محمود درويش يهدي قصيدته للمفكر إدوارد سعيد

  • 3/12/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ارتبط اسمه بشعر القضية الفلسطينية، وهو أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعالم العربي، ومن أبرز الذين ساهموا بتطوير الشعر العربى الحديث وإدخال الرمزية فيه؛ هو الشاعر محمود درويش الذي تحل ذكرى ميلاده في 13 مارس، وفى شعر درويش تمتزج الثقافات والأحلام والأماني لخلق عالم رحب يليق بالإنسان، حظيت الأنثى بمكانة خاصة في شعره، كما حظي الموت والآخر بمكانة مهمة أيضا في نصوصه، استطاع أن يؤثر فى الأدب العربى، وأن يخلد اسمه، بأعماله المميزة. عرف المفكر والفيلسوف الفلسطيني إدوارد سعيد، رفيق الدفاع عن الشعب الفلسطيني، رفيق الفن والفكر والفلسفة، والذي اشتهر بدراساته حول الاستشراق ونظرة الغرب للعالم العربي والإسلامي، كتب درويش قصيدته "طباق" وأهداها إلى المفكر الكبير إداورد سعيد. وعن شعر درويش قال إدوارد سعيد: "إن الشعر عند محمود درويش لا يقتصر على تأمين أداة للوصول إلى رؤية غير عادية، أو إلى كوْن قصيّ من نظام مُتعارف عليه، بل هو تلاحم عسير للشعر وللذاكرة الجمعية، ولضغط كلّ منهما على الآخر. والمفارقة تتعمّق على نحو لا يُحتمل حين تُناط خصوصية الحلم بواقع فاسد مهدد، أو تتمّ إعادة إنتاجها بفعل ذلك الواقع تحديدًا." وفي قصيدة "طباق" يقول درويش فيها: نيويورك.. نوفمبر.. الشارعُ الخامسُ الشمسُ صَحنٌ من المعدن المُتَطَايرِ قُلت لنفسي الغريبةِ في الظلِّ: هل هذه بابلٌ أَم سَدُومْ؟ هناك، على باب هاويةٍ كهربائيَّةٍ بعُلُوِّ السماء، التقيتُ بإدوارد قبل ثلاثين عامًا، وكان الزمان أقلَّ جموحًا من الآن... قال كلانا: إذا كان ماضيكَ تجربةً فاجعل الغَدَ معنى ورؤيا! لنذهبْ، لنذهبْ الى غدنا واثقين بِصدْق الخيال، ومُعْجزةِ العُشْبِ لا أتذكَّرُ أنّا ذهبنا الى السينما في المساء. ولكنْ سمعتُ هنودًا قدامى ينادونني: لا تثِقْ بالحصان، ولا بالحداثةِ لا. لا ضحيَّةَ تسأل جلاّدَها: هل أنا أنتَ؟ لو كان سيفيَ أكبرَ من وردتي... هل ستسألُ إنْ كنتُ أفعل مثلَكْ؟ سؤالٌ كهذا يثير فضول الرُوَائيِّ في مكتبٍ من زجاج يُطلَّ على زَنْبَقٍ في الحديقة... حيث تكون يَدُ الفرضيَّة بيضاءَ مثل ضمير الروائيِّ حين يُصَفِّي الحساب مَعَ النَزْعة البشريّةِ... لا غَدَ في الأمس، فلنتقدَّم إذًا! قد يكون التقدُّمُ جسرَ الرجوع الى البربرية... نيويورك. إدوارد يصحو على كسَل الفجر. يعزف لحنًا لموتسارت. يركض في ملعب التِنِس الجامعيِّ. يفكِّر في رحلة الفكر عبر الحدود وفوق الحواجز. يقرأ نيويورك تايمز. يكتب تعليقَهُ المتوتِّر. يلعن مستشرقًا يُرْشِدُ الجنرالَ الى نقطة الضعف في قلب شرقيّةٍ. يستحمُّ. ويختارُ بَدْلَتَهُ بأناقةِ دِيكٍ. ويشربُ قهوتَهُ بالحليب. ويصرخ بالفجر: لا تتلكَّأ! على الريح يمشي. وفي الريح يعرف مَنْ هُوَ. لا سقف للريح. لا بيت للريح. والريحُ بوصلةٌ لشمال الغريب. يقول: أنا من هناك. أنا من هنا ولستُ هناك، ولستُ هنا. لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان... ولي لُغَتان، نسيتُ بأيِّهما كنتَ أحلَمُ، لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ طيِّعةُ المفردات، ولي لُغَةٌ من حوار السماء مع القدس، فضيَّةُ النَبْرِ لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي والهويَّةُ؟ قُلْتُ فقال: دفاعٌ عن الذات... إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها في النهاية إبداعُ صاحبها، لا وراثة ماضٍ. أنا المتعدِّدَ... في داخلي خارجي المتجدِّدُ. لكنني أنتمي لسؤال الضحية. لو لم أكن من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ... فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ نرجسيًّا إذا لزم الأمر

مشاركة :