تفجير موكب الحمد الله بغزة يستهدف المصالحة الفلسطينية

  • 3/13/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

غزة-رام الله/هداية الصعيدي-لبابة ذوقان/الأناضول قال محللون سياسيون فلسطينيون، إن التفجير الذي استهدف موكب رئيس الوزراء، رامي الحمد الله، والوفد المرافق له صباح اليوم الثلاثاء، فور وصوله إلى قطاع غزة، يهدف إلى "تجميد المصالحة وعرقلة الثقة بين طرفي الانقسام الفلسطيني". وأضاف المحللون في أحاديث منفصلة مع وكالة "الأناضول":" إن إسرائيل هي المستفيد الأول من التفجير، وتهدف إلى إفشال أي جهود رامية لتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس". ويرى المحللون أن "عملية التفجير لا تهدف إلى اغتيال الحمد الله بشكل شخصي، أو أيّ من أعضاء وفده". وأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية (تديرها حركة حماس) في قطاع غزة، أن انفجاراً قد وقع أثناء مرور الموكب الذي يقلّ رئيس الوزراء الفلسطيني والوفد المرافق له، عقب وصولهم للقطاع، في منطقة بيت حانون (شمالاً)، صباح اليوم، دون أن يسفر عن وقوع إصابات. وذكرت الوزارة أن "الموكب استمر في طريقه لاستكمال افتتاح محطة تحلية المياه شمالي القطاع، وأنها فتحت تحقيقًا لمعرفة ملابسات الحادث". وحمّلت الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح، حركة حماس، المسؤولية عن هذا محاولة الاغتيال، وهو ما نفته الحركة التي أدانت الهجوم. وقال الكاتب والمحلل السياسي، تيسير محيسن إن من يقف وراء الانفجار هو "جهة لا تريد للمصالحة الفلسطينية أن تستمر، وتريد خلق عوائق أمام إتمامها". وأضاف متحدثًا لوكالة "الأناضول":" تريد هذا الجهة أن تُوجد حالة من الصراع بين طرفي الانقسام، والتي بدأت بالفعل من خلال تبادل الاتهامات، والاتهامات المضادة، وتحميل حماس المسؤولية عن التفجير، ورد الاخيرة على ذلك". ويقول محيسن، "إن الذي يقف وراء التفجير أراد القول إن الحالة الأمنية في قطاع غزة ليست على ما يرام، وأن الاجهزة الامنية غير قادرة على السيطرة على الانفلات الأمني". واستدرك:" كما أن صاحب عملية التفجير، يريد إرسال رسالة مفادها، إن لم تتمكن الحكومة الفلسطينية من ضبط سيطرتها على الأذرع الأمنية في غزة، فإن الحالة الأمنية ستتدهور". ويرى محيسن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، بغزة، "أن عدم الإسراع في احتواء الأزمة بين حركتي فتح وحماس، عقب التفجير، والتأكيد على استمرار المصالحة، ممكن أن يتطور إلى حالة أعمق أو الوصول إلى القطيعة المطلقة بين الطرفين". وتابع:" ربما يصل الأمر إلى الاتهامات المباشرة لأشخاص بعينهم". من جانبه يقول الكاتب السياسي، أكرم عطا الله، إن إسرائيل هي المستفيد الأول من هذا التفجير، وأول أصابع الاتهام تتجه إليها". وأضاف لوكالة الأناضول":" هناك العديد من الجهات الأخرى، مثل مجموعات متطرفة، أو أطراف داخل الفصائل الفلسطينية ذاتها، ترى أن المصالحة ليست في صالح أهدافها وسياساتها". ويرى عطا الله أن "التفجير هو تفجير للمصالحة وضربة كبيرة لها، وسيدخلها في حالة أكبر من الجمود والتعثر". وتابع:" لا أعتقد أن رئيس الوزراء هو المستهدف بشكل مباشر، إنما المصالحة الفلسطينية، وذلك قد تحقق بالفعل، بمغادرة الوفد سريعا إلى الضفة الغربية". وغادر رامي الحمد الله قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون (إيريز)، بعد أقل من ساعتين على وصوله. ويرى عطا الله أن "التفجير سيحد من زيارة الوزراء الفلسطينيين إلى قطاع غزة، وأن الفترة القادمة ستشهد حالة من الجمود في ملفات إنهاء الانقسام". ووقعت الحركتان اتفاقًا جديدًا للمصالحة برعاية مصرية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتنفيذ تفاهمات سابقة. وتشهد مساعي تحقيق المصالحة جمودا بسبب عدد من الخلافات، حيث تقول الحكومة في رام الله إنها لم تتمكن من القيام بمهامها في القطاع، فيما تنفي حماس ذلك، وتتهم الحكومة بالتلكؤ في تنفيذ تفاهمات المصالحة. ويتفق الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" الصادرة من الضفة الغربية، طلال عوكل مع سابقه، بأن "إسرائيل هي من يقف وراء هذا التفجير". ويقول لوكالة الأناضول:" حماس تتحمل مسؤولية الانفجار لأنها مسؤولة الأمن في غزة، لكن لا أرى أنها المتهم أو المتورط به". وأردف:" نحن أمام محاولات لتعميق أزمة الثقة بين طرفي الانقسام، واعتقد أننا عدنا إلى المربع الأول في ملف المصالحة، وتبادل الاتهامات والمناكفات السياسية والإعلامية". وأكد "عوكل بأن التفجير لم يكن بهدف الاغتيال، ولو كان كذلك فإنه سيكون أكثر دقة واحترافية، إنما رسالة واضحة عنوانها تجميد المصالحة المتعثرة أكثر". بدوره، أشار المحلل السياسي، أحمد رفيق عوض، من الضفة الغربية، إلى وجود "الكثير من الأطراف المعنية بتخريب الأجواء الجيدة وزيارة الحمد الله لغزة". وقال في حديثه لوكالة الأناضول:" هذه الأطراف تبدأ بإسرائيل، وتنتهي بالجماعات المتطرفة جدا وما بينهما". وعن الدافع وراء الاتهامات التي وُجهت لحركة حماس وتحميلها المسئولية عقب الحادث، أشار عوض إلى أن حماس هي من تحكم قطاع غزة، والأمن هناك من مسؤوليتها. وتابع:" اللوم على حماس ممكن لكونها لم تستطع أن تمنع هذه الانفجارات أو اكتشافها قبل حدوثها، ولم توفر الحماية اللازمة لرئيس الوزراء، وتحميل المسئولية لها باعتقادي يأتي في هذا المعنى". وحول انعكاس حادثة التفجير على سير المصالحة، قال:" هناك تصريحات من أطراف متعددة من فتح وحماس، تشير إلى أن المصالحة متعثرة أصلا، ولم تغادر مربعها الأول، لذلك لا يمكن الحديث عن تقدم ملموس بالمصالحة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :