في ذلك اليوم من عام 1902، ولد موسيقار الأجيال "محمد عبدالوهاب"، أحد أعلام الموسيقي العربية، والذي ارتبط اسمه بالأناشيد الوطنية، وأشرق الوسط الفني بألحانه وموسيقاه، فضلًا عن أعماله السينمائية. بدأ حياته الفنية مطربًا بفرقة "فوزي الجزايرلي" عام 1917، وفي عام 1920 درس العود في معهد الموسيقي العربية. ارتبط عبدالوهاب بأمير الشعراء أحمد شوقي ولحّن أغاني عديدة له، غنّى معظمها بصوته، كما لحن للعديد من المغنين في مصر والبلاد العربية، منهم أم كلثوم وليلي مراد وفيروز وعبدالحليم حافظ وفايزة أحمد ووردة الجزائرية ونجاة الصغيرة، كما أنه كان أول مكتشف للفنان إيهاب توفيق، وذلك في أواخر الثمانينات. ذكر أن أول لقاء جمعه بأم كلثوم عام 1925 كان بمنزل أحد الأثرياء وهو "محمود خيرت" جد الموسيقار عمر خيرت، حيث غنيا معًا دويتو "على قد الليل مايطوّل" ألحان سيد درويش، بعد ذلك لحن لها أغنية "غاير من اللى هواكي قبلي ولو كنت جاهلة"، رفضت أم كلثوم أن تغنيها فغناها عبدالوهاب. في بداية الثلاثينيات وحتى أواخر الأربعينات، كانت الصحف تلقب كلا من عبدالوهاب وأم كلثوم بالعدوّين، إلا أنه جرت محاولات للجمع بينهما، الأولى كانت لطلعت حرب الذي أطلع عبدالوهاب وأم كلثوم على رغبته في جمعهما في فيلم يتولى استديو مصر إنتاجه، ووافق الطرفان على القيام بالفيلم، لكن حدث اختلاف بينهما حول من يقوم بتلحين الأغاني المشتركة بين البطلين، ونتيجة إصرار كل طرف على موقفه تأجّل المشروع لتفشل محاولة طلعت حرب. والثانية يقال إن الذي قام بها الرئيس جمال عبد الناصر حيث انتهز احتفالات أعياد الثورة وعاتبهما على عدم قيامهما بأي عمل فني مشترك أثناء لقائه بهما فوعداه بالعمل على ذلك وجاءت أغنية "أنت عمري" كأول عمل مشترك بينهما. تزوج عبدالوهاب ثلاث مرات، الأولى في بداية مشواره الفنى وهي سيدة تكبره بربع قرن، ويُقال إنها أسهمت في إنتاج أول فيلم له هو الوردة البيضاء، وحصل الطلاق بعدها بعشر سنوات. الثانية في عام 1944 تزوج "إقبال" وأنجبت له خمسة أبناء، واستمر زواجهما سبعة عشر عامًا، ثم كان الطلاق في عام 1957. والثالثة كان زواجه الثالث والأخير من نهلة القدسي. توفى عبدالوهاب في مساء 4 مايو 1991 على إثر جلطة كبرى وجسيمة بالمخ نتيجة سقوطه الحاد على أرضية منزله بعد انزلاقه المفاجئ، وشيعت جنازته في 5 مايو بشكل عسكري بناء على قرار الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
مشاركة :