أكدت صحيفة (الخليج) الكويتية، في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصر على المواجهة الحقيقية للمشكلات التى تعانى منها مصر على مر عقود ماضية، وعدم إتباع سياسة "المسكنات" بعد أن راهن على وعى الشعب المصري.وقالت الصحيفة - في افتتاحيتها تحت عنوان (المصريون على قدر التحدي) - "إن انتخابات الرئاسة المصرية ستبدأ بعد أيام قليلة من خلال تصويت المصرييين فى الخارج، مشيرة إلى أن تلك الانتخابات تعتبر تتويجا للاستحقاق الديمقراطي الكبير، الذي لا تترقبه مصر وحدها، وإنما تترقبه المنطقة والعالم كله".ولفتت إلي أن العالم بأسره سيترقب الانتخابات فى مصر، نظرا لأنها ليست دولة عادية، حتى ينحصر الاهتمام بما يجري فيها داخل حدودها، بل إنها أكبر دول المنطقة، لا بالمفهوم الديموغرافي والتعداد السكاني فقط، ولكن أيضا بمعايير الثقل السياسي والاجتماعي والثقافي، وبما تمتلكه من عمق حضاري وعراقة تاريخية، وكذلك بما تضمه من قدرات وكوادر بشرية تؤهلها لقيادة المنطقة، وللإسهام بدور فاعل ومهم في ترسيخ أمن واستقرار العالم كله.وأضافت الصحيفة "من هنا يأتي الاهتمام العربي والدولي بالانتخابات الرئاسية المصرية، استشرافا للمرحلة التالية لها، والتي نعتقد أنها ستكون واحدة من أهم مراحل تاريخ مصر الحديث؛ حيث تعلق عليها الآمال بأن تشكل استكمالا لما شرعت فيه مصر من إنجازات وأعمال كبيرة خلال السنوات الأربع الأولى من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي رفض التعامل مع قضايا مصر ومشكلاتها بأسلوب "المسكنات"، وأصر على انتهاج مواجهة حقيقية لتلك القضايا والمشكلات، حتى لو لجأ أحيانا إلى طريقة "الصدمات الكهربائية"، إدراكا منه أنه لا يمكن الاستمرار في منهج وأسلوب الطلاء الخارجي وترك البناء الأساسي نفسه مهترئا ومتصدعا".وتابعت "أنه رغم أنه كان يعلم أن النهج الذي اختاره سيكون مكلفا من حيث الرصيد الجماهيري، فإنه راهن على وعي الشعب المصري وقدرته على الفرز، ويقينه بأن الإصلاح المنشود له ضريبته، لكنه هو الذي سيفضي في النهاية إلى بناء مصر الأمل والمستقبل، التي يرتجيها ويتمناها الجميع".وشددت الصحيفة على تجاوب مختلف أطياف المجتمع المصرى مع هذا الاستحقاق الديمقراطي المرتقب، واستبشار المواطنين بالمرحلة المقبلة، ووعيهم المرتفع بأن الحكومات مهما بلغت من قدرة وأمانة ونزاهة، فإنها لا تستطيع وحدها أن تفعل شيئا، ما لم يساندها شعب جاد طموح ومستعد للتضحية في سبيل وطنه.. لافتة إلي أن المصريين على أعتاب المرحلة الأهم في تاريخهم الحديث، وأن أياما رائعة بانتظارهم في المستقبل القريب.