عراقة الحِرف والصناعات التقليدية في «المغرب في أبوظبي»

  • 3/14/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تقدم منصة الصناعات التقليدية في فعالية «المغرب في أبوظبي» صورة جلية وواضحة عن عراقة الإرث الحضاري والإنساني للمملكة المغربية الشقيقة، وتؤكد أن الحرف والصناعات التقليدية المغربية لاتزال مكوناً أصيلاً للذاكرة الشعبية، التي تشكلت عبر مئات السنين من الإبداع والتفاعل البشري بين أعراق وشعوب وحضارات مختلفة. ويتجلى إبداع الصانع المغربي في روعة المعروضات الحرفية التقليدية، ودقة بنيتها ومهارة صنّاعها الذين توارثوا بعض هذه الحِرَف عن أسلافهم قبل أكثر من قرن من الزمن، وقد حافظ صنّاع المغرب على هذه الحرف التقليدية، عبر توريث صنعتها إلى الأبناء والأحفاد، بالإضافة إلى إثراء هذا الفن، من خلال المزيد من الإبداع في التصميم، لتلبية أذواق الناس المختلفة. ومن أشهر الصناعات اليدوية والحِرف التقليدية التي تشتهر بها المملكة المغربية، هي فن النقش على الخشب وصناعة الأدوات النحاسية والفضية، والنقش على المعادن، والمنسوجات، وصناعة السجاد (الزربية)، والتطريز على الأقمشة، بالإضافة إلى صناعة الزليج والحُلِي. ويُعتبر النقش على الخشب من الفنون الإبداعية الأصيلة للعديد من مدن المغرب، وقد عمل الصانع المغربي منذ مئات السنين على تحويل الخشب إلى فنون جميلة نابضة بالحياة، وتحتل المنتوجات النحاسية والفضية مكانة مهمة لدى أهل المغرب، وهي مستخدمة في ديكور المنازل، وفي جهاز العروس، وفي المطبخ وأماكن استقبال الضيوف، كما يتهاداها الناس في المناسبات الاجتماعية، وتعتبر صناعة النسيج من أقدم وأعرق الصناعات التقليدية في المغرب، حيث برع فيها الأمازيغيون وأتقنوها منذ القِدم، وتتنوع منتجات هذه الصناعة وتُعدّ عنصراً أساسياً ضمن الأثاث المنزلي في المغرب. ويعتبر الصوف من أهم المواد التي ينتجها المغرب، وعلى الرغم من بساطة المنسج أو «النول» الذي يستخدم في غزل المنسوجات، إلا أنه ينتج بضاعة تذهل العقول، خصوصاً تلك التي يقدمها صنّاع المغرب المهرة. أما صناعة السجاد المغربي فتعتمد على المواد الطبيعية في صناعتها، من صوف وحرير وصباغة طبيعية كالحناء والزعفران والنيلة وقشور الرمان. ويشمل فن التطريز في الغالب تطريز ملابس المرأة، وتزيين مفروشات البيوت، وتتطلب عناية فائقة، ومهارة وصبر الصانع. المغرب عريق في صناعة «الزليج»، فالحرفيون في المغرب يصنعون الزليج من مواد أولية بسيطة، كالطين، وباستخدام آليات متواضعة، ويبدعون في تحويلها إلى أشكال فنية تعبيرية. وتصنّف الحلي في المغرب إلى حُلي حضرية تعتمد على الذهب والأحجار الكريمة، وحُلِي قروية تصنع من الفضة، وقيمة الحُلي لا تقتصر على الناحية الجماليّة والتزينيّة، بل لها دلالات اجتماعية ورمزية أيضاً.

مشاركة :