واصلت قوات النظام السوري عملياتها في الغوطة الشرقية قرب دمشق، تزامناً مع إجلاء عشرات المدنيين على دفعات، بينهم حالات طبية من مدينة دوما ومحيطها، وفق مصادر متقاطعة، وأكدت الأمم المتحدة أن موظفيها يشاركون في عملية إجلاء مدنيين في الغوطة، فيما تم إجلاء عشرات المقاتلين وعائلاتهم من حي القدم جنوبي دمشق، في حين قال مقاتلون من المعارضة السورية إن الطيران السوري استأنف لليوم الثاني قصف عدد من البلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة درعا جنوبي سوريا. وبحسب المرصد السوري، خرج 150 مدنياً أمس، من مناطق سيطرة جيش الإسلام في الغوطة الشرقية، التي تعد دوما أكبر مدنها. ومن بين المدنيين الذين تم إخراجهم عدد من الأطفال بينهم محروس البالغ من العمر عاماً ونصف العام، وكانت جدته فريزة تحمله بين ذراعيها. وقالت بعد وصولها إلى مخيم الوافدين إن حفيدها يعاني التهاب السحايا. ونشر الهلال الأحمر السوري الذي أجلى المدنيين صوراً تظهر متطوعيه وهم يحملون سيدة مسنة إلى سيارات الإسعاف. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن رئيس المركز الروسي للمصالحة الجنرال يوري يفتوشنكو، أمس، أن خروج المدنيين يأتي بناء على مفاوضات مع الفصائل المسلحة.وكان جيش الإسلام، اكبر فصائل الغوطة الشرقية، اعلن في بيان الاثنين الاتفاق «عبر الأمم المتحدة مع الطرف الروسي... للقيام بعملية إجلاء المصابين على دفعات للعلاج خارج الغوطة». وأكد مكتب المبعوث الأممي المعني بملف سوريا أمس، في جنيف، القيام بمهمة إنسانية لإنقاذ مدنيين بالغوطة الشرقية. وقال ميشائل كونتيت، رئيس مكتب مبعوث الأمم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا، في جنيف: «لا يمكننا ذكر أية تفاصيل لأسباب أمنية». وتابع: «بمجرد أن يعود موظفونا بأمان، سيمكننا إصدار تقرير». وتسببت غارات شنتها قوات النظام على مدينتي سقبا وعربين أمس، بمقتل خمسة مدنيين، وإصابة 35 بجروح، وفق المرصد السوري. وقال المرصد، في بيان إن الطائرات الحربية عاودت تحليقها في سماء غوطة دمشق الشرقية بعد غياب شهدته منذ ليل لاثنين، مشيرة إلى تنفيذ هذه الطائرات غارات على بلدة كفربطنا. من جهة أخرى، قال المرصد أمس، انه تم إجلاء العشرات من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم من حي القدم الواقع جنوب العاصمة دمشق إلى الشمال السوري. وأضاف أن حافلات عدة على متنها مقاتلون وعائلاتهم انطلقت من حي القدم باتجاه الشمال السوري. إلى ذلك، ذكر مصدران من المعارضة، أن الطائرات السورية قصفت الحراك وبصر الحرير ومنطقة في اللجاة، وجميعها مناطق شهدت قصفاً الاثنين في أول ضربات جوية منذ اتفاق أمريكي روسي تم التوصل إليه في يوليو/ تموز الماضي بشأن إقامة منطقة عدم تصعيد في جنوب سوريا. وقال عدد من قادة فصائل الجيش السوري الحر إن القصف يهدف إلى تحذيرهم من فتح جبهة لتخفيف الضغط عن الغوطة الشرقية التي تواجه حملة قصف مكثفة يشنها الجيش السوري وحلفاؤه. (وكالات)
مشاركة :