر تبسيط الكلمات أو استعمال المحاكاة الصوتية! للتلفظ بأية كلمة مفهومة، يحتاج الطفل إلى سماع النموذج الصحيح. لذا استعملي كلمات صحيحة لكن بنبرة بطيئة وموسيقية كي يفهم الطفل ما تقولينه بسهولة. في عمر السنتين، يمكنك أن تستعملي لغة أكثر تطوراً. 4 العبي معه تشدّد اختصاصية النطق فرانسواز غارسيا على اعتبار المتعة المشتركة أول محرك لتعلم اللغة. استمتعي مع طفلك إذاً! كي يحفظ الطفل كلمات جديدة، يمكنك أن تشاركيه لعبة الدومينو أو أي نشاطات أخرى لتشغيل الذاكرة. إنها فرصة مناسبة أيضاً كي يتعلّم العدّ وينتظر دوره ويحترم القواعد. بين عمر الثالثة والرابعة، ركّبي معه قطعاً خشبية أو الليغو. من خلال التلاعب بأغراض محسوسة، سيسهل عليه لاحقاً أن يستوعب الطابع التجريدي للتفكير واللغة. اقترحي عليه أن يشارك في لعبة تحضير الطعام أو بيع المنتجات في السوق. تبقى الألعاب المبنية على التقليد مثالية لاستعمال الكلمات وإعطاء معنى لمشاهد من الحياة اليومية. 5 ركّزي على تنشئته اجتماعياً في مرحلة معيّنة، لن يحتاج طفلك إلى التعبير عن تعبه لأنك ستتعرفين بسهولة إلى مؤشرات التعب: قد يتثاءب ويفرك عينيه ويحكّ أذنه. لكن لإحراز تقدم حقيقي على مستوى تعلّم اللغة، يجب أن يعتاد على التعبير عن أحاسيسه. لذا حاولي ألا تحصريه في محيطه العائلي. بدءاً من عمر السنتين، يجب أن يحتكّ بأطفال آخرين دوماً كي يتعلم مبادئ التواصل. حين يسمع الأطفال الآخرين وهم يتكلمون، سيرغب في تقليدهم. لا مشكلة إذا كان لا يقصد الحضانة. يكفي أن تصطحبيه باستمرار إلى حديقة للأولاد أو أن يزور أنسباءه... تتعدد المناسبات التي تسمح له بإقامة علاقات اجتماعية. 6 اجعليه يعتاد جو الصمت لا يمكن أن تشغّلي الراديو لطفلك على مر اليوم! وسط الضجة الفائقة، سيجد صعوبة في عزل الأصوات وتكرارها. لا تخافي من الصمت، فهو ليس مرادفاً للملل بل إنه يقدّم مساحة حقيقية للتفكير. لن يتمكن طفلك من سماع زقزقة العصافير أو صوت الباب مثلاً إلا في لحظات الصمت...سيتمكن حينها من سماع كل ما يحصل من حوله. منعاً لكبح نموه، تجنّبي أيضاً تعريضه للشاشات قبل عمر الثالثة، سواء كانت حواسيب عادية أو لوحية أو هواتف ذكية أو حتى التلفزيون. إزاء الشاشات، يصبح الطفل جامداً بالكامل. لكن كي يبني نفسه، سيحتاج في السنوات الأولى من حياته إلى تشغيل حواسه الخمس، ما يعني أن يراقب ويشمّ ويلمس الأغراض ويتفاعل مع الراشدين من حوله. في مرحلة لاحقة، يمكنك أن تتساهلي معه قليلاً في هذا الموضوع بشرط أن ترسمي له الحدود، وإلا قد تتأثر قدرته على التركيز والإبداع بسرعة. نصيحة: لا تشغّلي التلفزيون أثناء الأكل، فوجبات الطعام تشكِّل اللحظات الوحيدة التي تضمن التواصل بين أفراد العائلة خلال اليوم. 7 أخبريه القصص هل يمضي طفلك وقته وهو يعبث في الأدراج، أو يقتلع النباتات الخضراء، أو يُدخل أصابعه في كل مكان؟ هذا الوضع إيجابي كونه يشير إلى أنه شخص فضولي! كي يدرك الطفل طبيعة العالم من حوله، اجعليه يحتكّ بالكتب. ابدئي بالكتب المصوّرة التي تسمح له بالربط بين الكلمات والأغراض اليومية من جهة واكتشاف عوالم جديدة مثل المزرعة وحديقة الحيوانات من جهة أخرى. حين يشعر بالملل، انتقلي إلى القصص. إنها ركائز قيّمة لمساعدته في تنظيم أفكاره وتطوير مخيلته والاستمتاع بالقراءة. 8 شجّعيه طوال الوقت لم يعد طفلك يكتفي بالجمع بين مصطلحَين، بل بدأ يركّب عبارات حقيقية. هنّئيه على ذلك! أخبريه بأنك فخورة به! من خلال ردود فعلك التي تعبّر عن دهشتك وابتساماتك وكلماتك الإيجابية، ستشجّعينه على متابعة اكتساب المعارف. عندما تثبتين له أنك تثقين فيه، سيرغب في تجاوز حدود قدراته. لكن لا تبالغي في تقييم أدائه! إذا ارتكب بعض الأخطاء الصغيرة في تركيب الجُمَل أو استعمل بعض الصِيَغ بطريقة شائبة، أعيدي صياغة العبارة عبر استعمال الكلمة أو الجملة الصحيحة من دون أن تُضخّمي الموضوع. يكفي أن تتفوّهي بملاحظة تُشعره بالإهانة أو الذنب كي تكبحي مساره. لذا تعاملي معه دوماً بحذر وعطف.
مشاركة :