من المنتظر أن تدخل وحدة من كلاب "K-9" البوليسية المدربة، والتي تتمتع بحاسة شم قوية، على خط محاولات الولايات المتحدة منع تهريب الآثار ونهبها من قِبل جهات متخصصة في ذلك كعصابات التهريب أو من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية داعش، بكل من سوريا والعراق. وذكر تقرير لصحيفة البريطانية أن كلاباً من النوع المذكور دُربت بالفعل على إيجاد الكنوز الأثرية المنهوبة من بلدان مثل سوريا والعراق، وربما سترسَل قريباً إلى هناك ضمن خطة وضعها برنامج البحث الأميركي الرائد المسمى "K-9 Artifact Finders"، والذي أنشئ للتحذير من الاتجار بالإرث الحضاري. The latest Whats new in museums! Thanks to — Be virtual (@bevirtual) ويأمل البرنامج الجديد، بالاشتراك مع مركز البيطري للكلاب العاملة، التابع لجامعة بنسلفانيا، أن تُستخدم هذه الكلاب للكشف عن القطع الأثرية الموضوعة في صناديق الشحن والحمولات والبريد وحقائب السفر. وقال مايكل جي دانتي عالم الآثار الذي عمل في إيران والعراق وسوريا، إن الكلاب تستطيع بالفعل التعرف على التربة والمنتجات الزراعية، ويعتقد أن مقدار الروائح التي تستطيع حاسة شمها التعرف عليها، يمكن أن تُصقل بشكل كبير. وقال دانتي إن "نسبة كبيرة" من موقع دورا أوروبوس في منطقة الصالحية في سوريا، الذي يعود إلى القرن الخامس، قد نُقب فيه بطريقة غير قانونية. وأضاف: "سيأخذ علماء الآثار قروناً للقيام بهذه الكمية من العمليات التنقيبية بطريقة علمية. وهذا مجرد موقع واحد، نحن نرى هذا يحدث في كل أرجاء منطقة الصراع". واشتركت في هذا البرنامج أيضاً، مجموعة Red Arch غير الربحية، التي تشمل أبحاثها التحقيق في الاتجار بالقطع الأثرية ونهب الآثار. وقال مؤسس المجموعة، ريك سانت هيليري، إن فكرة استخدام الكلاب خطرت له بعد أن شاهد تقريراً إخبارياً عن كلب يتعرف على الإلكترونيات، وأضاف قائلاً: "لقد فكرت، إذا كان بإمكان الكلاب التعرف على الإلكترونيات، فماذا عن القطع الأثرية"؟تراث سوريا والعراق وطبقاً للتقرير الصادر عن مصلحة الجمارك الأميركية، فقد زادت الواردات من مقتنيات التراث السوري إلى ما نسبته 145% ومن نظيره العراقي إلى ما نسبته 61% وذلك بين الأعوام 2011 و2013، وهو ما دفع بعض المسؤولين الحكوميين للقول بأن تجارة الآثار أصبحت واحدة من مصادر الدخل الأساسية لتنظيم داعش. فالمشترون -ممن يشاركون في مثل هذه التجارة– إما ليسوا على الدراية الكافية بالأضرار الناجمة عن هذه التجارة غير المشروعة والتي دائماً ما تخلق سوقاً سوداء جديدة، أو أنهم فى الواقع غير مهتمين بالضرر الناجم عن شرائهم لتلك الآثار. أو أن مبررهم الحقيقي للمشاركة فى هذا الأمر هو اعتقادهم بأن شراءهم لتلك القطع الأثرية من مناطق النزاع هو السبيل الوحيد للمحافظة عليها وهو أمر طريف للغاية إذا ما كان صحيحاً، وذلك لأن اجتثاث الآثار من سياقها التاريخي وتحوليها لمقتنيات فنية خاصة بدون الأبحاث الأثرية اللازمة لن يمثل شيئاً سواء على مستوى السجلات التاريخية أو على المستوى العام.مكاسب داعش يجني تنظيم داعش حسب تقرير سابق نشر في موقع "" الكثير من الأموال جراء هذه الممارسات التي تتعلق بالنهب والاتجار في الآثار في السوق السوداء. فخلال إحدى الغارات التي تمت ضد أحد قادة التنظيم، وجدت القوات الكثير من السجلات المدون بها الكثير من البضائع المنهوبة. ومن خلال ما وجوده فى تلك السجلات، فقد تبين أن هذه المقتنيات ستُهرب إلى الغرب وهو ما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى نشر بعض التحذيرات -المدعومة ببعض السجلات والحسابات المالية حول ما تم بيعه وشراؤه من مقتنيات سورية- حول وجود مثل هذه المقتنيات المنهوبة في السوق.
مشاركة :