مصطفى عبيد يحكي اثنتي عشرة حكاية بين الوطنيين والقتلة في تاريخ الشرطة وأصحاب الكيف والمزاج لا يكتب صفحات التاريخ إلا المنتصرون كما اعتدنا دومًا، كلٌ منهم لا يرى سوى أمجاده، ينقشها على الصفحات كما فعل الفراعنة على جدران المعابد وفى البرديات، بينما يتركون الكثير من الحكايات التى تصنع تاريخًا آخر صنعه العامة الذين يرونهم، وكأنهم فقط غبار الانتصار الذى سرعان ما يسقط على الأرض ويتناثر بين سنابك الخيل التى تقف متأهبة لخوض انتصار آخر. بين هوامش التاريخ الذى صنعه الحُكّام تتناثر حكايات المحكومين، منهم أولئك الأبطال الذين قضوا دون أن يحظى أحدهم بما يستحق، وكذلك الحقراء ممن ساهموا فى تدمير حقيقى بخبثهم فيما طوتهم صفحات المؤرخين فقط لتلميع الحدث وإظهاره بما يليق بالحاكم المنتصر. هكذا يُمكن أن ينبش أحدهم تلك الصفحات التى ملأها الغبار وطواها النسيان؛ مع كل صفحة يقرأها تتسع دهشته، يستمر فى نفض الغبار ليرى الحقيقة التى تم حجبها لإبراز نجوم العصور المختلفة دون سواهم.
مشاركة :