برلين - انتخب البرلمان الألماني أنجيلا ميركل، رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، مستشارة لألمانيا لفترة ولاية رابعة على رأس اكبر اقتصاد في أوروبا تبدأها من موقع صعب بعد مداولات استمرت ستة أشهر لتأمين غالبية. وأعلن رئيس البرلمان، فولفغانغ شويبله، فوز ميركل (63 عاما) بغالبية الأصوات لتتولى منصب المستشارة الألمانية لولاية رابعة. وصوت 364 نائبا لصالح انتخاب ميركل من أصل 688 أي أكثر بتسعة أصوات من الغالبية المطلوبة لكن اقل ب35 من غالبيتها النظرية من 399 نائبا من المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين. وقالت ميركل لمجلس النواب بعد التصويت "أقبل نتيجة التصويت". تبدأ المستشارة الألمانية الأربعاء ولايتها الرابعة في هذا المنصب، بعدما أضعفت وبتأخير ستة أشهر في مواجهة التحديين الشعبوي وإصلاح الاتحاد الأوروبي. وتنهي هذه المراسم عملية سعي طويلة لتشكيل أغلبية، لتقود ميركل بلدًا هزّه الانتعاش التاريخي لليمين القومي ممثلاً بحزب البديل من اجل ألمانيا الذي أصبح بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة أول حزب معارض في البلاد يمثله 92 نائبا. ونجح هذا الحزب في الاستفادة من الذين خاب أملهم من المواقف الوسطية لميركل والذين شعروا بالاستياء من القرار الذي اتخذته في 2015 لاستقبال مئات الآلاف من طالبي اللجوء في ألمانيا. ويرى مراقبون أن هذه ستكون الولاية الأخيرة لميركل (63 عاما). ويذهب بعض هؤلاء المراقبين إلى التكهن بانتهاء ولايتها قبل الأوان بعد المعارضة التي واجهتها داخل حزبها المحافظ. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فقد قرر إجراء مراجعة مرحلية لأداء التحالف خلال 18 شهرًا. وقال أحد المقربين من ميركل "من الممكن جدًا ألا يصمد هذا التحالف أربع سنوات". وتأمل أوروبا أن يبدأ اكبر قوة اقتصادية فيها العمل بسرعة. ويفترض أن تقوم ميركل بطمأنة شركائها بشأن قدرتها على التحرك بينما يهز بريكست وانطواء بعض الدول الأعضاء على نفسها والشعبية المتزايدة للأحزاب المناهضة للنظام القائم، الاتحاد الأوروبي. ويحتل إصلاح الاتحاد الأوروبي أولوية في برنامج عمل الحكومة الألمانية. وقد وعدت ميركل بالإسراع في أن تعيد لألمانيا "صوتها القوي" في أوروبا. وستزور في الأيام المقبلة باريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بشأن إصلاحات الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :