لا يبدو أن هزائم داعش الساحقة في أرض خلافته المزعومة بسوريا والعراق قد أدت إلى تراجع آلة الجذب والتجنيد الإلكتروني الخاصة بالتنظيم الإرهابي، والموجهة رأسًا وبشكل أساسي إلى المراهقين والشباب في أوروبا والغرب. وأطلق مكتب مكافحة الجرائم الجنائية الألماني تحذيرًا جديدًا شديد اللهجة من تصاعد خطر التجنيد الإلكتروني في البلاد. وقال إن وسائل الجذب، عبر فيس بوك وتويتر وتلجرام وسناب شات وما شابه من نوافذ التواصل الاجتماعي، صارت أكثر احترافية من جانب الدواعش، فيما أنها تعمل على استقطاب فئات مجتمعية بعينها، وبخاصة بين المهاجرين واللاجئين، والمتحولين حديثًا إلى الإسلام، وقبل هذا وذاك، المراهقين والشباب صغار السن. وترجح الحكومة الاتحادية في برلين سفر قرابة الألف شخص من مواطنيها، رجالًا ونساءً، إلى سوريا والعراق، منذ العام 2012 للانضمام لداعش وغيره من التنظيمات الظلامية، فيما قتل منهم نحو 150، وعاد أكثر من ثلثهم إلى البلاد؛ حيث يخضعون لمراقبة صارمة. في حين أن الباقين إما معتقلين بسجون العراق وسوريا، أو لا يزالون فارين ضمن حركة الإرهاب العابر للحدود. ووفق قواعد بيانات وزارة الداخلية الألمانية، فإن غالبية المنخرطين في صفوف داعش ممن سافروا إلى الشرق الأوسط، أو كانوا انضموا تحت أولية الخلايا المستترة، والذئاب المنفردة التي نشطت في البلاد الأعوام الثلاثة الماضية، قد تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الإلكتروني.
مشاركة :