لا يبدو البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي نادما على اعتماد أسلوبه المتحفظ، لكنه قد يضطر إلى المجازفة بعض الشيء اليوم لدى استضافة إشبيلية الإسباني في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الذي يشهد مواجهة أخرى ساخنة بين روما الإيطالي مع شاختار دونيتسك الأوكراني.على ملعبه أولد ترافورد يتطلع مانشستر يونايتد إلى حجز بطاقة التأهل إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ عام 2014، بعد أن عاد من إشبيلية بالتعادل السلبي ذهابا في مباراة كان بطلها حارس يونايتد، الإسباني ديفيد دي خيا، الذي أنقذ فريقه بتصديه لأكثر من كرة خطرة كان يمكن أن تعقد الموقف على مورينيو ولاعبيه إيابا.وستكون الفرصة سانحة للاعبي مانشستر اليوم، لكن لعبة الأهداف التي تسجل خارج القواعد تبقى الأهم في الأدوار الإقصائية في حال التعادل أو تبادل الفوز. ويترقب مورينيو الحالة البدنية للاعبه الفرنسي بول بوغبا قبل اختيار تشكيلته لمباراة إشبيلية.وغاب بوغبا عن مباراة الذهاب في إسبانيا كما غاب عن مباراة الفريق التي تغلب فيها على ليفربول 2 - 1 في الدوري الإنجليزي السبت، بسبب الإصابة مما يعني أن نيمانيا ماتيتش وسكوت مكتوميناي قد يحتفظان بمكانيهما في خط وسط الفريق. ويأمل مورينيو أن يجد استفسار لمشكلة إصابة بول بوغبا، الذي تعاقد النادي معه في 2016 مقبل 89 مليون جنيه إسترليني (123 مليون دولار) لأنه يريد الاستعانة به في هذه المباراة الحاسمة. ويعاني بوغبا، 24 عاما، من إصابة بكدمة تعرض لها في تدريبات الفريق يوم الجمعة الماضي وغيابه اليوم سيكون ضربة لفريق المدرب مورينيو. وخلال 52 مباراة خاضها مع الفريق، سجل بوغبا ثمانية أهداف وصنع 13 هدفا لزملائه. ولكن انزعاج مورينيو من غياب اللاعب لا يصل لحد الخوف خاصة أن الفريق تعادل سلبيا مع إشبيلية ذهابا في غياب بوغبا أيضا. وحول ذلك علق فرانك لامبارد مهاجم تشيلسي السابق، والذي لعب تحت قيادة مورينيو، إنه يشعر بأن إصابة بوغبا ساعدت مورينيو على إيجاد أفضل خط وسط له. وأوضح: «نجح مورينيو في التوصل لأفضل توازن في الفريق بأكمله. يعرف اللاعبون مهامهم بدون كرة، وهذا هو ما يريده مورينيو من لاعبيه. ماتيتش ومكتوميناي تحليا بالالتزام في وسط الملعب». وأبدى مورينيو إعجابه بأداء مكتوميناي في لقاء ليفربول رغم انزعاج بعض جماهير الفريق من اللاعب الذي يفضل لعب التمريرات البسيطة دون إبداء أي مظاهر للفنيات أو البراعة. وصرح مورينيو، إلى المراسلين، قائلا: «انزعجت من رد فعل الجماهير تجاه مكتوميناي. إنه صبي في العشرين من عمره اتخذ كل القرارات الصحيحة».ويقدم مانشستر يونايتد موسما جيدا من حيث النتائج، إلا أنه يتعرض لانتقادات كثيرة بسبب الأداء غير المقنع والأسلوب الدفاعي الذي يتبعه مورينيو، وبان ذلك واضحا في مباراة «ديربي» إنجلترا السبت ضد ليفربول التي حسمها يونايتد 2-1 على ملعبه، على رغم أن نسبة سيطرة الضيوف على الكرة وصلت إلى 70 في المائة.وأكد مورينيو بعد المباراة أنه لا يكترث للانتقادات بسبب أدائه الدفاعي، قائلا: «إذا كان الناس لا يعتقدون بأننا نستحق ذلك، فانا لا اهتم». وأضاف: «أنا متعب قليلا، لدينا مباراة بدوري الأبطال. لا أهتم بما يقوله الناس، اللاعبون سعداء، أنا سعيد، كنا الأفضل حتى في الكرات الثابتة والركنيات والحالات الخطيرة، وأعتقد أننا كنا نستحق الفوز».وتبدو الانتقادات للأسلوب الدفاعي ليونايتد، تحت الضوء أكثر إذا ما تمت مقارنته بغريمه مانشستر سيتي بقيادة الإسباني جوسيب غوارديولا الذي يعتمد أسلوب لعب سريعا يقوم على التمريرات القصيرة. وكان هذا الأسلوب وصفة ناجحة لسيتي الذي يتصدر ترتيب الدوري الإنجليزي بفارق مريح عن يونايتد الثاني، وبلغ أيضا ربع نهائي دوري الأبطال.ومع استمرار مشاركته في دوري الأبطال، ينافس يونايتد أيضا في كأس إنجلترا إذ يستضيف برايتون في ربع النهائي السبت المقبل.وأعطى الفوز على ليفربول بهدفين لماركوس راشفورد دفعة معنوية لمانشستر في مواجهة اشبيلية، لا سيما أن أداء «الشياطين الحمر» ذهابا على ملعب «سانشيز بيزخوان» لقي انتقادات أيضا، وأشارت صحيفة «ماركا» الإسبانية إلى مورينيو أعطى أهمية أكبر للحفاظ على نظافة مرماه، بدلا من التسجيل في مرمى الخصم. وعزز مورينيو خط هجوم فريقه بضم الدولي التشيلي أليكسيس سانشيز من آرسنال مقابل 116 مليون دولار في نهاية فترة الانتقالات الشتوية، لكنه لم يتأقلم جيدا مع الفريق حتى الآن، كما أن نسبة حالات فقدانه الكرة تبدو مرتفعة.أما إشبيلية المتوج بلقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» ثلاث مرات متتالية بين العامين 2014 و2016، فيبحث عن تحقيق أول فوز له في الدور الـ16 لدوري الأبطال، المسابقة الأوروبية الأهم.ولم يتمكن النادي الإسباني من الفوز في أي من المباريات الست التي خاضها في إنجلترا، إذ خسر ثلاث مرات وتعادل ثلاث مرات، آخرها التعادل 1 - 1 ضد ليفربول خلال دور المجموعات هذا الموسم. ويفتقد إشبيلية في هذه المباراة لجهود لاعبه الإسباني خيسوس نافاس نجم مانشستر سيتي سابقا الذي يعاني من إصابة في ربلة الساق (عضلة السمانة). كما أن إشبيلية سيصل إلى إنجلترا متأثرا بالهزيمة صفر - 2 أمام فالنسيا في الدوري الإسباني السبت.ومع تبقي عشر مراحل فقط على نهاية الموسم الحالي للدوري الإسباني، ربما يكون إشبيلية قد فقد الأمل في إحراز مركز بين الأربعة الكبار، ولم يستطع مدربه مونتيلا اصطناع مظاهر البطولة عقب المباراة أمام فالنسيا،وصرح قائلا: «نشعر بخيبة أمل شديدة. لعبنا جيدا ولكننا عانينا بسبب هفوتين.. سيطرنا على المباراة لكننا فقدنا التركيز في لحظتين حاسمتين. هي كبوة بالنسبة لنا، لأنها كانت مباراة حاسمة». وقال مونتيلا: «كل ما يمكننا فعله هو التركيز في كل مباراة على حدة، الآن علينا التركيز على مواجهة مانشستر يونايتد».وقال جابرييل ميركادو مدافع إشبيلية عقب المباراة أمام فالنسيا: ««المباراة (أمام مانشستر يونايتد)، مثل مباراة نهائية بالنسبة لنا. علينا تقديم كل ما لدينا من أجل تجاوزها».وتظهر الأرقام معاناة إشبيلية خلال هذا الموسم في الجانبين الدفاعي والهجومي، حيث سجل الفريق 36 هدفا في الدوري حتى الآن، وهو ما يعادل نصف الأهداف الذي سجلها برشلونة، بينما اهتزت شباكه بـ42 هدفا وهو الرقم الأسوأ بين الفرق أصحاب المراكز الثمانية الأولى.. (روما في مواجهة شاختار) في المباراة الثانية اليوم يأمل روما اللحاق بمواطنه يوفنتوس إلى ربع النهائي عندما يستضيف شاختار الأوكراني.وكان روما في طريقه إلى العودة من ملعب ميتاليت في خاركيف بفوز ثمين على مضيفه الأوكراني ذهابا، لكن أصحاب الأرض قلبوا تأخرهم بهدف إلى فوز 2 - 1 فرض على منافسه الفوز إيابا للعبور إلى ربع النهائي.ويأمل نادي العاصمة اللحاق بمواطنه يوفنتوس الذي بلغ ربع النهائي بفوزه على توتنهام الإنجليزي 2 - 1 في لندن إيابا، بعد تعادلهما ذهابا في تورينو 2 - 2. وسبق أن التقى الفريقان في دور المجموعات لموسم 2007 وتبادلا في حينها الفوز، وأيضا في الدور ثمن النهائي لنسخة 2010 - 2011 حيث خرج روما لخسارته أمام منافسه 2 - 3 ذهابا وصفر - 3 إيابا. ويخوض روما الأدوار الإقصائية للمرة السادسة في آخر 7 مشاركات، لكنه بلغ ربع النهائي آخر مرة في موسم 2008.وتصدر روما، ثالث الدوري الإيطالي، مجموعة قوية في الدور الأول ضمت تشيلسي وأتلتيكو مدريد الإسباني.أما شاختار، فرافق مانشستر سيتي من المجموعة السادسة التي ضمت أيضا نابولي الإيطالي وفينورد روتردام الهولندي.
مشاركة :