أثارت محاولة قتل الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال جدلاً واسعاً في الأوساط العالمية، كما تسبب في أزمة دبلوماسية بين روسيا وبريطانيا، وذلك بعد أن قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي إنه “من المرجح بشدة أن موسكو مسؤولة عن تسممه وابنته يوليا في إنجلترا”. وذكر موقع حياة أن ماي قالت أمام البرلمان أنه إما أن الدولة الروسية مسؤولة مباشرة عن قتلهما أو أنها سمحت بوصول غاز أعصاب إلى أيدي جهات أخرى، مؤكدة أن غاز الأعصاب المستخدم في الحادث من النوع الذي تطوره روسيا، وأمهلت ماي موسكو حتى نهاية الثلاثاء للكشف لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عن تفاصيل تطويرها لبرنامج غاز الأعصاب “نوفيتشوك”. ورفضت موسكو تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات صحافية “هذه مهزلة في البرلمان البريطاني”، مضيفة أن تصريح ماي هو جزء من “معلومات وحملة سياسية تقوم على الاستفزاز”. وترأست تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني صباح الاثنين 12 آذار (مارس) لبحث طريقة للرد على تسميم جاسوس روسي مزدوج سابق كان قد نقل أسراراً للمخابرات البريطانية وابنته بغاز للأعصاب. وحذر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون من أنه إذا ثبت أن روسيا وراء تسميم سكريبال فسترد بريطانيا رداً قوياً. وشبه جونسون أيضاً هذه الواقعة بقتل ألكسندر ليتفينينكو جاسوس المخابرات الروسية السابق في لندن عام 2006 عندما تناول شاياً أخضر ملوثاً بمادة البولونيوم – 210 المشعة. من سكريبال؟ في تقرير نشره موقع حياة قال: اتُهم سيرجي سكريبال، وهو كولونيل سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية، بـ”الخيانة العظمى” في عام 2006 لبيعه معلومات إلى بريطانيا وحُكم عليه بالسجن 13 عامًا، وفي عام 2010 ، استفاد من تبادل جواسيس بين موسكو من جهة ولندن وواشنطن من جهة أخرى،وكانت خطوة غير عادية، حيث وافقت روسيا على إطلاق سراحه، ولكنها تلقت 10 جواسيس روسيين أفرجت عنهم واشنطن في المقابل. وتابع الموقع في تقريره” كشف سكريبال عن عشرات الجواسيس الروس للمخابرات البريطانية قبل القبض عليه في موسكو عام 2004، وصدر ضده حكم بالسجن 13 عاما في عام 2006 ثم حصل على حق اللجوء في بريطانيا عام 2010 بعد مبادلته بجواسيس روس. واستقر العميل السابق في مدينة ساليسبري الصغيرة، جنوب غرب لندن، التي اشتهرت بكاتدرائيتها التي تعود للقرون الوسطى. وعاش على ما يبدو وجودًا غير مرغوب فيه، حيث أقام منزلًا في مبنى سكني متواضع في الضواحي. وقال إيبرو أوزتورك مالك متجر لصحيفة ميرور إن “كاميرا للمراقبة أظهرت سكريبال قبل أيام من الهجوم وهو يشتري حليب ولحم الخنزير المقدد وكان يأتي عدة مرات في الأسبوع لشراء البطاقات، غير أن منفي روسي آخر يدعى فاليري موروزوف أخبر وسائل الإعلام البريطانية أنه لم يوقف أنشطته التجسسية وأنه يعمل في الأمن السيبراني. في 4 مارس كان سكريبال وابنته يوليا، التي كانت في زيارة من روسيا، يتناولان الغداء في المطعم الإيطالي زيزي قبل التوجه إلى حانة The Mill لتناول مشروب، وبعد بضع ساعات، شاهده عدة شهود على مقعد قرب مركز مالتينجز للتسوق، ويبدو عليه المرض الواضح، وكان أحدهم يتقيأ، بينما كانت أعين سيرجي سكريبال مثل الزجاج وكان يهز يديه نحو السماء، وبعد أن اتصل شاهد عيان بالشرطة، نُقل الاثنان على الفور إلى المستشفى، حيث لا يزالان في حالة حرجة. تحركت الشرطة بسرعة لأخذ عينات بعد عزل المنطقة وإغلاق المطعم والحانة حيث مكث الأب وابنته، وحدد الخبراء في مختبرات بورتون داون المادة المستخدمة كغاز أعصاب من الدرجة العسكرية “من نوع طورته روسيا”، ويعرف باسم “نوفيشوك”، وفقًا لرئيس الوزراء البريطاني تيريزا ماي. وتواترت أنباء في وسائل الإعلام البريطانية عن وجود مائدة في “زيزي” قد تلوثت لدرجة أنهم اضطروا لتدميرها، وقد سادت تكهنات حول ما إذا كان السم قد تم رشه ، أو تم دسه في الطعام أو الشراب أو تم جلبه دون علم من قبل يوليا في حزمة. ويرقد سيرجي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) في المستشفى في حالة حرجة منذ الرابع من مارس بعد العثور عليهما فاقدي الوعي على مقعد في مدينة سالزبري في جنوب إنكلترا. ونصحت السلطات المئات ممن ترددوا على المطعم الإيطالي أو حانة (ميل) في المدينة بغسل ملابسهم بعد العثور على آثار غاز الأعصاب الذي استخدم في تسميم سكريبال وابنته في المكانين. وكانت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية قالت إن غاز الأعصاب استخدم ضد سكريبال وابنته لكنها لم تكشف عن نوعه على وجه التحديد.
مشاركة :