ماتيس يتحدث في كابول عن انفتاح بعض أطراف طالبان على محادثات سلام

  • 3/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، الذي وصل إلى كابول اليوم الثلاثاء، أن بعض أطراف حركة طالبان منفتحون على إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية، في موقف لافت يتعارض مع رفض المتمردين لإجراء محادثات مع كابول. ووصل ماتيس إلى العاصمة الأفغانية في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، بعد أسبوعين على قيام الرئيس الأفغاني أشرف غني، بتقديم خطة لبدء محادثات سلام مع حركة طالبان، أكبر الحركات المتمردة في أفغانستان. ولم يقدم المتمردون بعد ردا على عرض كابول، لكنهم أصدروا بيانا مطولا على الإنترنت قال محللون، إنه يميل لرفض الاقتراح. لكن ماتيس قال، إن بعض شخصيات الحركة أعربوا عن اهتمامهم بالمشاركة في المحادثات. وقال ماتيس، «قد لا يأتي جميع طالبان دفعة واحدة.. لكن من الواضح أن بعض الأطراف لديهم مهتمون بإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية». وتأتي زيارة ماتيس إلى العاصمة الأفغانية في وقت تكثف الولايات المتحدة والقوات الأفغانية الغارات الجوية ضد طالبان بموجب الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة، والتي اعتبر غني أنها «تقلب الموازين». وقال غني لماتيس خلال اجتماع في القصر الرئاسي شارك فيه رئيس الهيئة التنفيذية (الحكومة) عبد الله عبد الله، ووزير الدفاع طارق شاه بهرامي، إن تلك الاستراتيجية «أجبرت كل اللاعبين على إعادة النظر في افتراضاتهم». وأضاف الرئيس الأفغاني، أن «جانبا من إعادة النظر قد يؤدي إلى تصعيد النزاع في الأمد القصير لكن إعادة النظر هي ما ينتظره الشعب الأفغاني منذ 40 عاما». وتنص خطة غني على الاعتراف تدريجيا بطالبان كحزب سياسي. وقبل ذلك، أعلنت الحركة، أنها على استعداد لإجراء مفاوضات، لكن فقط مع الولايات المتحدة وليس مع حكومة كابول.واشنطن تتطلع لتحقيق نصر والأسبوع الماضي، وصفت طالبان، الحكومة الأفغانية، بأنها «غير شرعية»، وبأن مساعيها لبدء عملية سلام «مخادعة»، وذلك في بيان دعت فيه إلى مقاطعة مؤتمر للعلماء المسلمين في جاكرتا. وقال ماتيس، «في الوقت الحالي نريد أن يقود الأفغان» المبادرة. بدوره قال الجنرال مايكل فينزل، مدير التخطيط لمهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، إنه تلقى إشارات بأن بعضا من متمردي حركة طالبان على استعداد للتفاوض. وقال الجنرال فينزل للصحفيين، «في كل منطقة من مناطقنا هناك مجموعات من عشرة أو عشرين يأتون إلينا ويرفضون البقاء في صفوف طالبان». وقال ماتيس، إن الولايات المتحدة تتطلع من خلال العملية السياسية إلى تحقيق نصر في أفغانستان بعد أكثر من 16 عاما من النزاع. وقال، «كيف يبدو ذلك النصر؟ بلد يقوم فيه الشعب والقوات الأمنية بتطبيق القانون والتصدي لأية تهديدات.. وبالطبع مع دعم دولي لبضع سنوات قادمة». وعاودت الولايات المتحدة تركيزها على أفغانستان بعد سنوات من تراجع دورها خلال حكم الرئيس السابق باراك أوباما، ووسط حديث كبار الجنرالات الأمريكيين عن «عدم تحقيق أية انتصارات»، و«حالة جمود» في النزاع المعقد. وقال ماتيس، «كل شيء يعمل من أجل التوصل لمصالحة سياسية وليس لانتصار عسكري». وأضاف، «الانتصار سيكون مصالحة سياسية».تصعيد في الهجمات وفي إطار ما سمّي بالاستراتيجية العسكرية لجنوب آسيا، أمر ترامب العام الماضي بزيادة عمليات القصف ضد أهداف لطالبان، ومنها مختبرات تصنيع المخدرات ومعسكرات تدريب. ووصل أكثر من 3 آلاف عنصر من القوات الأمريكية إلى أفغانستان لتعزيز مهمات التدريب وتقديم الاستشارة للقوات المحلية. وينتشر نحو 14 ألف جندي أمريكي حاليا في أفغانستان، مقارنة بنحو 8,500 عسكري في نهاية ولاية أوباما. ويأتي عرض غني بدء محادثات سلام، فيما سجل عدد الإصابات بين المدنيين ارتفاعا كبيرا في الأشهر الماضية، وسط تصعيد طالبان هجماتها في البلدات والمدن، ردا على استراتيجية ترامب العسكرية المتشددة. وتبنت طالبان 472 هجوما في يناير/ كانون الثاني وحده، بحسب مجموعة «تراك» للأبحاث حول الإرهاب ومقرها واشنطن، وهو عدد كبيرا جدا نظرا لأن الفصل التقليدي للمعارك لا يبدأ قبل تحسن الطقس في الربيع. وقال ماتيس، إن زيادة عدد الهجمات ضد المدنيين يشير إلى أن طالبان التي تتعرض للضغوط غير قادرة على القيام بعمليات أوسع نطاقا للسيطرة على أراض. وأضاف ماتيس، أن قوات الأمن الأفغانية تمكنت من التصدي لبعض الهجمات، مضيفا مع ذلك أنه يرغب في رؤيتهم يتحولون نحو امتلاك «عقلية أكثر هجومية» في الأشهر القادمة. وبقيت زيارة ماتيس لأفغانستان، وهي الثالثة له كوزير للدفاع، سرية بعد حادثة أمنية خلال زيارته الأخيرة في سبتمبر/ أيلول، عندما قصف متمردون مطار كابول بعد ساعات على وصوله. وقال ماتيس، إنه شاهد بعض التغيرات في سلوك باكستان منذ انتقاد ترامب اللاذع لها العام الماضي، لتوفيرها ملاذا آمنا لطالبان. وقال، «هناك عمليات ينفذها الجيش الباكستاني تساعد، وهي تجري في الوقت الراهن».

مشاركة :