تقيم مكتبة الإسكندرية، جلستها للقراءة المسرحية باللغة الانجليزية، غدًا الأربعاء، وسوف يقوم المشاركون بقراءة مسرحية "الكراسي" للكاتب يوجين يونسكو. تدور أحداث "الكراسي" حول زوج عجوز وزوجته يعيشان وحدهما في جزيرة نائية، حيث يشغل الزوج وظيفة وكيل أملاك (ويخيل إلينا أن هذه الأملاك أصلًا وهمية لا وجود لها في الحقيقة). والزوج العجوز هذا يحلم طوال الوقت بأن يوصل رسالة عظيمة فيها إنقاذ للبشرية كلها من المأساة التي تعيش فيها. أما الزوجة، واسمها سميراميس، فإنها تمضي وقتها متأملة الوظائف الكثيرة والمسيرات المهنية التي يقول زوجها إنه كان من شأنه أن يقوم بها خلال ماضيه. وإذ تفتتح المسرحية على حوار لا مفاصل له ولا معنى يحتويه يدور بين الزوجين، يعلن العجوز أمام زوجته أنه قد اتفق مع خطيب مفوه لكي يحدث جمعًا من الناس دعاه إلى الحضور، مبلغًا إياه رسالة الزوج العظيمة الموجهة إلى البشرية المعذبة. وخلال الاستقبال يتفوّه الزوجان بكلام ويقومان بتصرفات يناقض بعضها بعضًا، وكل ذلك أمام جمهورهما الوهمي. ثم حين يكتمل "حضور" الجمهور، يظهر الخطيب، وحين ويبدأ في «إلقاء» خطابه، يتوجه الزوجان نحو النافذة، ويلقيان نفسيهما منها إلى البحر منتحرين معًا. أما الخطيب، فإننا سرعان ما سنكتشف في هذه اللحظة بالذات أنه لا يقول شيئًا، فهو صامت أو أخرس، ويتقدم فجأة نحو اللوح الأسود الموجود في الغرفة، ويأخذ طبشورة يكتب بها على اللوح عبارة "غداء الملاك" ثم كلمة "وداعًا"، ليتبين لنا أن هذا هو فحوى تلك الرسالة العظيمة التي أراد العجوز، أصلا، إيصالها إلى جمهوره ومنه إلى الإنسانية.
مشاركة :