كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أن مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو سيصبح وزيرًا للخارجية، خلفًا للوزير السابق ريكس تيلرسون. وثمة خمس حقائق تفسر سبب اختيار ترامب لبومبيو لشغل هذا المنصب، والتي تشير في أغلبها إلى توافق في الرؤى بين الرئيس ووزير خارجيته الجديد. الحقيقة الأولى، بحسب موقع إرم نيوز، أن بومبيو، الذي يبلغ من العمر 53 عامًا، طوال فترة شغله لمنصب مدير المخابرات يطلع الرئيس الأمريكي بشكل منتظم على معلومات المخابرات، ويعتبر من أحد أكثر الأصوات تشددًا إزاء كوريا الشمالية في الدائرة المقربة من ترامب. أما الحقيقة الثانية، فهي تقليل بومبيو من نطاق التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2016، إذ سبق أن قال إن «موسكو سعت للتأثير على الانتخابات الأمريكية لعقود»، بحسب «رويترز». أما الحقيقة الثالثة، فهي أن بومبيو، وعلى عكس تيلرسون، يتفق في موقفه تجاه إيران مع ترامب، إذ ينتقد المدير السابق للمخابرات المركزية الأمريكية طهران علنًا مثل رئيسه، ودعا إلى إلغاء اتفاق أبرم في عام 2015 للحد من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها، وسبق أن قال في شهر أكتوبر الماضي، إن إيران «تقود مساعٍ حثيثة لتكون القوة المهيمنة في المنطقة».الحقيقة الرابعة، ساند بومبيو ما تقوم به الحكومة الأمريكية من جمع شامل للبيانات الخاصة باتصالات الأمريكيين، ودعا في مقال للرأي نشر العام 2016 بالعودة إلى جمع البيانات الوصفية للمكالمات الهاتفية المحلية وضمها إلى معلومات مالية وأخرى متعلقة بأسلوب الحياة في قاعدة بيانات واحدة يمكن البحث فيها.الحقيقة الخامسة، قبل أن يتولى بومبيو منصب مدير «سي.آي.إيه»، كان عضوًا جمهوريًا محافظًا في مجلس النواب عن ولاية كانساس، وهو ضابط جيش متقاعد وتخرج في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت في نيويورك وكلية هارفارد للحقوق. ويتوقع محللون أن تكون إقالة الوزير ريكس تيلرسون وتعيين بومبيو خطوة إيجابية في خلق توافق بين ترامب وأعضاء إدارته، إذ طالما شهدت في السابق تضاربًا في الآراء بين ترامب وتيلرسون.وتستذكر الأوساط السياسية في واشنطن أن الطريقة التي تصرف بها تيلرسون في إدارة الأزمة القطرية أثارت انطباعات بأنه انحاز للدوحة، وهو موقف يختلف عن الذي يؤمن به ويريده الرئيس دونالد ترامب. ففي الوقت الذي لم يتردد فيه الرئيس بوصف قطر أنها «ضالعة في تمويل الإرهاب ورعاية التطرف»، إلا أن تيلرسون بقي يتنقل ضمن دائرة الدفاع عن الدوحة بوصفها أنها «تعمل على تجفيف منابع الإرهاب، وأنها تظهر في ذلك رغبة بفعل المزيد».
مشاركة :