صراحة –  (كونا)– أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الاربعاء طرد 23 دبلوماسيا روسيا على خلفية محاولة اغتيال الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال وابنته بغاز الاعصاب الأسبوع الماضي. واتهمت ماي في جلسة خاصة بمجلس العموم روسيا رسميا بالوقوف وراء محاولة اغتيال سكريبال وابنته قائلة إن “أمام الدبلوماسيين الروس أسبوعا واحدا لمغادرة الأراضي البريطانية”. وأضافت انها أكبر عملية طرد لدبلوماسيين من بريطانيا منذ 30 عاما معلنة إلغاء زيارات جميع المسؤولين الروس لبريطانيا من ضمنها زيارة كانت مقررة لوزير الخارجية سيرغي لافروف الى جانب إلغاء المشاورات عالية المستوى بين البلدين. وأوضحت ماي انها ستعمد إلى تجميد أي املاك روسية مشبوهة اضافة الى تشديد الرقابة الأمنية والجمركية على الرحلات الخاصة القادمة من روسيا. وبينت أن اجهزة الامن البريطانية ستشدد إجراءات المراقبة على أي محاولات روسية لإعادة بناء شبكتها التجسسية في بريطانيا وستواجه “بطرد مزيد من اعضاء السفارة الروسية. وقالت انه تقرر عدم مشاركة أي مسؤول بريطاني او عضو من الاسرة المالكة في مراسم افتتاح دورة كأس العالم المقررة في روسيا يونيو المقبل. على صعيد اخر قالت ماي إن التحليلات المخبرية أثبتت أن لدى روسيا برنامجا كيماويا غير مشروع لم تعلنه لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية داعية موسكو الى الافصاح عن برنامجها المخالف للقوانين الدولية. وذكرت أن تحليل غاز الأعصاب المستخدم في الهجوم على سكريبال وابنته يظهر أنها من مجموعة تعرف باسم (نوفيشوك) مبينة انه وفقا لمعطيات استخباراتية فان هذا النوع ذو طبيعية عسكرية وتم تطويره في روسيا. واكدت ماي ان مجلس الامن الدولي سيناقش في وقت لاحق اليوم الاربعاء هذه القضية بعد ان دعت وزارة الخارجية البريطانية لعقد جلسة طارئة. وكانت الشرطة البريطانية عثرت في الرابع من الشهر الجاري على سكريبال وابنته يوليا فاقدين الوعي في حديقة عامة بمدينة (سولزبيري) بعد أن تناولا الغداء في مطعم مجاور وتعرض الشرطي الذي وصل اليهما اولا الى تسمم ادخله العناية المركزة لكنه استعاد وعيه بعد يومين. يذكر أن سكريبال كان عقيدا في الاستخبارات العسكرية الروسية وحكم عليه عام 2004 بالسجن لمدة 13 عاما بعد ادانته بالجاسوسية لصالح الاستخبارات البريطانية. وفي عام 2006 افرج عنه في صفقة تبادل جواسيس مع روسيا وحصل على اثرها على اللجوء السياسي في بريطانيا